أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت ترفض كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، النوايا التركية بشن عملية عسكرية جديدة ضد قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، أصرت أنقرة إنها لن تنتظر إذناً من أحد في أي إجراءات عسكرية تتخذها في شمال سوريا، وتحدثت في الوقت نفسه على ضرورة حل الأوضاع في سوريا بالطرق السلمية والتطبيع مع دمشق.
“تركيا تحدد متى تقوم بعمليتها العسكرية”
وفي تصريحات تركية جديدة اعتبرت “تهديداً جديداً للشمال السوري” قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، إن تركيا هي من تحدد متى ستقوم بعملية عسكرية جديدة في سوريا”.
وفي رده على سؤال حول عدم موافقة روسيا على العملية أجاب المسؤول التركي “أن العلاقات التركية الروسية متجذرة للغاية وفي نفس الوقت تتسم بالواقعية”، واعتبر أنه من الطبيعي أن لا تتطابق الرؤى بين البلدين كونهما بلدان ذات سيادة ولكل طرف مقاربات مختلفة حول طبيعة الأزمة في سوريا وسبل الحل المحتمل.
وتابع “مكافحة الإرهاب هو قاسم مشترك لكافة الدول الراغبة للسلام والاستقرار في المنطقة”، و “تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، باتت دولة تولي أولوية لمصالحها وتتدبر أمرها بنفسها عند الضرورة، والجميع شهد ذلك في الأعوام الأخيرة”.
وزير الدفاع التركي: أنقرة شرحت للعالم أسباب عمليتها العسكرية
حديث ألطون جاء بعد تصريحات “سياسية” من وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي قال “أن مضايقات قسد تجاوزت الآلاف، وأن منطقتي تل رفعت ومنبج تحولتا لمناطق رعب”، وشدد على أن تركيا مصرة على العملية العسكرية ومواصلة استهداف ما وصفه “بحزب العمال الكردستاني” في المكان والزمان المناسبين”.
وتحدث الوزير التركي حول أن أنقرة أجرت اتصالات واجتماعات على الصعيدين الإقليمي والدولي مع جميع الأطراف لشرح ما يحدث في سوريا وهم (أنقرة) مصممون على تنفيذ العملية العسكرية.
أكار: المفاوضات مع دمشق مشروطة وظرفية”
وحول تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية قال وزير الدفاع التركي، أن “المفاوضات مع دمشق هي عملية مشروطة وظرفية”، مشيرا إلى أن بلاده تسعى مع المجتمع الدولي لوضع دستور للسوريين يشكل عال دون تأخير، وذلك بما يضمن أمن حدود تركيا، مع وجود انتخابات وحكومة شرعية تعتمد على الدستور المنتخب.
وسبق أن أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أن المفاوضات مع الحكومة السورية ليست بشروط مسبقة، والتصريح ذاته كان من فيصل المقداد؛ لكنه وضع مطالب حتى يفتح باب الحوار.
برلماني سوري يفضل الأمن القومي التركي على السوري !
وخلال الفترة الماضية، كشفت تقارير إعلامية بأن وفداً تركياً يتحضر لزيارة دمشق وذلك في إطار المساعي للتطبيع بين البلدين من جديد بعد قطيعة دامت لأكثر من 10 سنوات، وحول ذلك كشف عضو مجلس الشعب السوري التابع للحكومة السورية صفوان القربي، إن “معلوماتي تقول إن الأمين العام لحزب الوطن التركي، سيترأس وفدا كبيرا إلى سوريا، وسيكون له لقاءات على مستوى رفيع”، إلى جانب شخصيات من “الحركة القومية”، ولفت لوجود “طلبات تأشير للدخول إلى سوريا من قبل شخصيات تركية”.
واعتبر القربي أن تركيا بوابة رئيسية للحل بما أنها كانت بوابة رئيسية للمشكلة، وعبر عن امله في أن تكون التحركات التركية استراتيجية وليست مرحلية، وأضاف أن الحدود بين البلدين طويله وتحتاج لجهود الطرفين بما يخدم الأمن القومي التركي قبل السوري.
ولفت إلى أن تركيا راجعت سياساتها وسوريا تحتاج للحلول السياسية وروسيا تصر على أنه لابد من الحوار مع دمشق، والتوصل لتفاهمات والدولة مقابل الدولة”.
“أردوغان بات ناعماً مع أعداءه”
وتشدد أوساط سياسية أن الرئيس التركي مجبر في هذه الظروف المحيطة به مع وجود معارضة شرسة من الممكن أن تطيح بحكمه المستمر منذ أكثر من 15 سنة، على العمل لإعادة العلاقات مع أنظمة كان يجهد في يوم من الأيام للهيمنة عليها وإسقاطها، ومنها النظام السياسي في سوريا.
وأشارت هذه الأوساط إلى أن حل ملف اللاجئين السوريين والحرب ضد قوات سوريا الديمقراطية وتأمين ما يسميه الأتراك “الأمن القومي” هي أوراق رابحة لأردوغان في معركته الانتخابية ضد المعارضة في حال تحققها كلها، لذلك يسابق الوقت للتطبيع مع دمشق لمساندته في تحقيق ذلك.
إعداد: ربى نجار