أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – منذ بداية الحديث عن احتمال أن تشن إسرائيل حرباً على لبنان وفتح جبهة الجولان المحتل مع سوريا، تبحث “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” عن استغلال هذه الفرصة لتوسيع مناطق سيطرتها في الشمال السوري وفي محيط منطقة “خفض التصعيد”، والسيطرة كذلك على الطرق الدولية كـ “إم فور” و “إم فايف” والامتداد للسيطرة على مدينة حلب.
بعد اجتماع وتدريبات وخطط.. “الهيئة” تستعد “للمعركة الكبرى”
وبعد نحو شهرين من الاستعدادات والتدريبات المكثفة “لتحرير الشام”، ومع تزايد التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان، بدأت “الهيئة” باستنفار عناصرها على خطوط التماس وجبهات القتال مع قوات الحكومة السورية، وذلك بعد أن قام مدربين أجانب ومن شرق آسيا بتدريب عناصر الهيئة على استخدام أساليب جديدة في القتال وقيادة المسيرات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مناطق ريف حلب الغربي واللاذقية الشمالي وإدلب الجنوبي والشرقي تشهد تحضيرات مكثفة من قبل “تحرير الشام” لبدء عملية عسكرية واسعة تستهدف مواقع عسكرية لقوات الحكومة السورية.
“النصرة” بانتظار فتح جبهة الجولان المحتل.. والعمليات قد تمتد للعاصمة
ولفت المرصد السوري إلى أن هذه التحضيرات تأتي في ظل الحديث عن احتمال فتح جبهة جديدة في الجولان السوري المحتل من قبل إسرائيل، وهو ما يسعى الجولاني لاستغلاله واغتنام الفرصة عندما ستنشغل قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لإيران، بهدف الانقضاض على تلك المناطق والسيطرة عليها.
وأكد المرصد أن المعلومات تشير إلى أن العمليات العسكرية المحتملة ستشمل استخدام الطائرات المسيّرة والأسلحة الثقيلة، وقد تمتد كحرب عصابات في العاصمة دمشق.
ولفت المرصد أن “الهيئة” تواصل تجهيز قواتها الخاصة وتدريب مقاتليها عبر دورات عسكرية مكثفة، مع تعزيز قدراتها في مجال تشغيل الطائرات المسيّرة، التي تعد عنصراً محورياً في الخطة العسكرية المرتقبة.
ما الأهداف “الاستراتيجية” للنصرة ؟
وبين المرصد أن من الأهداف الاستراتيجية “لتحرير الشام” من هذه العملية السيطرة على الطريق الدولي M5 الذي يربط دمشق بحلب، إلى جانب تأمين القرى والبلدات المحيطة بالمناطق المستهدفة، وذلك من خلال هجمات برية وقصف مكثف باستخدام راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة “الانتحارية”.
وبالتزامن مع ذلك، تتصاعد حدة الهجمات وعمليات القصف المتبادلة بين قوات الحكومة السورية و”تحرير الشام” و فصائل المعارضة المسلحة الأخرى في “خفض التصعيد”.
ورافق هذه التطورات تصاعد حركة النزوح من المناطق القريبة من خطوط التماس، حيث كشفت مصادر إعلامية محلية بأن مناطق في الشمال السوري تشهد نزوحاً كبيراً منذ يومين بعد حديث عن إمكانية حدوث تصعيد في ظل الحرب بين إسرائيل وحزب الله واحتمال فتح جبهة من الجولان السوري.
نزوح الآلاف من بلدات قريبة من خطوط التماس
هذه الأخبار المتداولة دفعت بالآلاف من الأشخاص للنزوح خاصة من بلدات سرمين، التي شهدت نزوحاً جماعياً لأكثر من نصف سكانها، إضافة إلى النيرب وآفس وتفتناز شرق إدلب، وتقاد وكفرعمة والأبزمو والسحارة في ريف حلب الغربي، ومن إعزاز شرقاً إلى داخل المدن وأريافها البعيدة عن خطوط التماس.
وسبق أن أخرجت “النصرة” دفعات من القوات الخاصة والاقتحاميين واستقبال الراغبين بالانضمام إلى صفوفها، وتقليص عدد أيام الدورات من 45 يوم إلى 14 يوم.، بينما وزعت الهيئة المهام على العناصر في الألوية، إضافة إلى تجهيز أسلحة ثقيلة وتدريب العناصر على استخدامها.
“الجولاني” كان ينتظر حرباً على لبنان أو سوريا
وكان “أبو محمد الجولاني” ناقش مع قيادات عسكرية وأمنية في آب/أغسطس الماضي، إمكانية الهجوم على مواقع لقوات الحكومة السورية، في حال اندلاع حرب بين إسرائيل والمجموعات المسلحة الموالية لإيران على الأراضي السورية أو في لبنان، لاستغلال الفرصة ومباغتة قوات الحكومة حينها، للوصول إلى الأهداف الأكبر مدينة حلب.
ولا شك في أن حدوث ذلك، وخسارة مدينة حلب مثلاً، ستكون ضربة قاصمة للحكومة السورية وميزان القوى ومسار الحرب والصراع على السلطة في سوريا، حيث شكلت خسارة حلب بالنسبة للمعارضة نقطة تحول في المعركة، وجعلت موازين القوى تميل لصالح دمشق.
كما أن سيطرة “الهيئة” على حلب (المدينة) بالتحديد سيغير من موازين القوى لصالح “تحرير الشام” وللمعارضة بشكل عام سواء من الناحية العسكرية والسياسية، كما سيخلق أزمة نزوح جديدة، وهذا سيفيد تركيا أيضاً في مسار مباحثات آستانا، حيث سيمكنها ذلك من وضع أجندات جديدة تخدم مصالحها ومصالح المعارضة المسلحة، ويحول مسار الحرب في سوريا إلى مرحلة جديدة من الصراع المسلح والمستمر على السلطة.
إعداد: ربى نجار