أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي يتم الحديث فيه عن مساعي لتحديد موعد جديد لعقد الجولة الجديد لاجتماعات اللجنة الدستورية السورية، وامكانية تحقيق تقدم ولو بسيط في العملية السياسية بالبلاد التي ترعاها الأمم المتحدة، رفضت بعض أطراف المعارضة السورية ما وصفوه “بمقترح بيدرسون” حول الحل في سوريا.
وبعد فشل المبعوث الأممي إلى سوريا بتحقيق أي مكاسب حول العملية السياسية وإقناع أطراف النزاع على الاتفاق على مبادئ أولية في اللجنة الدستورية السورية، تقدم بيدرسون “بمقترح” يمكن من خلاله “إعادة إطلاق المسار السياسي” حسب قوله، وذلك عبر “مقترح خطوة بخطوة” والتي سبق وأن كشفت تقارير إعلامية عن فحواه.
“خطوة بخطوة” .. تشابه بين المقترح الأردني وخطة بيدرسون للحل في سوريا
وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، تقدم بمقترح لحل الأزمة السورية سميت “باللاورقة” خلال زيارة قام بها إلى روسيا و الولايات المتحدة التقى خلالها بزعيمي البلدين، وطرح حينها هذه المبادرة لحل الأزمة السورية، والتي قيل عنها فيما بعد أنها “خطوة مقابل خطوة”، وفق منطق التبادلية بين “المطلوب” من موسكو و “المعروض” من واشنطن، والعكس.
وكان المبعوث الأممي بيدرسون تقدم أيضاً بمقترح يشابه ما جاء في مبادرة العاهل الأردني، وسمي المقترح “خطوة مقابل خطوة”، لكن أطراف معارضة رفضت هذه السياسة واعتبرتها أنها تصب في مصلحة “الحكومة السورية وروسيا”.
“الائتلاف” يرفض خطة بيدرسون .. لماذا ؟
وفي بيان صدر عن “الائتلاف الوطني السوري المعارض”، أكد من خلاله أن “خطة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، تحرف مسار العملية السياسية عن وجهتها، وتصب في سلة الحكومة السورية وإعادة تدويرها”.
واعتبر “الائتلاف” أن خطة “خطوة بخطوة” لا تصب في صالح الحل السياسي، وشدد على ضرورة التزام المبعوث الدولي بصلاحيته ومهامه المقررة في تسيير المفاوضات، للوصول إلى الحل السياسي، حسب القرارات الدولية، لا سيما بيان جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي 2254.
بيدرسون: “هناك امكانية لمقاربات جديدة تتيح تقدم بالحل السياسي”
خطة بيدرسون جاءت بعد زيارة قام بها إلى دمشق الأحد الماضي، وتحدث حينها عن “إمكانية طرح مقاربات جديدة تتيح إحراز تقدم في العملية السياسية بعد محادثات أجراها مع دول عربية وأوروبية والولايات المتحدة”، وذلك عقب لقاء جمعه مع وزير الخارجية في الحكومة السورية فيصل المقداد، وأشار بيدرسون إلى أن هناك امكانية الآن لبدء استكشاف ما أسميه مقاربة خطوة بخطوة، أي أن تضع على الطاولة خطوات محددة بدقة، بأمل أن يبدأ بناء بعض الثقة.
لماذا ترفض المعارضة هذه الخطة ؟
وترى بعض الأطراف السياسية في المعارضة السورية، أن خطة بيدرسون تعني “تقديم تنازلات متبادلة” بين الحكومة السورية والمجتمع الدولي، مشيرين إلى أن موسكو ودمشق سيستغلان بالتأكيد هذه السياسة لصالحهما لإقصاء المعارضة و إعادة “تعويم النظام” وتطبيع العلاقات بينه وبين المجتمع الدولي.
ولفتوا إلى أن روسيا لديها الكثير من الأوراق القوية التي ستلعب عليها لاستغلال خطة بيدرسون، ولن يكون أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة حينها إلا الالتزام بتعهداتها، معتبرين أن هذه المقاربة الجديدة ستضر بالعملية السياسية والقرارات الدولية للحل السياسي في سوريا وعلى رأسها القرار 2254.
كما ترى تلك الأوساط أن بيدرسون يسعى لإظهار أنه يحرز تقدماً في الملف السوري، وأن الأمور بدأت تسير نحو الحل، بعد فشله في الماضي، وعدم تمكن المؤسسة الدولية من إحراز أي تقدم، وأشاروا إلى أن موسكو ستقدم بعض التنازلات التي لا تؤثر عليها، بينما التنازلات التي سيقدمها المجتمع الدولي ستكون ذات منفعة كبيرة لدمشق وحليفها الروسي.
ماذا تعني خطة بيدرسون ؟
وخطة بيدرسون “خطوة بخطوة” تعني مثلاً تقديم الحكومة السورية لتنازل كـَ “إطلاق سراح بعض المعتقلين من السجون”، مقابل خطوة أخرى من قبل المجتمع الدولي مثلاً “كالسماح بالمساعدات الإنسانية بالعبور من معابر تسيطر عليها”، أو مثلاً “وقف قوات الحكومة العمليات العسكرية في البلاد”، مقابل “رفع العقوبات عليها” وهكذا.
وكانت تقارير إعلامية كشفت عن أن عملية “خطوة بخطوة” تحوي في بعض نقاطها، عمل دمشق على تقليص النفوذ الإيراني في سوريا بعد أن كان المطلب إخراج الإيرانيين من البلاد، إضافة لفتح قنوات اتصال مع إسرائيل، وذلك مقابل خطوات أخرى قد تشمل “إعادة تطبيع الدول العربية العلاقات مع دمشق وامكانية عودتها لجامعة الدول العربية”.
إعداد: رشا إسماعيل