دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

انحياز أمريكي لتركيا يربك الحسابات الأوروبية.. وفرنسا تصف التدخل التركي في ليبيا “بالخطير على الأمن الأوروبي”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – دعت جهات دولية عدة لوقف فوري لإطلاق النار في ليبيا، وانسحاب كافة القوات الأجنبية بما فيها “المرتزقة” التي جلبتهم تركيا إلى البلاد، في إشارة إلى المقاتلين السوريين الموالين لتركيا في “الجيش الوطني السوري”، مشددين على أن الحل الوحيد للصراع في ليبيا هو العودة لطاولة الحوار.

تشكيك بالمواقف الأمريكية

محللون ليبيون شككوا في الدعوات الأمريكية لوقف القتال في ليبيا، وكف تركيا عن إرسال المزيد من العتاد والمسلحين إلى حكومة الوفاق، مشيرين إلى أن التذبذب واضح في الموقف الأمريكي، وهو يشجع تركيا “على التمادي أكثر في ليبيا” ما أربك الحلفاء الأوروبيين، لافتين إلى أن انحياز واشنطن لأنقرة في المسألة الليبية يشكك في جدية دعواتها لوقف القتال.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن تذبذب الموقف الأمريكي وانشغال الإدارة الأمريكية بالتوتر الداخلي، يشجع تركيا على نسف الجهود الدولية لوقف المعارك على الأرض الليبية، ولفتت تلك التقارير إلى انحياز واشنطن لأنقرة ومساندتها في ليبيا يأتي لعدم تثبيت موطأ قدم عسكري روسي في البلاد، والحد من تكرار السيناريو السوري.

تركيا ترفض مبادرة مصر

وبعد إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمبادرة لوقف إطلاق النار في ليبيا، والتي لاقت ترحيباً دولياً، عملت أنقرة على قطع الطريق أمام تطبيق هذه المبادرة، التي تراها أنها ستكون الحد من تدخلها في الأزمة الليبية.

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، مساء الأربعاء، رفض بلاده المبادرةَ المصرية لحل الأزمة الليبية، وذلك بعد رفض حكومة الوفاق لها، واصفاً المبادرة المصرية بأنها “محاولة لإنقاذ حفتر بعد الخسائر التي مني بها على أرض المعركة”.

وتحدث الوزير التركي لصحيفة محلية عن “أن مسعى وقف إطلاق النار في القاهرة مات في المهد. إذا كان سيجري التوقيع على وقف لإطلاق النار، فإنه ينبغي أن يكون عبر منصة تجمع كل الأطراف معاً”.

الموقف التركي الرافض للمبادرة المصرية، يتحدى بالدرجة الأولى قرار مجلس الأمن القومي الأمريكي الذي دعم المبادرة المصرية. وكان الرئيس الأمريكي هاتف نظيره المصري، وعبر الأول للأخير عن ترحيبه بالمبادرة، والجهود المصرية لتحقيق تسوية سياسية، وإنهاء أعمال العنف.

فرنسا.. تدخل تركيا في ليبيا يشكل خطراً على أوروبا

وفي السياق وفي تصريحات وصفها محللون غربيون بأنها “بداية الشعور بالخطر على الأمن القومي الأوروبي”، حذر مصدر دبلوماسي فرنسي من التدخل التركي في ليبيا، مشيراً إلى أن الخطر الذي تمثله التدخلات التركية بات على أبواب أوروبا، ولفت إلى أن باريس قلقة من تفاهم روسي تركي في ليبيا (..) هذه التفاهمات لا تصب في مصلحة الاتحاد الأوروبي”.

التصريحات الفرنسية جاءت، بعد تقارير إعلامية تركية، بأن أنقرة أرسلت فرقاطة من الدرجة الثالثة (G) للسواحل الليبية، لتقديم الدعم لقوات الوفاق في معركة مدينة (سرت)، الذي أبدى أردوغان اهتمامه بها كونها تحوي على النفط. وتشكل الخطوة التركية خرقاً لمقررات مؤتمر برلين والعملية الأوروبية لمراقبة تدفق الأسلحة والمسلحين إلى ليبيا “إيريني”.

ويعتبر بعض المتخصصين الفرنسيين في الشأن الليبي، أن التقدم الذي حققته حكومة الوفاق بدعم تركي شكّل انتكاسة للفرنسيين وليس للمشير خليفة حفتر وحده، مشيرين إلى أن فرنسا تسعى دائماً للحلول السياسية، وذلك استراتيجية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعدم تأييد التدخلات العسكرية المباشرة في الصراعات.

وأشارت تلك الأوساط إلى أن خسارة الجيش الوطني الليبي لن يناسب الأهداف الأوروبية، لافتين إلى أنه (مع الفوضى الطاغية على المشهد غرب ليبيا من تدخل تركي وفقدان السيطرة على مدن مهمة وجلب آلاف المتطرفين إلى البلاد)، سترسم الأيام المقبلة ملامح أكثر وضوحا للدور الفرنسي والأوروبي في ليبيا.

إعداد: رشا إسماعيل