أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – رغم الرفض الشعبي والاستياء الواسع، والاعتصامات والاحتجاجات الشعبية في مناطق سيطرة المعارضة السورية، إلا أن المباحثات بين دول مسار “آستانا” كل من روسيا وتركيا وإيران، مستمرة لفتح المزيد من المعابر والطرقات العامة، وتهيئة الناس لتقبل التعاون بين الحكومة السورية والمعارضة، رغم أن المواطنين أكدوا أن هذا يصب في إطار “خيانة الثورة” و “دماء الشهداء”.
روسيا وتركيا وإيران تريدان فتح معابر جديدة
وبعد أيام من افتتاح معبر “أبو الزندين” وما رافق ذلك من احتجاجات شعبية واعتصامات لمواطنين بالقرب من المعبر، إلا أن الأطراف الرئيسية المشاركة في الازمة والصراع على السلطة مستمرون في مباحثاتهم لفتح الطرقات والمعابر بين مناطق سيطرة الحكومة السورية والمعارضة، دون أي اعتبار للموقف الشعبي.
حديثاً، عقد اجتماع آخر بين وفود روسية وتركية وإيرانية لبحث فتح معابر وطرقات أخرى من التي تفصل مناطق سيطرة الحكومة السورية والفصائل، وذلك في إطار المساعي لتطبيع العلاقات بين الحكومتين السورية والتركية.
وفي هذا الإطار أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن اجتماع ثلاثي ضم كل من الوفد التركي والروسي والإيراني في مدينة سراقب بريف إدلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام، وانتهى مساء اليوم الاثنين.
من بينها “تهيئة السكان”.. ماذا بحث الاجتماع ؟
الاجتماع الذي ضم وفوداً من دول “مسار آستانا” بحث وفق المعلومات التي حصل عليها المرصد السوري، افتتاح الطرقات السريعة في شمال سوريا “m4” وتأمين الطريق إضافة إلى تأمين حماية إضافية لطريق “m5” حلب-دمشق.
وبما أن هناك رفض شعبي وغضب واسع نتيجة فتح هذه المعابر، ناقش الأطراف المجتمعة في سراقب أيضاً، مخططات عدة لإقناع السوريين وتهيئة الظروف لافتتاح الطرقات والمعابر التجارية بين مناطق سيطرة الفصائل والحكومة، وخاصة بعد موجة الغضب الواسعة التي رافقت افتتاح معبر أبو الزندين، واعتصام الأهالي أمام المعبر ورفضهم لعمله، وبالتالي عدم تكرار هذه الأحداث من جديد.
وجاء الاجتماع الجديد استكمالاً للاجتماعات السابقة التي دأب الروس والأتراك على مناقشتها في افتتاح المعابر والطرق المغلقة في سوريا.
الإيرانيون يحضرون الاجتماعات للمرة الأولى
ومنذ بداية المباحثات لفتح الطرقات والمعابر، حضر الوفد الإيراني هذه المباحثات للمرة الأولى، وذلك بعد تهميش دور طهران في الاجتماعات السابقة، وفي هذا الإطار أشار المرصد السوري إلى أن المجموعات المسلحة الموالية لإيران عملت على خلط الأوراق وقصف عدة قرى وبلدات في ريف إدلب، لإثبات وجودها على الأرض وإشراكهم بالاتفاقيات.
ولفت المرصد السوري إلى اجتماعات ضمت المخابرات والجيش التركي مع نظيرهما الروسي داخل النقطة الروسية في بلدة الترنبة بريف إدلب الشرقي، وتناولت الاجتماعات الاستعدادات لفتح معبر على الطريق M4، الذي يربط بين محافظتي حلب واللاذقية، وهو آخر عقدة طرق عامة تربط غرب سوريا بشرقها.
غضب شعبي واسع لفتح المعابر ودعوات لاستعادة القرار
وسبق أن اعترض مسلحون شاحنات تجارية على معبر أبو الزندين في مدينة الباب، حيث أجبر المسلحون الشاحنات التي كانت في طريقها باتجاه مناطق القوات الحكومية، على العودة، بالقوة تحت تهديد السلاح، بالرغم من وجود الشرطة العسكرية على المعبر.
وتأتي هذه التحركات بعد فتح معبر أبو الزندين ووضعه قيد الخدمة، مما أفسح المجال لربط مناطق النظام مع تركيا.
وخرجت تظاهرات في مدن ومناطق الشمال السوري، الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة، في احتجاجات شعبية عارمة، منها رفضاً للتطبيع بين الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان، والمطالبة باستعادة القرار العسكري والسياسي من الجانب التركي والمؤسسات السورية المعارضة التي وصفوها “بالخائنة للثورة” و “لدماء الشهداء”.
وتأتي هذه الاتفاقيات الجديدة بين روسيا وتركيا، في ظل رغبة موسكو بمساندة تركية لإنعاش الاقتصاد السوري المنهار وتنشيط الحركة التجارية، بينما تتوقع المصادر بأن تشهد أسعار المواد والسلع الغذائية في مناطق سيطرة فصائل المعارضة ارتفاعاً كبيراً نظراً على لزيادة الطلب على البضاعة.
إعداد: ربى نجار