دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

المونيتور: الضربات التركية في سنجار تحمل رسائل صارمة إلى طهران وبغداد

بينما تستعد الولايات المتحدة لسحب قواتها القتالية من العراق، تبرز كردستان العراق على أنها مسرح لصراع متصاعد من أجل السيطرة بين تركيا وإيران.

يتردد صدى الغارات الجوية التركية المتتالية على منطقة سنجار اليزيدية بالعراق هذا الأسبوع كرسائل صارمة لطهران وبغداد حيث يبدو أن الخصومة التركية الإيرانية تتصاعد على الأراضي العراقية.

استهدفت الضربتان القاتلتان، اللتان جاءت قبل قمة إقليمية مخططة في بغداد، وحدات مقاومة سنجار (YBS)، وهي ميليشيا يزيدية تشكلت بعد هجوم تنظيم داعش الارهابي الوحشي على سنجار في عام 2014 بمساعدة حزب العمال الكردستاني.

وأنقرة وطهران كلاهما منزعج من تحركات بعضهما البعض في جارتهما المشتركة العراق. تخشى أنقرة من أن توسع إيران نفوذها ليشمل كركوك والموصل عبر حلفائها في وحدات الحشد الشعبي العراقية، في حين أن طهران منزعجة من أن مطاردة تركيا لمقاتلي حزب العمال الكردستاني ستؤدي إلى توسيع الوجود العسكري التركي في المنطقة.

بالنسبة لأنقرة، فإن الهدف الوحيد لعملياتها العسكرية – الممتدة من الجبال على طول الحدود الشمالية لكردستان إلى سنجار على الحدود السورية – هو القضاء على عناصر حزب العمال الكردستاني الذين لطالما استخدموا شمال العراق كنقطة انطلاق لشن هجمات على تركيا. من وجهة نظر أنقرة، فإن YBS هي فرع من حزب العمال الكردستاني، بغض النظر عن إنشائها ضد داعش، فهي مكونة من الأيزيديين وهي جزء من وحدات الحشد الشعبي.

في 16 آب، استهدفت غارة بطائرة بدون طيار نفذها الجيش والمخابرات التركية بشكل مشترك سيارة في سنجار، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من أعضاء YBS، بمن فيهم القائد الكبير سعيد حسن سعيد، وإصابة ثلاثة مدنيين. وبحسب وسائل الإعلام التركية، استهدفت الضربة مسلحين بارزين من حزب العمال الكردستاني كانوا في طريقهم إلى اجتماع مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي كان يزور سنجار ذلك اليوم.

وفي اليوم التالي، قصفت طائرات تركية من طراز F-16 عيادة في قرية سيكينية، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، ثمانية منهم من الأيزيديين، بحسب مصادر أيزيدية. زعمت وسائل الإعلام التركية أن مظلوم روج، أحد كبار مقاتلي حزب العمال الكردستاني والمسؤول عن سنجار، نُقل إلى المستشفى بعد أن نجا من غارة 16 آب، وأن 10 أعضاء آخرين من حزب العمال الكردستاني كانوا موجودين في المبنى. كانت العيادة واحدة من ستة منشآت طبية تابعة لـ YBS تخدم أيضًا المدنيين في المنطقة.

قد تنظر تركيا إلى YBS كهدف شرعي، لكن بالنسبة للحكومة العراقية، فإن الجماعة هي قوة محلية تعمل تحت راية وحدات الحشد الشعبي. كان قائد YBS المقتول هو رسميًا رئيس الفوج 80 في وحدات الحشد الشعبي وأيضًا شخصية مؤثرة في المجتمع الإيزيدي، حيث يتصاعد الغضب على تركيا. وتركت الهجمات التركية المتصاعدة في المنطقة بغداد في مأزق. تتعرض الحكومة المركزية لانتقادات لفشلها في حماية YBS واليزيديين، وبشكل أعم، لفشلها في وقف انتهاكات سيادتها.

ومع ذلك، فإن التوترات في المنطقة تتجاوز حزب العمال الكردستاني، كما يتضح من سلسلة الأحداث التي سبقت الضربات التركية.

وفي 10 آب، نشرت حركة النجباء، وهي فصيل من وحدات الحشد الشعبي موالية لإيران، مقطع فيديو باللغة التركية على تويتر، يهدد بنقل الصراع إلى تركيا واستهداف الاقتصاد التركي ما لم يضع الرئيس رجب طيب أردوغان حداً للتوغلات عبر الحدود. بعد يومين من الفيديو، أطلقت أربعة صواريخ على قاعدة بعشيقة بالقرب من الموصل، حيث تتمركز القوات التركية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

وفي غضون ذلك، زار رئيس الحشد الشعبي فالح الفياض أربيل في 11 آب لإجراء محادثات مع مسعود بارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني. وذكرت مصادر كردية أن المحادثات التي أعقبت زيارة فياض ركزت على تعزيز التنسيق بين قوات البيشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي. في غضون ذلك، زعمت وسائل إعلام عربية عراقية أن فياض نقل رسالة من إيران، يحث فيها كردستان العراق على وقف دعم واشنطن وعدم السماح بوجود قواعد أمريكية على أراضيها.

ومن المرجح أن تُطرح كل هذه القضايا في القمة الإقليمية التي تخطط بغداد لاستضافتها في أواخر آب، وبحسب وسائل إعلام عراقية، أكدت إيران وتركيا مشاركتهما في التجمع، الذي لم يُعلن موعده بعد.

من المرجح أن تتصاعد المشاحنات التركية الإيرانية في كردستان العراق في الأشهر المقبلة حيث يتجه العراق إلى الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول وسحب الولايات المتحدة جميع قواتها القتالية من العراق بحلول نهاية العام.

المصدر: موقع المونيتور الأمريكي

ترجمة: أوغاريت بوست