تلت قمة طهران تصعيد عسكري على جميع المحاور ومن جميع الجهات في سوريا.
بعد الاجتماع الثلاثي في طهران بين روسيا وتركيا وإيران لبحث الملف السوري، تصاعد القصف والهجمات بين أطراف الصراع في سوريا. هاجمت قوات النظام وروسيا هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى في إدلب، فيما قاتلت قوات سوريا الديمقراطية الجيش التركي والجيش السوري الحر المدعوم من تركيا في الشمال الشرقي والغربي من سوريا.
بدأ التصعيد بعد أن شن الطيران الروسي غارات جوية على أطراف قرية اليعقوبية بريف جسر الشغور غربي إدلب، ما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين وإصابة عدد آخر بينهم نساء وأطفال.
ورداً على ذلك قصفت هيئة تحرير الشام وبعض الفصائل في إدلب التابعة لغرفة عمليات الفتح المبين مناطق خاضعة لسيطرة قوات الحكومة السورية.
كما قصفت القوات التركية عدة مناطق خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، خاصة في تل رفعت وقرى عين عيسى وتل تمر وكوباني، كما استهدفت طائرة مسيرة تركية سيارة على الطريق بين القامشلي والقحطانية ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. وردت القوات الكردية ممثلة بقسد بقصف غابة بلدة كفر جنة في منطقة عفرين ومحيط مدينة اعزاز الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر. على صعيد متصل، قصف الجيش التركي محيط مدينة تل رفعت، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين.
وقال همام عيسى، الصحفي الميداني المقيم في إدلب، لـ “المونيتور”، إن “قوات النظام أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة من الفرقة 25 وقوات الدفاع الوطني إلى مدينة معرة النعمان وأطراف كفرنبل جنوب إدلب. وصلت دبابات ومدرعات وشاحنات محملة بالأسلحة والمعدات اللوجستية إلى مدينة سراقب بريف إدلب، وشوهدت حشود عسكرية تابعة لهيئة تحرير الشام تتجه نحو بلدة معرة النعسان وآفس بريف إدلب. وكانت هيئة تحرير الشام في حالة تأهب منذ عدة أيام، وأجرت مناورات ومناورات عسكرية”.
وأضاف عيسى، أن “قوات النظام السوري استأنفت استهداف المدنيين في ريف إدلب، في مؤشر على نيتها رفع وتيرة التصعيد في إدلب خلال الأيام المقبلة وربما شن عملية عسكرية. كما استأنفت روسيا التصعيد في إدلب بتحليق طائرات استطلاع بشكل يومي في أجواء إدلب. هذا يعني أيضًا أن المزيد من التصعيد في المستقبل. لكن الضباط الأتراك التقوا مدنيين في إدلب قبل أيام وأكدوا لهم أن المنطقة ستكون آمنة وأنه لن يكون هناك عمل عسكري من قبل النظام السوري أو روسيا”.
قال عبد الكريم العمر، صحفي مقيم في إدلب، لـ “المونيتور”: “يريد كل طرف في النزاع أن يُظهر قدرته على حماية مناطق سيطرته والحفاظ عليها. في قمة طهران، لم تحصل تركيا على موافقة روسيا وإيران لشن عملية عسكرية تركية ضد الأكراد. ولا تشير التطورات الميدانية إلى اقتراب معركة بين النظام المدعوم من روسيا وفصائل الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا. يبدو أن تركيا أرجأت خططها لمهاجمة قوات سوريا الديمقراطية”.
قال هشام السكيف، عضو مكتب العلاقات العامة للجيش السوري الحر والمقيم في ريف حلب الشمالي، لـ “المونيتور”: “بعد أن انتهك الروس والإيرانيون التفاهمات والاتفاقيات المتعلقة باتفاق أستانا ووقف إطلاق النار. بعد جريمة قصف الأطفال في ريف إدلب، لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي ومشاهدة روسيا وإيران وهو يذبحون شعبنا”.
وقال الصحفي المقيم في إدلب مهند درويش لـ “المونيتور”: “يريد الروس إظهار أنهم ما زالوا في موقع قوة في سوريا وأن الحرب الأوكرانية لم تؤثر عليهم. في غضون ذلك، لدى الأتراك مخاوفهم أيضًا في شمال وشمال شرق سوريا، وهم من يسعون إلى خلط الأوراق والتقدم ضد قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا. ولم تكن التصريحات التركية قبل قمة طهران وبعدها هي نفسها، مما يدل على تناقض وجهات نظر أطراف عملية أستانا”.
وشدد على أن إدلب في حالة تأهب مستمر سواء من هيئة تحرير الشام أو فصائل الجيش السوري الحر، لكنهم لم يقرروا حتى الآن خوض معركة.
وأشار درويش إلى أن العملية العسكرية التركية ضد قوات سوريا الديمقراطية حتمية. العديد من الملفات الضخمة تضغط على القيادة التركية، مثل قضية اللاجئين السوريين والسيطرة على مناطق قوات سوريا الديمقراطية، بينما تريد روسيا أن تظهر أنها لا تزال لها الكلمة الأخيرة في سوريا ويمكنها أن تفعل ما تشاء. في غضون ذلك، تريد إيران أن تُظهر للجميع أنها لن تقف مكتوفة الأيدي حيال أي عملية عسكرية تهدد مصالحها، وتصر تركيا على إرسال رسالة إلى روسيا وإيران من خلال الاستمرار في خططها ضد قوات سوريا الديمقراطية وربما قوات النظام إذا قرروا دعم قوات سوريا الديمقراطية”.
المصدر: موقع المنونيتور
ترجمة: أوغاريت بوست