دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الوضع الأمني في مخيم الهول “بتدهور مستمر”.. والعالم يكتفي بالمشاهدة والتحذير

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – على الرغم من الحملات الأمنية والعسكرية المكثفة ضد تنظيم داعش الإرهابي في مناطق شمال شرق سوريا، إلا أن التنظيم يواصل عودته وبقوة في المنطقة كما باقي المناطق السورية، التي تشهد عمليات عسكرية خاطفة للتنظيم وخاصة في البادية، وسط خسائر كبيرة تتكبدها القوات العسكرية جراء “حرب الاستنزاف” الذي يعتمدها التنظيم.

مخيم الهول .. معضلة الشمال السوري

ولعل أكثر ما يقلق السلطات المحلية في شمال شرق سوريا، ملف “مخيم الهول” الذي يشهد جريمة قتل بشكل شبه يومي، حيث تفاقمت حالة الفلتان الأمني بشكل كبير خلال العام الجاري، وارتفاع عدد القتلى حتى بعد الحملة الأمنية الموسعة لقوات سوريا الديمقراطية قبل أشهر.

وعلى الرغم من التحذيرات الدولية والأممية من أن المخيم تحول “لبيئة خصبة لتربية جيل جديد من داعش”، إلا أن الدعم الدولي غائب سواءً من الناحية الإدارية و الدعم المالي والأمني للأجهزة الأمنية، التي تتكفل وحدها بأمن وحماية المخيم والقاطنين فيه.

منذ بداية العام .. أكثر من 70 عملية اغتيال

ومنذ كانون الثاني/يناير الجاري، ارتفع عدد جرائم القتل في مخيم الهول والتي تقوم بها خلايا تنظيم داعش الإرهابي وخاصة النساء إلى 71 عملية اغتيال، طالت في أغلبها مواطنين عراقيين (رجال و نساء) إضافة لنازحين سوريين و عمال إغاثة. وذلك يدل على أن الوضع الأمني هش بشكل كبير في المخيم، ومن الممكن أن يشهد حالات فرار من قبل التنظيم وعائلاته المحتجزين فيه وبالتالي تعرض حياة السكان المحليين و القريبين من المخيم للخطر.

وتحاول الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية التقليل من عدد العائلات المتواجدة في المخيم، عبر ترحيل المئات منهم وإعادتهم إلى مدنهم لتخفيف الأعباء وسهولة تأمين القسم الخاص بعوائل التنظيم والحفاظ على القاطنين، من النساء اللاتي يرتكبن القسم الأكبر من الجرائم ضد كل من يرفض “الفكر المتشدد للتنظيم”.

عمليات الاغتيال تطال كل من يرفض “فكر داعش”

وخلال تقرير لها، أكدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن مسؤولين من المخيم أكدوا أن 71 عملية اغتيال وقعت في المخيم منذ كانون الثاني/يناير الجاري، مشيرين إلى ارتفاع مستوى “التشدد الديني” ما يعرض رافضي الفكر الداعشي للخطر، وخاصة النساء اللاتي لا يلتزمن بتعليمات “نسوة داعش”.

ويقول مسؤولو المخيم، أنه على الرغم من الحملات العسكرية والامنية، ومصادرة أسلحة نارية و أخرى كالسكاكين، إلا أن نشاط خلايا التنظيم لايزال مستمراً.

وبحسب السلطات المحلية، فإن المخيم يبلغ مساحته 736 فداناً ويعرف “بدويلة داعش”، ويضم أكثر من 70 ألف بينهم الآلاف من عوائل داعش من نساء وأطفال، من نحو 60 دولة شارك مواطنوها بعمليات عسكرية لصالح داعش في سوريا.

الفرار نحو المناطق التي تسيطر عليها تركيا

ونقلت “واشنطن بوست” عن المشرف على بعض نقاط الحراسة، أن أغلب عمليات الاغتيال تأتي من “نصب كمائن” ضد القوات الأمنية واللاجئين المدنيين، إضافة لرمي الحجارة على عمال الإغاثة، وأشار إلى أن عمليات السرقة داخل المخيم ازدادت، حيث تقوم نسوة داعش بسرقة المتاجر ومحلات الذهب لتوفير المال ودفعها للمهربين وإخراجهن نحو مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة، لافتاً إلى أن عدد من الأشخاص تمكنوا من الفرار ووصلوا لمناطق سيطرة الأتراك، والبعض الآخر تم القبض عليهم واعترفوا أن وجهتهم كانت المناطق التي تسيطر عليها تركيا.

داعش يسعى للسيطرة على مخيم الهول

ويشير تقرير “واشنطن بوست” إلى أن بعض النساء الأكثر تشددا في المخيم يحاولن إعادة فرض قواعد “داعش” على العائلات من حولهن. حيث يتعرض كل شخص يرفض ذلك للقتل، إضافة لمحاكمة النسوة لكل فتاة أو امرأة تقلع “الحجاب أو البرقع” داخل المخيم وفق ما يعتبرونها “الشريعة الإسلامية”.

وسبق أن حذر تقرير “لوول ستريت جورنال” أن تنظيم داعش يسعى لبناء نفسه من جديد عبر سيطرته على مخيم الهول وتهريب المحتجزين. هذه الأنباء تأتي بعد أيام قليلة من عملية أمنية لقوات سوريا الديمقراطية بالتنسيق مع التحالف الدولي للبحث عن خلايا داعش في قرى جنوب الحسكة، حيث قالت القوات العسكرية أنها ألقت القبض على 21 داعشياً.

ويهدد مخيم الهول سوريا بشكل كامل إضافة لدول الجوار وخاصة العراق الذي يعتبر حدوده ليس ببعيد عن المخيم، هذا الخطر الذي يتجاهله العالم، وسط استمرار الدول الغربية رفصها لاستعادة رعاياها من التنظيم لبلدانهم أو تقديم المساعدات لإقامة محاكم دولية لمقاضاة من ارتكب الجرائم بحق السوريين.

إعداد: علي إبراهيم