دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“بارقة أمل”.. جولة تفقدية هي الأولى خلال 2024 لوفد أممي وقوات روسية لمحطة علوك شرق الحسكة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يعاني أهالي مدينة الحسكة وضواحيها البالغ عددهم وفق إحصائية رسمية من قبل “الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا” مليونين ونصف المليون نسمة، من انقطاع تام لمياه الشرب من المصدر الوحيد المغذي للمدينة، محطة علوك شرق مدينة رأس العين، الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها.

منذ 5 سنوات وتركيا تقطع المياه عن مدينة الحسكة

وسيطرت القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” على مدينة رأس العين وريفها الشرقي من بينها قرية علوك التي فيها محطة ضخ المياه، وهو المصدر الوحيد المغذي لمدينة الحسكة بمياه الشرب عام 2019، بعد العملية العسكرية المسماة “بنبع السلام”، وأكثر من 14 يوماً من المعارك الطاحنة مع قوات سوريا الديمقراطية.

ومنذ ذاك الحين تتخذ تركيا “ملف المياه كسلاح” ضد المواطنين السوريين، رغم المعاناة الكبيرة لأكثر من مليون ونصف المليون انسان يعيشون في مدينة الحسكة وضواحيها، إضافة إلى الدعوات الدولية والأممية المتكررة لتركيا بإخراج ملف المياه من الصراع القائم مع الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، كون قطع المياه يعتبر أحد أساليب تهديد الحياة للمجتمعات وتصل لمستوى “جريمة حرب”، إلا أن تركيا لم تذعن للدعوات الدولية والأممية وواصلت قطع المياه بشكل مستمر، فيما كانت تضخ المياه في بعض الأحيان بعد تدخل روسيا والأمم المتحدة.

ضخ المياه توقف بشكل تام بعد تدمير تركيا للبنى التحتية

التغذية المتقطعة لمياه الشرب لمدينة الحسكة وضواحيها، توقف تماماً بعد العملية العسكرية الجوية التركية في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، حيث استهدفت الطائرات الحربية التركية ومسيراتها محطة الكهرباء الرئيسية المغذية للمحطة في مدينة الدرباسية وهو ما أدى لانقطاع تام للتيار الكهربائي عن محطة علوك.

وجاء استهداف محطة الكهرباء الرئيسية في الدرباسية خلال عمليات التدمير الممنهجة للقوات التركية ضد البنى التحتية في شمال شرقي سوريا خلال شهري تشرين الأول/أكتوبر و كانون الأول/ديسمبر من عام 2023، وحينها تم استهداف الآبار النفطية ومحطات ضخ المياه وإنتاج الكهرباء والمستشفيات والمدارس والنقاط الأمنية وغيرها من المنشآت والمرافق العامة في المنطقة الشمالية الشرقية، وقالت الإدارة الذاتية حينها في بيان أكثر من 80 بالمئة من البنى التحتية تضررت وخرجت عن الخدمة بشكل نهائي، وهو ما أثر على حياة أكثر من 5 ملايين نسمة يعيشون في تلك المناطق، منهم مليونين ونصف المليون بشكل مباشر.

تحركات أممية روسية قد تعيد تشغيل محطة علوك

ومع ازدياد معاناة أهالي الحسكة بانقطاع المياه الصالحة للشرب والاعتماد على ما تبيعه الصهاريج المنتشرة في المدينة والمنظمات الدولية والمحلية، بدأت بعض التحركات من قبل الأمم المتحدة وروسيا حول ملف المياه وإمكانية إعادة تشغيل المحطة، حيث زار وفد من الأمم المتحدة رفقة القوات الروسية المحطة، الجمعة، لإجراء جولة تفقدية.

وفي التفاصيل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن وفد من الأمم المتحدة برفقة عربات تابعة للقوات الروسية والقوات التركية توجه إلى محطة علوك شرق رأس العين بريف الحسكة، تزامنا مع تحليق مسيرات تركية في الأجواء، وذلك لتفقد الأوضاع الإنسانية والصحية في المنطقة.

وأشار المرصد السوري إلى أن الزيارة هذه؛ تعتبر العملية التفقدية الأولى من نوعها خلال العام الجاري 2024.

آخر زيارة للمحطة قبل عام.. وأنقرة اعترفت “قطع المياه أسبابه سياسية”

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، رصد بتاريخ 1 أيار من العام الفائت، توجه وفد من موظفين تابعين للأمم المتحدة برفقة فننين في شركتي الكهرباء والمياه، إلى محطة علوك شرق رأس العين شمال غربي الحسكة، تزامنا مع تحليق مروحيتين روسيتين لحماية الوفد، لمراقبة تشغيل محطة علوك، دون اعتداءات من الفصائل الموالية لأنقرة.

وكانت تصريحات خرجت من مسؤولين أممين أكدت أن تركيا اخبرتهم أن تشغيل المحطة وضخ المياه لمدينة الحسكة لا يقع ضمن صلاحياتهم ووظائفهم، وأشارت إلى أن ملف “قطع المياه عن الحسكة” هو “ملف سياسي”.

“مشروع يلبي نصف حاجة الحسكة من المياه لن يعمل هذا الصيف”

وتعمل الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا على مشروع لجر مياه الشرب لمدينة الحسكة من ريف مدينة عامودا، بينما هذا المشروع الذي يصل تكلفته لأكثر من 3 ملايين دولار أمريكي والذي من المفترض أن يدخل الخدمة خلال الأشهر الـ6 القادمة، أي أنه لن يعمل خلال فصل الصيف، لن يؤمن احتياجات المدينة بشكل كامل كما محطة علوك، حيث تشير المصادر إلى أن المشروع سيؤمن نصف احتياجات المدينة من المياه، لافتين إلى أن المياه لن تكون متوفرة بشكل يومي، بل في كل أسبوع مرتين على الأقل.

ومع الدخول في فصل الصيف تزداد الحاجة لمياه الشرب بشكل أكبر بالنسبة لسكان الحسكة، حيث تعرف المدينة بطقسها ومناخها الحار القاسي وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، وهو ما يزيد من معاناة الأهالي في ظل تحكم التجار وضعاف النفوس بمصدر الحياة الرئيسي لأكثر من مليون ونصف المليون إنسان، في ظل عدم جدية المجتمع الدولي والأمم المتحدة بحل هذه المعضلة والضغط على تركيا لإخراجها من الصراع مع قوات سوريا الديمقراطية.

إعداد: ربى نجار