أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ينتظر العالم بشكل عام والسوريين بشكل خاص، وبفارغ الصبر ما سينتج عن اللقاء المرتقب للرئيسين الأمريكي جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين، خاصة وأن الطرفان أكدا في وقت سابق أن الملف السوري سيكون على طاولة المناقشات.
سوريا ما بين بايدن وبوتين.. والحديث عن “صفقة كبيرة”
وتترقب الأوساط السياسية السورية ما سينتج عن المباحثات بين بايدن وبوتين، يوم الأربعاء، في مدينة جنيف السويسرية، حيث سيكون الملف السوري من بين أهم الملفات التي سيناقشها الرئيسين في اجتماعهما الذي سيستمر من 4 إلى 5 ساعات، وفقاً لمسؤولي البلدين، وإمكانية أن يحصل أي خرق في الملف السوري لعله ينهي الأزمة المستمرة في البلاد منذ أكثر من عقد.
الصحف الأمريكية والمواقع العالمية سلطت الضوء على لقاء القمة بين قطبي العالم، حيث كشفت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية في تقرير لها لإمكانية أن تشهد القمة عقد “صفقة كبرى” بين واشنطن وموسكو بشأن الملف السوري، وأوضحت المجلة المرموقة، أن واشنطن من الممكن أن تطالب روسيا بتنفيذ بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وذلك مقابل منح روسيا امتيازات كبيرة في سوريا.
ولم تتحدث المجلة عن ماهية هذه الامتيازات التي ستمنحها واشنطن لموسكو في سوريا، لكنها أشارت إلى أنها هذه الامتيازات لن تكون على التواجد العسكري و أمن الجنود الامريكيين في الشمال الشرقي من البلاد، أو ما تحقق في الحرب على داعش و إرساء الاستقرار في تلك المناطق.
ماذا سيطلب الطرفان من بعضها ؟
وأفادت المجلة الأمريكية أن روسيا من المرجح أن تطالب بمطلبين أساسيين في حال تقديم أمريكا للعرض، مشيرة أن المطالب الروسية ستتمثل بمنحها اعترافاً دولياً بمكانتها الجيوسياسية، إلى جانب تقدم واشنطن ضمانات لموسكو بشأن النفوذ الروسي في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط. ومن الممكن أيضاً ان يتطرق اللقاء إلى العقوبات الأمريكية والغربية المفروضة على الحكومة السورية، والتي أدت لشلل تام في الاقتصاد السوري وانهيار العملة المحلية، والتي كان لها الدور الأبرز إلى جانب الأزمة المستمرة في البلاد، في تأزيم الحالة المعيشية للسوريين، الذين باتوا اليوم يعيش أكثر من 85 بالمئة منه تحت خط الفقر.
ورجحت المصادر الإعلامية العالمية، أن تطالب واشنطن أيضاً من موسكو السماح لفتح معابر إنسانية أخرى في سوريا، ومنها معبر “اليعربية/تل كوجر” في شمال شرق سوريا مع العراق، لإدخال المساعدات الإنسانية للملايين من السوريين في تلك المناطق التي تؤوي أيضاً مئات الآلاف من النازحين سواءً من السوريين أو العراقيين في مخيم الهول.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، طالبا مجلس الأمن الدولي، خلال بيان مشترك لهما، مساء الثلاثاء، أن يتم السماح بإيصال المساعدات الإنسانية عبر المنافد الحدودية مع سوريا، خاصة مع ما تشهد سوريا من أزمة اقتصادية و انتشاراً لوباء كورونا.
“على بايدن ألا يضيع الفرصة”
وحذرت أوساط سياسية أمريكية، أنه على إدارة الرئيس بايدن أن لا تضيع الفرصة التي تتيحها القمة الأميركية الروسية بشأن سوريا في إيجاد حل ينهي الأزمة في البلاد، لأنه كلما مر الوقت، زادت روسيا من جذب الدول الأخرى لتطبيع علاقاتها مع الرئيس السوري.
وتشير تلك الأوساط إلى أن “الموقف الضبابي” للإدارة الأمريكية الجديدة، قد يتبلور في هذه القمة مع الروس، خصوصاً بعد طلب مجموعة من رؤساء لجان العلاقات الخارجية في مجلس النواب والشيوخ الأمريكي من الحزبين “الديمقراطي” و”الجمهوري”، في رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، للتأكيد على التطبيق الكامل لقانون “قيصر” على الحكومة السورية، والضغط على روسيا لفتح المعابر لإيصال المساعدات إلى سوريا، والعمل على تطبيق كامل بنود قرار 2254، للانتقال السياسي في سوريا.
شرط اعادة العلاقات مع دمشق
وفي مقال نشرته شبكة “CNN” الأمريكية، نقلت عن الكاتب المرموق، “ديفيد ليتنش” أن واشنطن قد تعيد علاقاتها مع الحكومة السورية في حال واحدة، وهي معرفة مصير الصحفي الأمريكي المعتقل في سوريا “أوستن تايس”، حيث أن روسيا ودمشق لن تمتنعان في تنفيذ هذا المطلب لواشنطن، كون الوضع الاقتصادي في سوريا مرهون بالعقوبات الأمريكية والغربية.
إعداد: ربى نجار