دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

باحث سياسي لأوغاريت بوست: علاقة داعش بتركيا معقدة رغم عدم تلاقي التفكير التكفيري، والاثنين يتشاركان في عدائهما للأكراد

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أثار تواجد زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في منطقة تشهد نشاطاً كبيراً للاستخبارات التركية (الميت)، وكذلك تواجداً لنقاط المراقبة والقواعد العسكرية التركية في محافظة إدلب، تساؤلات حول إذا كان لتركيا علم مسبق بوجود البغدادي في تلك المنطقة، وكيف وصل إلى هناك.

هل كانت تركيا تعلم بوجود البغدادي في إدلب.. وقطيعة أمريكية

ورجحت أوساط سياسية أن يكون لتركيا علم أن البغدادي موجود في قرية باريشا في الريف الإدلبي، مستبعدين بشكل تام ان لا يكون للمسؤولين والاستخبارات التركية علم بوجوده، كون تلك المنطقة محمية من قبل الميت التركي وقوات المعارضة السورية، ومنها أيضاً هيئة تحرير الشام/النصرة.

وبحسب خبراء في مجال التنظيمات المتشددة فإن عدم إشعار واشنطن لأنقرة بالعملية العسكرية ضد البغدادي مسبقاً، إلا في اللحظات الأخيرة يكشف عن “توسع الهوة بين الولايات المتحدة وتركيا” في المجال الأمني والاستخباراتي وتبادل المعلومات. ويؤكد عدم التعويل على أنقرة في الهجوم الأميركي على البغدادي، احتمال البعض قيام واشنطن بقطيعة أمنية مع حليفتها في الناتو.

وأشاروا إلى ان قطيعة واشنطن لأنقرة ليست بخصوص داعش فقط وإنما بخصوص التنظيمات المتشددة الأخرى التي تنشط في مناطق شمال غرب سوريا، وتدعم أنقرة بعضها، ودليل ذلك العملية العسكرية الأمريكية والغارة التي نفذتها طائراتها الحربية سابقاً ضد اجتماع ضم قيادات وعناصر من التنظيمات المتطرفة منها “حراس الدين” الذي يعتبر الذراع العسكري “لتحرير الشام”.

ارتباك تركي.. والعداء للطرف نفسه

وقالت أوساط سياسية تركية معارضة أنهم رصدوا “ارتباكاً” في رد فعل تركيا على نتائج العملية الأميركية، فلم يلمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الزعم بأي دور قامت به بلاده في العملية، واكتفى باعتبار مقتل البغدادي “تحولاً في الصراع المشترك ضد الإرهاب”، فيما سارع المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين إلى تغطية هذا الارتباك، بالتأكيد على أن “الأجهزة العسكرية والأمنية كانت على تواصل من أجل هذه المسألة”، الأمر الذي نفاه مسؤول في البنتاغون حيث قال لقناة الحرة، “ان تركيا لم تشارك أبداً في عملية قتل البغدادي”.

وحول هذا الموضوع حصلت أوغاريت بوست على تصريحات خاصة من الكاتب والباحث السياسي الدكتور نصير العمري، حول تفسير تواجد البغدادي في إدلب، حيث قال أن “علاقة تركيا بداعش وبالجماعات الإرهابية معقدة بدرجة تعقيد ظاهرة داعش والإرهاب المتأسلم بشكل عام. رغم ان تركيا لا تلتقي مع الفكر التكفيري ولإقصائي الذي تقوم عليه جماعة داعش، إلا انها تلتقي مع داعش في عدائها للأكراد وطموحاتهم بكيان مستقل”.

تواجد داعش يصب في مصلحة تركيا وتنشط عند تهديد المصالح التركية

مشيراً إلى أن “تواجد وتحرك داعش في إدلب وشرق الفرات في السابق يصب في مصلحة تركيا”. لكن تركيا لا تمانع من القضاء على داعش للإبقاء على العلاقة مع الغرب أو لتقوية جماعات إسلامية أقل تشدداً تساعد بتحقيق اهداف تركيا.

وأضاف العمري، وجود داعش شرق أو غرب الفرات “يتعلق بالمتغيرات على السياسية والعسكرية للقوى المتصارعة على ارض سوريا”، وتابع، داعش “تملأ الفراغ الذي يخلفه النظام السوري أو الأكراد أو أي قوى أخرى تتصارع للهيمنة على سوريا، عندما تتحد القوى المتصارعة ضد داعش يتبع ذلك انهيار داعش”.

ويرى أن “العامل التركي هو مؤشر على قوة داعش حيث انها تنشط عندما تكون المصالح التركية مهددة في شرق أو غرب الفرات”، منوهاً أن داعش هي “الفوضى الخلاقة التي تسبق التواجد التركي الذي لا يتردد باستخدامها او القضاء عليها عندما لا يكون لتركيا أهداف عسكرية يمكن لداعش التمهيد لها وتحقيقها”.

متى ينجح داعش.. والجهات التي وظفته

وقال العمري، “داعش ظاهرة متعددة الأبعاد في بعدها العقائدي”، والحرب عليها مستمرة وستستمر وتحقق نتائج إيجابية بزيادة الوعي الجماهيري بفشل الفكر التكفيري في جانبها السياسي، وأشار إلى أن “داعش تنجح عندما يفشل المكون العربي السني بتحقيق اهداف العرب السنة في سوريا والعراق حيث تجد داعش فراغ سياسي كبير تسده سياسياً في وجه التهديد لمصالح العرب السنة”.

وأنهى حديثه لأوغاريت بوست بالقول، “البعد العسكري والوظيفي لداعش تشترك في توظيفه واستغلاله كل القوى المتصارعة في المنطقة، الولايات المتحدة وايران والنظام السوري وتركيا وغيرهم وظفوا داعش عسكرياً أو لوجستياً أو دعائياً لتحقيق أهداف محددة”، هذا البعد لداعش “يختفي كلما اقتربت القوى المتصارعة على تقاسم المصالح في سوريا”.

 

إعداد: ربى نجار