أوغاريت بوست (إدلب) – بالتزامن مع انتهاء الجولة الـ 12 من اجتماعات آستانا بين الضامنين الثلاث (روسيا وتركيا وإيران) بدأت قوات الحكومة السورية مدعومة من القوات الروسية، بعملية عسكرية في إدلب والمناطق المحيطة بها، الواقعة ضمن اتفاق “خفض التصعيد” شمال غربي سوريا.
حيث تستمر أسراب الطائرات الحربية السورية والروسية بالإغارة على مناطق في إدلب وريفي اللاذقية وحماة الشمالي الملاصق للمحافظة. فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن إلقاء الطائرات المروحية المزيد من البراميل المتفجرة على مناطق في مدينة خان شيخون، والهبيط، وقرية صهيان بريف إدلب الجنوبي، ليرتفع إلى (63) عدد البراميل المتفجرة التي ألقتها طائرات الجيش السوري على مناطق في الريف الإدلبي منذ صباح اليوم السبت الـ11 من أيار/مايو الجاري.
ويعتقد مراقبون “أن قرار الحملة العسكرية على فصائل المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا في تلك المناطق قد تم اتخاذه في الجولة الماضية من آستانا، بالرغم من التصريحات الروسية المتكررة التي كانت تؤكد الحفاظ على اتفاق خفض التصعيد فيها”.
وشهد يومي الجمعة والسبت الماضيين أكبر تصعيد عسكري من جانب قوات الحكومة السورية والروسية على مناطق في ريفي حماة الشمالي ومحافظة إدلب بشكل عام، حيث أفادت مصادر محلية “أن المنطقة استُهدفت بأكثر من 1500 قذيفة صاروخية وغارة جوية وبرميل متفجر. النصيب الأكبر كان لبلدة الهبيط التابعة لناحية خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي”.
ويرى خبراء عسكريون “أن قوات الجيش السوري تسعى خلال حملتها هذه لهدفين وهما “فتح وتأمين طريقين رئيسيين الأول طريق حماة – حلب, للحركة التجارية. والثاني طريق اللاذقية القديم – سهل الغاب، لتأمين قاعدة حميميم الجوية الروسية قرب اللاذقية، من هجمات فصائل المعارضة المسلحة”.
وبدوره صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل بضعة أيام، أن الكثافة السكانية الكبيرة في إدلب يجب ان تأخذ بعين الاعتبار, تصريح قال عنه سياسيون “أنه يشير إلى أن “المعارك الكبرى في إدلب” لم تبدأ بعد، ومن الممكن أن يكون هذا التصعيد لحث أنقرة على الالتزام بوعودها اتجاه اتفاقات آستانا الخاصة بالمنطقة”.
وفي الأثناء أعربت عدد من الدول الغربية، عن قلقها إزاء التصعيد العسكري في إدلب، وازدياد عدد الضحايا نتيجة القصف والمعارك المتبادلة بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، حيث أشارت باريس إلى أنه قد “نشهد سيناريو حلب جديدة في إدلب، أي سيطرة القوات الحكومية عليها، مما سيجعل عجلة الحل السياسي في هذا البلد تتوقف بسبب سيطرة الدولة السورية على أكثر من ثلثي البلاد بالإضافة لمعقل المعارضة الوحيد المتبقي شمال غربي سوريا”.
إلى ذلك وعبرت كل من ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا عن قلقهم البالغ من أن يتسبب التصعيد العسكري في إدلب بوقوع كارثة إنسانية، “لم يشهدها التاريخ الحديث”. حسب تعبيرهم.
وأمام كل هذه التطورات السريعة خلال الأيام الماضية يبقى السؤال الذي يطرح نفسه قائماً، هل ستتمكن الدول الغربية والمجتمع الدولي من إيقاف العملية العسكرية في إدلب، كما حصل في المرات السابقة، أم أن دمشق وموسكو أعدوا العدة للسيطرة على إدلب والمناطق المحيطة بها، وإعادتها إلى كنف الدولة السورية”.
وماذا سيكون مصير عشرات الآلاف من عناصر مجموعات المعارضة المسلحة في تلك المناطق وإلى أين سيتم نقلهم, إذا ما سيطرت الحكومة على إدلب، وهل سنشهد سيناريوهات درعا وحمص وغيرها من مناطق خفض التصعيد تتكرر في إدلب عبر المصالحات والتسويات؟
الأيام القادمة كفيلة بأن تجيب عن كل هذه الأسئلة وغيرها المتعلقة بمعركة إدلب غير المتوقعة وخفاياها.
إعداد: علي إبراهيم