دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد اجتماع دول التحالف.. دول “مسار آستانا” تجتمع الشهر القادم وترجيحات تدور حول “صفقات” جديدة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع عقد دول التحالف الدولي مؤتمرها في العاصمة الإيطالية روما، و تأكيدها على الحل السياسي و ضرورة الاستمرار بتقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا، ستشهد العاصمة الكازاخية، نور السلطان، في الأسبوع الأول من الشهر القادم، اجتماعاً لدول “مسار آستانا” حول الملف السوري.

“كسر الاحتكار”.. دول التحالف تتدخل سياسياً بالملف السوري

و اعتبرت أوساط سياسية عدة، أن مؤتمر التحالف الدولي في العاصمة الإيطالية و اجتماع الدول السبع الكبار الذي كان الملف السوري الطاغي على المناقشات التي جرت فيها، هو كسر “لاحتكار” مسار آستانا بين روسيا وتركيا وإيران، بالملف السوري.

وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الاجتماع الذي حصل في روما، إلى الحصول على دعم أكبر لعملية الحرب ضد داعش في سوريا، وإرساء الاستقرار والأمن في المناطق المحررة من التنظيم الإرهابي، (بحسب ما جاء في بيان المؤتمر الختامي)، إضافة إلى مواصلة تقديم الدعم الإنساني للسوريين، و تنفيذ مقررات الأمم المتحدة ذات الصلة و التي تنص على أن الحل السياسي يجب أن يكون وفق القرار 2254، وبمشاركة كل السوريين.

اجتماع جديد لدول “مسار آستانا”.. وترجيحات لحدوث صفقات جديدة

وترى أوساط سياسية عدة، بأن مسار آستانا، الذي سيعقد الدول المشاركة فيه، الجولة السادسة عشر في الأسبوع الأول من شهر تموز/يونيو القادم، هو “انفراد لتلك الدول بالملف السوري”، مشيرين إلى أنه اقصى الكثير من القوى السياسية والعسكرية على الأرض، و اكتفى بانتقاء الأطراف المشاركة لبحث الحلول السياسية للملف السوري، والذي لا يخدم سوى مصالح الدول الرئيسية في المسار. في إشارة منهم إلى روسيا وتركيا وإيران.

الجديد في الاجتماع الذي سيعقد الشهر المقبل في “نور السلطان”، أن المباحثات ستناقش انسحاب القوات التركية من مناطق سورية عدة، بحسب ما نقلته وسائل إعلامية روسية عن مصادر قالت أنها في “المعارضة السورية”.

انسحاب تركي من مناطق بريفي إدلب واللاذقية.. فهل هناك مقابل ؟

ونقلت وكالة “سبوتينك” الروسية عن مصدر في “المعارضة السورية”، أن “جولة محادثات أستانا القادمة ستناقش انسحاب القوات التركية والفصائل الموالية لها من مناطق سورية عدة”، وأشارت المصادر إلى أن المناطق التي من المقرر مناقشتها تتضمن “ريف إدلب الغربي ومناطق بريف الساحل”.

المعلومات التي كشفتها الوكالة الروسية، تعيد إلى الأذهان، الصفقات والمقايضات التي جرت خلال مسار آستانا في جولاتها السابقة، حينما تم الاتفاق على “سيطرة الحكومة السورية على الغوطة الدمشقية مقابل سيطرة القوات التركية على عفرين”، والأمر ذاته ينطبق على مناطق “سيطرة القوات الحكومية بدعم روسي على خان شيخون و سراقب ومعرة النعمان بريف إدلب مقابل سيطرة القوات التركية على رأس العين و تل أبيض” خلال عمليتها العسكرية في تشرين الأول/أكتوبر من عام 2019، والتي أسمتها تركيا حينها “بنبع السلام”.

مخاوف من صفقات جديدة بين روسيا وتركيا على حساب الأراضي السورية

وتتخوف أوساط سياسية سورية من صفقات جديدة تتم بين الأطراف المشاركة في مسار آستانا، خلال الجولة القادمة، حيث يتم الحديث اليوم عن إمكانية أن تقوم تركيا بعمليات عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية، وقد يكون هدفها كل من “منبج و تل رفعت وعين العرب (وكوباني)” أو إحداها، وهي المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.

و أشارت الأوساط السياسية السورية إلى أن دول آستانا، من المعروف عنها “المقايضات والصفقات” على حساب الأراضي السورية و الشعب السوري، وهي السبب وراء تبدل خرائط السيطرة في سوريا لصالح الحكومة في السنوات الماضية، مشيرين إلى أن تلك الدول تسعى إلى أن يكون أي حل سياسي في سوريا يخدم مصالحها واجنداتها، بعيداً عن الأمم المتحدة والقرارات التي اتخذتها للحل السياسي في سوريا وعلى رأسها 2254.

متابعون: تركيا وروسيا قد تتبادلان السيطرة على مدن جديدة في سوريا

بينما يرى متابعون على أن المناطق التي ستنسحب منها القوات التركية والفصائل المعارضة المسلحة من ريف إدلب الغربي والساحل، قد يقابلها سيطرة جديدة للقوات التركية على مدن في شمال وشرق البلاد، حيث أن الحديث يدور حول المناطق التي تتواجد فيها القوات الروسية “كمنبج و تل رفعت و عين العرب”.

فهل ستوافق روسيا على منح مناطق جديدة لتركيا مقابل سيطرة القوات الحكومية على مناطق في الريف الإدلبي و الساحل، أم أن الانسحاب التركي سيكون لوقف أي هجوم بري واسع جديد قد يصل لمدينة إدلب و تعرض المصالح التركية للخطر في الشمال الغربي من البلاد ؟.

إعداد: ربى نجار