دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد الإعلان عن “القوة الموحدة” بريف حلب.. الهدف من تكتل عسكري “ينسق على 3 محاور وبلا قائد عام”؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أعلنت فصائل معارضة بعضها ضمن “الجيش الوطني” الموالي لتركيا قبل نحو أسبوع، تشكيل تكتل عسكري جديد تحت مسمى “القوة الموحدة”، بينها فصائل يقال “إنها مقربة من هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”، إضافة إلى فصيل “الجبهة الشامية” في الفيلق الثالث وفرقة “المعتصم بالله” في ريف حلب الشمالي.

تكتل جديد ينسق مع “الهيئة”.. ما أهدافه ؟

هذه الفصائل المذكورة تنتشر ضمن نطاق جغرافي محدد تتلاصق حدود سيطراتها العسكرية، حيث أن “الجبهة الشامية” يتركز وجودها في مدينة إعزاز، فيما تسيطر “فرقة المعتصم” على مدينة مارع، بينما ينقسم “تجمع الشهباء” إلى 3 أقسام من ناحية التوزع، حيث تنتشر “الفرقة 50 – أحرار التوحيد” في ريف اعزاز، وحركة نور الدين الزنكي في ريف عفرين، و”أحرار الشام – القطاع الشرقي” بريف مدينة الباب.

وتقول أوساط سياسية وإعلامية معارضة إن هذا التكتل الجديد الذي يأتي بالتنسيق مع “تحرير الشام” هدفه “الانقلاب على الجيش الوطني” وتمهيد للسيطرة على مناطق نفوذه في ريفي حلب الشمالي والشرقي بشكل كامل، وحذرت من أن التشكيل الجديد، قد يرسم واقعاً مختلفاً للشمال السوري، وأن كل المصالح ستصب في مصلحة “تحرير الشام” و “سيلحق الضرر بفصائل تعتبر على عداء معها مثل جيش الإسلام”.

تساؤلات عدة طرحتها أوساط سياسية معارضة حول الهدف من تشكيل هذه القوة، وما الذي يميزها عن سابقاتها والنتائج المتوقعة لهذا التشكيل على أرض الواقع ورضا “وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة عنها”، خاصة مع وجود فصيل خارج نطاق “الجيش الوطني”.

ماذا يقول التكتل الجديد عن نفسه ؟

ويعرّف مسؤولي التكتل الجديد الذي يأتي تحت مسمى “القوة الموحدة” بأنه “يعكس إيمان الفصائل العاملة فيها بأهداف الثورة السورية ودعم المؤسسات الثورية وتعزيز فاعليتها، والسعي لرفع كفاءة التشكيلات العسكرية والحفاظ على السلم وعدم الاقتتال”، وذلك وفق ما جاء في بيان إعلان تشكيل التكتل.

وفي بيان متداول صادر عن قائد “الجبهة الشامية” عزام غريب، قال أنه تم التوصل إلى صيغة نهائية للإعلان عن هذا التكتل بهدف “تحقيق الأهداف الأساسية في الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي ورفع السوية العسكرية وضبط الجبهات والاستعداد لأي استحقاق عسكري، ودعا “للاستعداد للمرحلة القادمة بكل ثبات وجدية”.

بدوره نشر قائد “تجمع الشهباء” المقرب من “تحرير الشام” تغريدة اعتبر فيها أن هذه التكتل الجديد “سيوحد المحرر” في إشارة منه إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة.

فيما ذكر المعتصم عباس قائد فرقة “المعتصم” أن هذا التكتل سيكون “في سبيل الارتقاء بالواقع العسكرية والأمني ومنع الاقتتال والاحتراب الداخلي وحفظ السلم الأهلي”.

الموقف التركي و “وزارة الدفاع بالحكومة المؤقتة” ؟

وفي تقرير له قال “تلفزيون سوريا” أن الهدف الأول لهذا التكتل كان “تشكيل مجلس عسكري” يضم الفصائل المذكورة مع احتمالية انضمام “جيش الشرقية”.

