دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد الاجتماعات الاستخباراتية.. موسكو مستعدة لتنظيم لقاء بين وزيري خارجية دمشق وأنقرة للصلح وتطبيع العلاقات

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تسعى روسيا جاهدة لإزالة كل العقبات والخلافات التي تعتلي طريق دمشق وأنقرة لعودة العلاقات فيما بينهما، وذلك كون لموسكو مصلحة في تطبيع العلاقات بين الطرفين بعد قطيعة سياسية دامت أكثر من 10 سنوات، ودعم لا متناهي لأنقرة للمعارضة السورية التي كادت أن تطيح بالنظام الحاكم في سوريا لولا تدخل إيران وروسيا العسكري لجانب دمشق.

لماذا تجتهد موسكو لعودة العلاقات بين أنقرة ودمشق ؟

ولا شك في أن الدافع الروسي له أسبابه في صلح الأسد مع أردوغان، حيث أن عودة هذه العلاقات ستفيد الحلول السياسية التي تريدها هذه الأطراف لسوريا بعيداً عن المقررات الأممية، كما أنها ستؤدي في آخر المطاف لعودة سيطرة الدولة السورية على كامل التراب السوري أو على الأقل على الجيب الأخير للمعارضة، وتشكيل جبهة موحدة للضغط على الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية لتقديم تنازلات أو تسليم مناطقها وبالتالي العودة لما قبل عام 2011.

كما أن لروسيا غايات أخرى، كعدم السماح لأي فراغ روسي قد يحدث في سوريا نتيجة استمرار الحرب في أوكرانيا، أن تملئه إيران ووكلائها على الأرض، كون ذلك سيجعل سوريا عرضة بشكل أكبر للغارات الجوية الإسرائيلية وربما اجتياح عسكري من تل أبيب لتأمين حدودها الشمالية، إضافة لمنافع اقتصادية بعد فتح المعابر والطرق الدولية في سوريا وذلك سيعود بالنفع على الاقتصاد السوري، وبالتالي يمكن لموسكو استرداد شيئاً من فاتورة تدخلها العسكري لجانب الحكومة السورية.

موسكو مستعدة لتنظيم لقاء بين المقداد وتشاويش أوغلو

وأبدت موسكو استعدادها لتنظيم لقاء بين وزيري خارجية الحكومتين السورية والتركية، حيث قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، “تدعم موسكو فكرة تنظيم اجتماع لوزيري خارجية تركيا وسوريا.. ونحن على استعداد للمساعدة في عقده إذا لزم الأمر”، وأضاف المسؤول الروسي “نرى أن الاجتماع سيكون مفيدا. نحن نتحدث عن إقامة اتصالات بين الجانبين، وحاليا تجري الاتصالات على المستويين العسكري والاستخباراتي”.

وكانت تقارير إعلامية كشفت عن اجتماعات متتالية لرئيسي استخبارات الطرفين علي مملوك وهاكان فيدان في موسكو ودمشق، وذلك للتباحث حول عقد لقاءات بمستويات أعلى بين دمشق وأنقرة، وأشارت هذه التقارير إلى أن الأجواء جيدة بين الطرفين وملائمة لعقد تفاهمات.

هل يمكن لأنقرة ودمشق تجاهل الخلافات بينهما ؟

وتقول أوساط سياسية، أن طبيعة الخلافات بين أنقرة ودمشق كبيرة جداً، قد تجعل من عملية المصالحة صعبة نوعاً ما؛ على الأقل في المنظور القريب.

وتصر دمشق من تركيا الانسحاب الكامل من الأراضي السورية ووقف دعم فصائل المعارضة وحلها وتسليم كافة الأراضي والمعابر للدولة، بينما تصر أنقرة على البقاء كونها تخشى في أن تسليم مناطق سيطرتها للقوات الحكومية يعني عودة ما وصفتها “بالإرهاب إليها”.

وكان فيصل المقداد قد أعلن في آب/أغسطس الماضي، أن دمشق تريد “استحقاقات من أنقرة”، وأنه يجب على الأخيرة الانسحاب من سوريا وعدم البقاء “حتى في ميليمتر واحد”، وهو ما اعتبر نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، قبل يومين من هذا الكلام، أن هذه الكلمات “غير واقعية”.

وأضاف “إذا انسحبنا من تلك الأراضي اليوم فلن يحكم النظام هناك وستهيمن المنظمات الإرهابية. هذا خطر علينا، وخطر على النظام. لذا فهي في الواقع مخاطرة على سوريا”.

ماذا تعد المعارضة لما بعد مرحلة الصلح بين أنقرة ودمشق ؟

وتخشى المعارضة السورية (السياسية والمسلحة) من هذا التقارب، وذلك من حيث امكانية أن تقوم أنقرة بوقف الدعم عنهم وتسليمهم إلى الحكومة السورية وروسيا، وتكرار سيناريوهات المناطق السورية الأخرى التي خضعت للتسويات والمصالحات.

وتتوقع فصائل المعارضة أن تقوم قوات الحكومة وروسيا بعملية عسكرية في أي وقت لطالما أن الأمور تتجه نحو الصلح بين أنقرة ودمشق، حيث وردت معلومات عن حالة من الاستنفار بين الفصائل العسكرية و اتجاهها لتأسيس “مجلس قيادة عسكرية موحدة” لضبط الاقتتالات والخلافات بينها.

وبحسب ما نقله “العربي الجديد” فإن هذا المجلس الموحد سيشمل “الفيالق الثلاثة في الجيش الوطني، وإدارة حواجز واحدة، وإدارة أمنية واحدة، وقوة مركزية موحدة، ومكتب قانوني، وهيئة رقابة، وهيئة عامة لقتلى الفصائل، وإدارة اقتصادية واحدة، وسيضم 28 عضواً، مع 7 أعضاء مستقلين.

وكانت وكالة “سبوتنيك الروسية” أكدت قبل أيام في تقرير لها، أن أنقرة طالبت من بعض أعضاء “الائتلاف السوري” المعارض مغادرة الأراضي السورية، وسط ترجيحات بأن تكون وجهة هؤلاء الأعضاء “قطر أو كردستان العراق أو السعودية”.

 

إعداد: ربى نجار