أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت تزداد فيه مخاوف السوريين من انتشار وباء كورونا بينهم، والتحذيرات الدولية من الاوضاع الصعبة في المناطق السورية نتيجة الحرب الدائرة منذ أكثر من 9 سنوات، تعتزم إيران استئناف الزيارات للأماكن المقدسة في سوريا، بالرغم من الخطر الكبير الذي تشكله هذه الخطوة نظراً لاستمرار تفشي الفيروس فيها.
وأعلنت وزارة الصحة السورية عن زيادة في عدد الإصابات وارتفاعها إلى 29 حالة، حيث سجلت الوزارة 4 حالات جديدة، الثلاثاء، وأشارت في بيان لها إلى أن 5 حالات من الحالات الـ29 المسجلة تماثلوا للشفاء بينما بقيت حالات الوفاة عند 2 فقط.
ويشكك السوريون ومنظمات إنسانية ومنها الصحة العالمية، بالبيانات الرسمية الحكومية حول أعداد الإصابات في سوريا بفيروس كورونا، وسط ورود تقارير إعلامية بإصابة العشرات من السوريين، ومثلهم من القوات العسكرية الحكومية بعد مخالطتهم بجنود إيرانيين وآخرين موالين لها.
إيران تخطط لاستئناف الزيارات الدينية
وكشفت وسائل إعلامية عزم إيران لاستئناف زيارة العتبات المقدسة في كل من سوريا والعراق، مع “مراعاة الشروط الصحية”، وأعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية علي رضا رشيديان عن التخطيط لاستئناف الزيارة إلى العتبات المقدسة في سوريا وذلك خلال اجتماع مع الجهات المعنية.
الخطوة الإيرانية في ظل استمرار تفشي وباء كورونا فيها، اعتبرها مراقبون خطيرة جداً، خصوصاً في ظل القطاع الصحي المتدهور، كون البلد يعاني أصلاً من نقص حاد في المعدات الدوائية والوقائية من فيروس كورونا وأي قدوم لمدنيين إيرانيين للبلاد قد يؤدي لزيادة تفشي الفيروس فيها، وبالتالي حدوث كارثة إنسانية.
معتبرين لامبالاة السلطات الإيرانية وعزمهم لاستئناف الزيارات للأماكن المقدسة في سوريا والعراق بمثابة دفع تلك البلدان للهاوية، في الوقت الذي لاتزال حركة الجنود الإيرانيين مستمرة لكلا البلدين، محملين طهران مسؤولية انتشار الوباء في سوريا وتداعيات ذلك.
السعودية ترفض استقبال الإيرانيين لموسم الحج
ويعتزم الإيرانيين أيضاً استئناف موسم الحج في السعودية، ولكن يبدو ان الرياض رفضت قدوم الإيرانيين للحج على اراضيها هذه السنة كون اجراءات الحظر لاتزال قائمة.
حيث أشار مسؤول إيراني إلى أن وفد حكومي زار السعودية للتباحث مع مسؤوليها حول موسم الحج القادم، وبعد مكوثه اسبوعين، عاد الوفد ولم يتمكن من إلغاء حظر الرحلات الجوية بين السعودية وإيران بسبب فيروس كورونا.
لافتاً إلى أنه بالرغم من ذلك، فأن ظروف إقامة موسم الحج القادم غير معلومة تماماً إلا أن التخطيط جار في الوقت الحاضر، معبراً عن أمله بتوفر الأرضية اللازمة للحج مع “انكماش فيروس كورونا”. في الوقت الذي تسجل فيه إيران زيادة في الإصابات بالفيروس.
الوضع في سوريا خطير
واعتبرت منظمة الصحة العالمية في تقرير سابق لها، من أن الأوضاع المتعلقة بفيروس كورونا في سوريا خطيرة لأن هذه الدولة تمثل قبلة لزيارة المراقد الدينية.
وقال ممثل المنظمة حينها، إنهم يقيمون الوضع في سوريا بأنه خطير نظرا لسببين، الأول يتمثل في طبيعة الإصابات حيث رصدت كلها تقريباً لدى مواطنين قادمين من الخارج، ما يعني أن عددها قد يكون أكبر.
أما الثاني في أن سوريا تتميز بـ”خصوصية مهمة جداً كونها تحتضن مرقدين شريفين هما قبلة لعدد كبير من الزوار من دول المنطقة”، وذكر مقام السيدة زينب ومرقد السيدة رقية في دمشق، وهما قبلة لعديد من الزوار من دول المنطقة التي ظهرت فيها الوباء على نطاق واسع، خاصة إيران، وكذلك العراق ولبنان وباكستان.
محذراً من انتشار خطير للفيروس في حال دخول الناس من تلك البلدان إلى سوريا، وهذا الأمر أن حدث فعلا، ستكون تأثيرات الوباء عالية بالتأكيد نتيجة للظروف الاستثنائية التي يعاني منها البلد منذ أكثر من 9 سنوات.
إعداد: ربى نجار