فيما لفت التقرير إلى أن “المسؤول التركي” في منطقة “درع الفرات” بريف حلب “رفض تشكيل المجلس مع تجمع الشهباء المقرب من تحرير الشام” والعمل على التقارب مع “الفرقة 50” ضمن “تجمع الشهباء”، وذلك في محاولة لإعادة دمج الفرقة مع “الشامية” وبالتالي إضعاف “التجمع”.

فيما رفض قائد الجبهة الشامية المقترح، واتجه للعمل المشترك والتنسيق مع “تجمع الشهباء” المقرب من الهيئة، ولكي لا يواجَه قائد الشامية بإجراءات معاكسة من الجانب التركي، قرر تغيير التسمية من مجلس عسكري إلى قوة موحدة.

“قوة موحدة أم تنسيق عسكري وأمني” ؟

ونقل “تلفزيون سوريا” عن “مصدر مقرب من التكتل” إن “القوة الموحدة ليست اندماجاً بين الفصائل الثلاثة إنما عبارة عن آلية للتنسيق حول ثلاث ملفات، العسكري والأمني ومنع الاقتتال”، مشيراً إلى أن الفصائل المذكورة ليست معنية بأي مسألة خارج هذه المسائل، ولفت إلى أن التكتل لوحده لا يستطع إدخال “تحرير الشام” إلى ريف حلب، فالأمر يتعلق بفصائل أخرى و “وزارة الدفاع” و تركيا التي تدير المؤسسات المدنية والعسكرية، وأن أي تدخل للهيئة يعني الصدام مع تركيا بشكل مباشر.

ويقول المصدر الذي تحدث “لتلفزيون سوريا”، أن “الملف الاقتصادي” لم يناقش من خلال الاجتماعات التمهيدية، وأن انخراط “الجبهة الشامية” على وجه التحديد ضمن التشكيل برفقة “تجمع الشهباء” لن يمنحها أي ميزات اقتصادية أو أموالاً من واردات معبر الحمران.

“التكتل بلا قائد عام”.. وأطراف لاتزال تعادي “تحرير الشام”

وأكد المصدر أن التكتل الجديد لا قائد موحدة له، وذلك بعد أن وردت معلومات حول أن “حسين عساف” وهو “قائد تجمع الشهباء” هو من سيتولى قيادة التكتل، وأشار إلى أن التكتل له قيادات عدة على اعتبار إنها ليست اندماجاً إنما مجرد تنسيق.

وقلل المصدر من أهمية “القوة الموحدة” واعتبر إنها أعطيت أكبر من حجمها، حيث أن الأطراف التي انخرطت في صفوفها تعمل “لمصالح آنية”، وأشار إلى أن مدى تماسك القوة الجديدة غير معروف إلى الآن.

وفيما يتعلق بعلاقة “القوة الموحدة” بـ “تحرير الشام”، تتهم جهات مناهضة “للهيئة” بأن “القوة” هي مجرد “نواة مشروع بديل عن الجيش الوطني صنع على أعين الجولاني” فيما اعتبره آخرون بأنه سيشكل ضرراً على المنطقة.

ونقل “تلفزيون سوريا” عن مصدر من “الجبهة الشامية” المنخرطة في “القوة”، بأنهم لايزالون يعتبرون “تحرير الشام عدواً” مشيراً إلى عدم التنسيق بين الفصائل مع الهيئة بخصوص التكتل الجديد، فيما أقر المصدر بعمق العلاقات بين “الهيئة” و “تجمع الشهباء”.

ويعتقد بأن “القوة الموحدة” ستشكل تهديداً مباشراً لفصائل أخرى، كونها تشكلت خارج سياق “الجيش الوطني” و “وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة”، فيما يرجح آخرون أن كثرة التكتلات والأجساد العسكرية في منطقة صغيرة، كتلك التي تسيطر عليها فصائل “الجيش الوطني” ستجلب عدم الاستقرار و الخلافات والاقتتالات إلى هذه المنطقة، وبالتالي بقاء الحالة الفصائلية واستمرار الاقتتال الداخلي.

إعداد: علي إبراهيم