أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – خلال تقرير ثاني لها في أقل من عام، حملت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الحكومة السورية مسؤولية الهجوم الكيميائي على مدينة سراقب بريف إدلب في العام 2018، حيث قالت المنظمة في بيان لها، يوم الاثنين الماضي، أن فريقها خلص إلى أن القوات الحكومية استخدمت الأسلحة الكيميائية في الـ 4 من شباط/فبراير عام 2018.
وسبق أن أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تقرير سابق، عن قيام قوات الحكومة السورية بشن هجوم كيميائي على مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي في آذار/مارس عام 2017.
ويعتقد محللون سياسيون، أن الملف الكيماوي سيتم استغلاله بشكل كبير من قبل الدول الغربية، وذلك لدفع الحكومة السورية إلى الانخراط بالحلول السياسية، مشيرين إلى أن المساعي الغربية سوق تصطدم بالفيتو الروسي في حال الحديث عن أي مشروع قرار يدين الحكومة السورية في استخدام السلاح الكيماوي المزعوم، لافتين إلى أن الدول الغربية قد تلجأ خارج المؤسسات الأممية إلى اتخاذ عقوبات أحادية الجانب تجاه الحكومة.
ومن المفترض أن يناقش مجلس الأمن الدولي قريباً، فرض عقوبات وإدانة الحكومة السورية لاستخدامها للكيماوي في مناطق سورية عدة، بحسب ما أفادت به تقارير إعلامية.
وحول إمكانية استغلال الدول الغربية للملف الكيماوي للضغط على الحكومة السورية ومحاسبتها، وما سيكون موقف روسيا وهل سيكون هناك أي تغيير في موقفها في مجلس الأمن أثناء مناقشة أي مشروع قرار يدين دمشق، تواصلت شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، مع المختص في الشؤون الروسية، بسام البني.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست”، مع المختص في الشؤون الروسية بسام البني:
– هناك دعوات دولية لمحاسبة الحكومة السورية على استخدامها الكيماوي، وهناك عدة منظمات إنسانية وحقوقية أيضاً تتحرك في هذا الصدد، هل يمكن أن تساهم في تحرك الدول الغربية ومجلس الامن ضد الحكومة السورية ؟
لاحظ في الآونة الأخيرة أن هناك عمل على قدم وساق لإنشاء منظمات موازية تطلق عليها منظمات دولية، يعني أسماء رنانة كالمنظمات الدولية موازية للمنظمات التي أنشأت تحت مظلة الامم المتحدة، لاتخاذ قرارات ضمن هذه المنظمات بتسخيرها لدعم سياسة الغرب وتمرير ما هو يريد وتمويه على القرارات التي لا يمكن تمريرها بشكل رسمي في المقرات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن، روسيا طبعاً تلاحظ هذا الأمر وهي قلقة بشأنه ولن تمرر هذا الموضوع إلا إذا كان نظامياً وإلا إذا كان تحت مظلة الأمم المتحدة.
– هل يمكن أن يتم فرض عقوبات جديدة على الحكومة السورية ؟
من الممكن ولكن دون قرار دولي لأن روسيا لن تسمح، بمعنى آخر تستطيع أي دولة فرض عقوبات من طرف واحد على دولة أخرى وقد يؤيد عقوباتها دول حليفة لها كما يحصل الآن في العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية هنا وهناك وبسبب ودون سبب.. لكن هذه العقوبات يلتزم بها من هو تابع للولايات المتحدة الأمريكية أو يخشاها.
– هل ستستغل الولايات المتحدة والدول الغربية “حادثة الكيماوي” للضغط أكثر على الحكومة السورية للقبول بحل سياسي ؟
الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، تستغل منذ اليوم الأول موضوع استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، لسنا بصدد ولست حاكماً لأقول أن النظام استخدام الكيماوي أو لم يستخدم، لكن الغرب استخدم هذا الملف بكل قوى وسحب الكيماوي بناءً على الاتفاق الروسي والأمريكي الذي تعهدت روسيا بسحب الكيماوي من النظام، وتم سحب تلك الكميات من الأسلحة الكيميائية، فلذلك أنا اعتقد أن الضغط مستمر، سواءً بموضوع الكيماوي أو بغير الكيماوي للقبول بحل سياسي، وأضيف إلى ذلك أن روسيا أيضاً تضغط على النظام السوري من أجل المرونة ومن أجل العمل على إيجاد صيغة مقبولة للحل السياسي، لكن النظام يتهرب كما نلاحظ وهذا أمر واقع وللأسف الشديد هذا واقعنا اليوم.
– هل من المتوقع حدوث تغيير بالموقف الروسي فيما يتعلق بتمرير قرار من مجلس الامن ضد الحكومة السورية ؟
لا يمكن لروسيا أن تمرر قراراً ضد الحكومة السورية ضمن مجلس الأمن، هذا أولاً، وثانياً فروسيا من حيث المبدأ والسياسة الروسية ضد كل العقوبات وسياسة العقوبات الأحادية الجانب، لا يمكن أن تقبل روسيا باستخدام عقوبات دون رجوع إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، ولهذا السبب ستكون كل المحاولات لفرض العقوبات مرفوضة روسياً، ولكن روسيا لا تستطيع أن تمنع مثلاً دول من اتخاذ عقوبات من طرف واحد ضد الحكومة السورية أما عن طريق مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة فلا يمكن لروسيا أن تسمح لهذا الأمر.
حوار: ربى نجار