أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لطالما كانت رغبة تركيا في مسار تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية أن تكون المباحثات والمفاوضات بدون أي شروط مسبقة، بينما تتحدث دمشق عن شروط رئيسية هي الأساس في أي عملية تفاوضية وصلح مع الجانب التركي، بعد قطيعة سياسية دامت لأكثر من 13 عاماً، ودعم كامل من تركيا للمعارضة التي كادت تطيح بنظام الحكم في البلاد لولا التدخل الإيراني والروسي.
وتطالب دمشق من تركيا، الانسحاب العسكري الكامل من الأراضي الشمالية السورية، مع وقف دعم الإرهاب ومحاربته، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة السورية، وعودة الأمور في الشمال الغربي السوري إلى ما كان عليه قبل عام 2011، بينما ترفض أنقرة ذلك وتصر على أن التطبيع يجب أن يكون بدون شروط مسبقة، وتؤكد أن قواتها لن تغادر سوريا لطالما الأزمة مستمرة فيها، مدعية أن ذلك يصب في مصلحة “حماية أمنها القومي”.
بلا شروط وبغياب إيران.. موعد لقاء الأسد بأردوغان
وبدون شروط مسبقة، كشفت صحيفة تركية عن موعد لقاء الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان، متوقعة أن يكون خلال شهر آب/أغسطس المقبل.
وذكرت صحيفة “ديلي صباح”، أن الأسد وأردوغان سيلتقيان في موسكو خلال أغسطس المقبل، في أول لقاء يجمع بينهم بعد سنوات.
وذكرت الصحيفة أن اللقاء قد يكون بدون حضور الجانب الروسي بينما توقعت أن يكون هناك حضور عراقي وقالت في هذا الإطار “أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتولّى التوسّط في المحادثات بين دمشق وأنقرة، وتوقعت أن يحضر اللقاء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، فيما استبعدت الصحيفة حضور إيران”.
“التطبيع لن يكون سهلاً”.. و”الأكراد هم تركيا الأول”
وتقول أوساط سياسية إن ملف التطبيع بين دمشق وأنقرة لن يكون سهلاً وسيكون طويلاً، وهو ما اعترف به وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي رد على بيان لوزارة الخارجية التابعة للحكومة السورية حول تطبيع العلاقات، وربط ذلك بالانسحاب العسكري واحترام سيادة سوريا على كامل أراضيها.
وتشدد هذه الأوساط على أن تركيا هدفها الأول من هذه المفاوضات والتطبيع، محاربة قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني PKK، بينما نظرة دمشق للطرفين مغايرة تماماً، وكذلك نظرة حلفائها روسيا وإيران، كما يمكن لأردوغان تسليم المناطق الشمالية الغربية للدولة السورية، وهو ما يخشاه الملايين من المدنيين الذين خرجوا للساحات خلال الفترة الماضية للتعبير عن رفضهم لمصالحة الأسد وأردوغان.
بوجود واشنطن.. “اتفاقية أضنة” قد تلعب دوراً
وبين تركيا وسوريا اتفاقية أمنية تحت اسم “اتفاقية أضنة” تعود لعام 1998، حيث تسمح لتركيا بالتوغل لمسافة 5 كيلومترات لمحاربة ما تصفه أنقرة “بالإرهاب”، حيث يعتقد محللون أن هذه الاتفاقية قد تكون الأداة الوحيدة للتعامل مع المنطقة الشمالية الشرقية السورية، خاصة في ظل وجود الولايات المتحدة الأمريكية، وأي هجوم تركي بدعم من دمشق سيكون تحدياً مباشراً للولايات المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أكدت عدم دعمها لعودة العلاقات بين أنقرة ودمشق، وصرحت وزارة الخارجية الأمريكية بأنها “لا تدعم جهود التطبيع بين تركيا وسوريا ولن تطبع العلاقات مع سوريا حتى يتم التوصل إلى حل سياسي للمشكلة المستمرة منذ 13 عامًا”.
ورغم هذا، أشار موقع “ميدل إيست آي” إلى أن واشنطن قد تخلت عن سياسة نشطة في هذه القضية، كما تم إثارة الموضوع خلال زيارة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى واشنطن.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد دعا بشار الأسد لزيارة تركيا، وتكليف وزير خارجيته هاكان فيدان بالترتيب للقاء بين الطرفين سواءً في تركيا او بلد ثالث، إلا أن الأسد عاود التأكيد على الشروط وأن لا حوار مع أنقرة دون تنفيذ هذه المطالب من قبل تركيا.
إعداد: ربى نجار