دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الولايات المتحدة تضغط على تركيا لوقف الحرب في شمال سوريا، فهل سترضخ أنقرة أم أنها ستستمر في مواجهة الرفض العالمي ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتجه انظار المجتمع الدولي إلى العاصمة التركية أنقرة بعد ساعات، حيث يصل نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو، لمناقشة سبل وقف إطلاق النار في شمال وشرق سوريا والدخول في مفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية لمعالجة المخاوف المشتركة للأطراف بخصوص الحدود السوية التركية.

مسؤولين أمريكيين إلى تركيا لوقف إطلاق النار في شمال سوريا

واستبقت واشنطن زيارة مسؤوليها، بحزمة من العقوبات “القاسية” التي طالت مسؤولين وزاريين ووزارتين تركيتين، إضافة إلى إعداد الإدارة الأمريكية لحزمة جديدة من العقوبات قد تشل الاقتصاد التركي، ناهيك عن تقديم السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام لمشروع قرار بخصوص فرض عقوبات قاسية وضاربة لتركيا بشأن “الغزو التركي” لشمال وشرق سوريا.

وفي حديث يدل على جدية رغبة واشنطن بانتهاء الحرب، قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب، “كلفت مايك بنس للسفر إلى تركيا لوقف إطلاق النار، ونحن نتوقع من تركيا أن توقف النار وتعود للمفاوضات، إن لم تفعل سأشل اقتصادها وقد فعلت ذلك مسبقاً”، ويقول مراقبون، “ان الولايات المتحدة يبدو أنها استشعرت الخطر في التقارب بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية بخصوص الاتفاق الذي جرى بينهما بالانتشار ضمن الحدود مع تركيا، الأمر الذي يسقط التذرع التركي بوجود الكرد على حدودها”، وأشار مراقبون، “أن بتواجد الحكومة في تلك المناطق فإن من السهل ان تصل إيران إلى هناك، لذلك فإن واشنطن ستغير كل سياساتها في المنطقة، وقد تعدل عن قرار انسحابها لضمان عدم تمدد إيران بعد ضغوط من الكونغرس على الرئيس”.

الولايات المتحدة لن تنسحب من كامل الأراضي السورية

وتحدث مسؤول أمريكي عن “استخدام الولايات المتحدة آلية فك الارتباط والتنسيق القائمة بين التحالف الدولي لهزيمة داعش وروسيا بشكل نشط خلال الأيام الماضية لتنسيق تحرك القوات الأميركية”، ولفت المسؤول إلى أن القوات الأميركية لن تنسحب في هذه المرحلة من كامل الأراضي السورية، و “إن الرئيس ترامب أمر بسحب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا ولكن ليس من كامل الأراضي السورية حيث ستبقى قوات في التنف”.

ووصف المسؤول الوضع في شمال شرقي سوريا بأنه “مربك وخطير بالنسبة للقوات الأميركية ويضع القتال ضد داعش في خطر وينذر بخروج عشرة آلاف سجين من مقاتليها من السجون”، وأعرب عن قلق الإدارة الأميركية الشديد من الإجراءات التركية والتهديد الذي تمثله ضد السلام والأمن والاستقرار ووحدة الأراضي السورية ولخطتنا السياسية.

تجاوزات القوات المدعومة من تركيا

وتحدث المسؤول عن “التجاوزات” التي قامت بها القوات المدعومة من تركيا وعن “الصور الشنيعة” التي تم تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي للإعدامات التي قامت بها هذه القوات، وقال، “كان يمكن للأتراك استخدام قوات تركية عادية. بدل ذلك قرروا استخدام البلطجية والقراصنة الذين يجب محوهم عن وجه الأرض وهم متشددون سابقون كانوا منضوين في منظمات إرهابية”.

وهذه هي المرة الاولى منذ انطلاق العملية العسكرية التركية، التي تصف فيها واشنطن القوات المعارضة الموالية لتركيا بأنهم “إرهابيون”، وهذا تغيير كبير قد تتخذه الولايات المتحدة لمحاسبة تركيا في المحافل الدولية، بسبب استخدامها “لمجموعات إرهابية” في حربها على دولة ذات سيادة، الأمر الذي ينتهك ميثاق الأمم المتحدة.

الولايات المتحدة لم تخن قوات سوريا الديمقراطية

وعن “الخيانة” التي يقول العالم أن قوات قسد تعرضت لها من الجانب الامريكي، قال المسؤول، “لم يتخذ أي قرار أميركي على أي مستوى بتقديم حماية عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية ولم نقل لهذه القوات أننا سنحميها عسكريا”.

وأضاف “قلنا لهذه القوات مرارا بأننا سنعمل كل ما في وسعنا خارج إطار القوة العسكرية لمنع الأتراك من الدخول إلى الأراضي السورية وإذا دخلوا فستقع الكارثة وسيكون هناك رد فعل قوي من قبل الولايات المتحدة”. وأضاف المسؤول الأميركي “لم نخن الأكراد لكننا فشلنا في مهمتنا في منع تركيا من الدخول إلى سوريا”.

وتقول أوساط سياسية، “ان الولايات المتحدة ستمارس أكبر أنواع الضغوط على تركيا لوقف العملية العسكرية في شمال سوريا، والدخول في مفاوضات لمعالجة ماتسميه أنقرة “مخاوفها الأمنية”، وكذلك منع نزوح ملايين الناس من بيوتهم ومدنهم، إضافة إلى عدم تقويض المهمة الدولية بالقضاء على تنظيم داعش الإرهابي”، ويشير هؤلاء إلى أن “إذا تعنتت تركيا وأبدت رفضها للمطالب الأمريكية فإن الأخيرة ستحشد ضدها دول جديدة وقد يبدأ مسلسل بداية نهاية تركيا كدولة بسبب الاجراءات العقابية القاسية التي ستتخذ ضدها”.

 

إعداد: ربى نجار