أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – لا يبدو أن التعزيزات الضخمة التي تستقدمها القوات التركية إلى محافظة إدلب بشكل شبه يومي توحي بان الأوضاع في منطقة “خفض التصعيد” ستستمر بالهدوء، حيث أن كل المؤشرات تدل على أن هناك معركة قادمة ستكون كبيرة، نظراً للأرتال المتدفقة من تركيا إلى سوريا.
تركيا تخرق الهدنة وتعزز قوتها بإدلب
حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء الاحد، أن القوات التركية أدخلت للمرة الثانية خلال يوم الأحد، 250 شاحنة وآلية عسكرية جديدة تضم دبابات ومصفحات ومعدات عسكرية، إلى جانب العشرات من الجنود الاتراك.
وأشار المرصد إلى أنه مع استمرار تدفق الأرتال التركية، فإن عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد بلغ 600 آلية، بالإضافة لمئات الجنود، وبالمحصلة فإن تعداد الآليات العسكرية التركية وصل منذ مايزيد عن الشهر إلى 4 آلاف آلية عسكرية، و9100 جندي منتشرين في إدلب ومحيطها.
وتعد الخطوات التركية واستمرارها باستقدام تعزيزات عسكرية لمحافظة إدلب، خرقاً واضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، كون الاتفاق ينص على عدم أي تحرك عسكري أو استقدام تعزيزات عسكرية لأي طرف من الأطراف المتصارعة على الأرض. وهذا الأمر يوحي للمتابعين للشأن السوري بأن هذه الهدنة الجديدة لن تدوم طويلاً رغم بداية الخطوات على الأرض بين روسيا وتركيا التي يقال أنها “لتطبيق الاتفاق”.
الهدنة لن تستمر
مصادر إعلامية مقربة من المعارضة، كشفت على لسان أحد المصادر التركية (لم تسمها)، بأن الاتفاق الروسي التركي لن يستمر طويلاً، حيث أشار موقع “العربي الجديد” نقلاً عن ما أسماه “بمصادر تركية مطلعة” أن وقف إطلاق النار في إدلب “غير قابل للاستمرار” وسينهار في أي لحظة، ولن يستمر طويلاً بدليل بقاء نقاط المراقبة التركية في إدلب على حالها.
وكان مسؤول تركي في الحكومة قد أكد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد شدد على الزعيم الروسي، أن أنقرة لن تسمح للقوات الحكومية السورية بالبقاء في إدلب. وذلك وفقاً لما توعد به أردوغان سابقاً بأن القوات التركية ستخرج “الحكومية السورية” من إدلب، وعلى ذلك بدأت في الاول من الشهر الجاري عملية “درع الربيع” بهدف إرجاع القوات الحكومية لما وراء نقاط المراقبة.
ويضع محللين سياسيين احتمال التحشيد العسكري التركي الكبير في إدلب، بان “درع الربيع” التركية ستستمر، وإلا لماذا زادت القوات التركية من وتيرة إدخال الأرتال العسكرية إلى إدلب؟، منوهين أن المعركة الكبرى قادمة لا محالة، وأشاروا يبدو أن نقاط الخلاف التي تحدث عنها بوتين خلال مؤتمره الصحفي مع أردوغان في موسكو تطغى على الاتفاق بينهما.
اتفاق في إطار الإعلام فقط
وحول هذا الموضوع أوضح “العربي الجديد” نقلاً عن المصادر التركية، “أن الاتفاق شكلي فقط، وهو إعلامي بالدرجة الأولى، ومجال عودة المعارك فيه كبيرة جداً، وكل طرف ينتظر الآخر ليقوم بخرق الهدنة حتى يعلن استئناف العمليات العسكرية من طرفه مجدداً”. ووضع مراقبون احتمال أن تكون روسيا هي البادئة بالأمر كما المرات السابقة، حيث تحدث مركز حميميم عن “19 خرقاً للمسلحين في إدلب لوقف إطلاق النار خلال 24 الساعة الماضية”.
ومن المحتمل أن تكون إحدى نقاط الخلاف بين موسكو وأنقرة “بقاء النظام السوري”، حيث نقلت “العربي الجديد” عن المصدر التركي، بأن المناقشات بين بوتين وأردوغان وصلت “لقصر المهاجرين” في دمشق “أي بقاء الأسد”.
وتساءل مراقبون هل حقاً من نقاط الخلاف بين الروس والأتراك، مطالبة الأخير “رحيل الأسد” عن السلطة شرطاً لوقف العمليات في إدلب، أم أن تركيا طلبت من روسيا منح مناطق أخرى في شمال وشرق سوريا “كعين العرب – كوباني” مثلاً، مقابل إبقاء الوضع في إدلب على ما هو عليه وإيقاف “درع الربيع” التركية ؟
إعداد: ربى نجار