أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يرى د. إياد المجالي أنه هناك تقاطع حقيقي بين الاتراك والروس في الشمال السوري، مشيراً إلى ان روسيا منحت فرصة جديدة لتركيا لحل هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة بعدما فقدت الأخيرة الحاضنة الشعبية في إدلب، واعتبر أن .نقاط المراقبة التركية ستنتهي بمجرد امتداد سيطرة القوات الحكومية على مدينة إدلب.
واعتبر الباحث والمحلل في العلاقات الدولية د. إياد المجالي خلال تصريحات خاصة لأوغاريت بوست، أن نقاط المراقبة التركية “هي اعتداء سافر على الأراضي السورية، وفي حال سيطرة القوات الحكومية على إدلب فهي في طريقها للسقوط المحتم”، مشيراً إلى أنها “نقاط عدو وهي مستهدفة من قبل القوات السورية وستنتهي بمجرد امتداد النظام السياسي الحاكم في سوريا على أرض مدينة إدلب السورية”.
الرفض الشعبي ورغبة الأتراك سيساهمان في حل جبهة النصرة
وعن إمكانية حل تركيا لجبهة النصرة قال المجالي، “نعم حجم الدعم اللوجستي والمعنوي التي تقدمه تركيا لهذه المجموعات وفصائلها كان سبباً واضحاً وموضوعيا في بقاءها واستمرارها لتنفيذ اجندتها وفق اهداف تركية محددة وتحقيق مصالح سياسية على الارض التركية، هذا إلى جانب أن البيئة الحاضنة لهذه الجبهة بات غير راض عن ممارسات الجبهة وسلوكياتها واستبدادها في المنطقة لذلك إرادة الأتراك ورفض الحاضنة السورية المغرر بها عاملان حاسمان في تحقيق المطلب الروسي لحل هذه الجبهة وإنهاءها فعلاً من المسرح السياسي في إدلب ومناطق الشمال السوري”.
وحول العمليات العسكرية في إدلب والمهلة التي منحتها روسيا للأتراك، قال المجالي لأوغاريت بوست “يبدو للمتابع لمجريات الاحداث والوقائع الميدانية في الشمال السوري أن المسارات السياسية تأخذ شكلاً أكثر حدة وأكثر عنفاً في التطورات الميدانية مؤخراً، خاصة بعد أن اتضح حجم تشابك المصالح الاقليمية والدولية حول الازمة السورية، واستثمار تداعياتها ومآلاتها من قبل الأطراف الدولية في الصراع لتنفيذ مصالحها وهدم الدولة السورية”.
وأشار إلى أن الدور التركي ودعمه الموصول لوجستياً وايديولوجياً لكافة الفصائل والمجموعات المسلحة وتحديدا جبهة النصرة التي استطاعت أن تمكنها من بسط نفوذها على الارض السورية على شكل مسار سياسي دام لأكثر من 8 سنوات، بهدف سيطرة الاتراك على المنطقة والتمدد داخل الاراضي السورية”.
تقاطع حقيقي بين الأتراك والروس في الشمال السوري
وأوضح المجالي أن الدعم التركي جاء بمبررات ومصوغات واهية، وهي محارية الارهاب في المنطقة، الارهاب الذي غذته تركيا في المنطقة، والمشهد الجديد على المسرح السياسي أن هناك تقاطع حقيقي بين الاتراك والروس في الشمال السوري، هذا التقاطع أسفر مؤخراً على مطالبة روسية للجانب التركي بإنهاء وجود جبهة النصرة في محافظات الشمال وتحديدا في إدلب، كما منح الروس فرصة محددة لهذا الامر”.
واعتبر المجالي أن الدور الروسي “جاء صارماً في مواجهة المجموعات المسلحة المدعومة تركياً تحت مظلة الاسلام السياسي والقضاء على بؤر الإرهاب في إدلب”، وتابع “التحرك العسكري للجيش السوري باتجاه إدلب جاء ايضاً كرد فعل طبيعي بعد أن فشلت كل المحاولات عن ثني تركيا في سياساتها العدوانية اتجاه الشعب السوري في دعم المجموعات والمليشيات العسكرية الممثلة بفصائل جبهة النصرة”.
وأنهى المجالي حديثه بالقول، “نعم تشهد المنطقة عمليات عسكرية مدعومة روسياً للتخلص من خطر جبهة النصرة وتحرير كامل الاراضي في محافظة إدلب من تهديدها، خاصة أنها واجهت مؤخراً مسيرات شعبية رافضة لها من قبل البيئات الحاضنة في محافظة إدلب لقوات النصرة ومطالبتها في الرحيل بعد أن مارست كل اشكال الاستبداد وتم اكتشاف غايات هذه الفصائل لتنفيذ اجندات تركيا ضد الشعب السوري”.
إعداد: ربى نجار