أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تصاعدت عمليات القصف بشكل كبير في منطقة “خفض التصعيد” من قبل قوات الحكومة السورية وحلفائها، بعد الاستهداف الإرهابي الدموي الذي طال الكلية الحربية في حمص العام الماضي، والذي راح ضحيته العشرات من الطلاب المنتسبين للكلية مع ذويهم وأصدقائهم، وذلك على الرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن المجزرة التي وقعت، إلا أن ما حصل في الشمال الغربي من البلاد أشار بوضوح إلى أن دمشق وموسكو حملتا المعارضة والفصائل العسكرية التابعة لها المسؤولية.
هل حقاً سيتوقف العنف في “خفض التصعيد” ؟
الأشهر الماضية شهدت تصاعداً كبيراً في عمليات القصف البري من قبل قوات الحكومة السورية والجوي من قبل سلاح الجو الروسي، مع استهداف متكرر لأطراف مدينة إدلب وأحيائها السكنية، إضافة إلى ريف حلب الغربي، الذي شهد في الفترات الماضية جولات عنف غير مسبوقة، جعل الكثيرين يعتقدون أن ذلك “تمهيد لعملية عسكرية جديدة في المنطقة”.
وخلال الاجتماع الأخير لمسار “آستانا” الـ21، حاول وفد المعارضة المشارك في المسار، طمأنة الأهالي بأنه لن يكون هناك أي عملية عسكرية جديدة في منطقة “خفض التصعيد”، وأن الأمور ذاهبة نحو التهدئة ووقف العنف بشكل كامل، جاء ذلك في تصريحات نقلتها وسائل إعلامية موالية للمعارضة عن رئيس الوفد أحمد طعمة.
“مناقشة مسألة التهدئة في إدلب خلال اجتماعات آستانا”
ونقل تلفزيون سوريا عن “رئيس وفد المعارضة السورية” إلى مباحثات أستانا، أحمد طعمة، إنّ “وفد المعارضة ناقش خلال الجولة، مسألة التهدئة والأمان في إدلب، مع العلم أن “قوات النظام مستمرة بقصفها الوحشي بين الفينة والأخرى”.
وجاء في البيان الختامي لدول مسار آستانا، أهمية “الحفاظ على وقف إطلاق النار في إدلب شمالي البلاد”، وتمت الإشارة إلى أنه تم البحث في “خفض التصعيد في إدلب وضرورة الحفاظ على الهدوء”.
“بوادر التهدئة ستظهر في الأيام المقبلة ولن يكون هناك عمليات عسكرية”
أما فيما يخص تصريحات طعمة، فقد أشار إلى أنهم ما حصلوا عليه خلال الجولة الـ21 لآستانا، “التهدئة ستحصل في إدلب”، وأضاف “نعتقد أن بوادرها ستظهر في الأيام المقبلة، كما أننا ضمنّا أنه لن يكون هناك تجاوز لخطوط التماس”.
وخلال الجولات الماضية من اجتماعات آستانا، تم التطرق في كل جولة إلى وقف النار والتهدئة في إدلب، إلا أن ما كان يحصل كان العكس تماماً، من استمرار العمليات العسكرية والقصف المتبادل بين طرفي الصراع، إلا أن “المعارضة” هذه المرة تحدثت عن “ضمانات”، وعن طبيعتها أشار طعمة، إلى “اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في 5 آذار 2020”.
“المنطقة الحرام” .. ما هي ؟
وتابع، “الاتفاق لم يُنتهك حتى اللحظة، لا قوات النظام تدخل إلى مناطقنا، ولا نحن ندخل إلى مناطق النظام، الصراع الذي يحصل حالياً، أنّ النظام السوري يقصف المدنيين ويحاول دخول المنطقة الحرام”.
ولفت إلى أن “المنطقة الحرام” هي مسافة فاصلة ضئيلة بين فصائل المعارضة وقوات الحكومة السورية، وأضاف “عندما يحاول النظام دخولها نتصدى بكل قوة ونعيده إلى مواقعه”.
وسبق أن قال “رئيس وفد المعارضة السورية” المشارك في اجتماعات آستانا، أحمد طعمة، حول نتائج الجولة الـ21، أنها “كانت معقولة” وأضاف “ما يهمنا، أن نطمئن شعبنا وأهلنا في منطقة إدلب بأن الأمور ستتم تسويتها، وأن التصعيد لن يستمر، مع العودة إلى تثبيت نقاط التماس والالتزام بوقف إطلاق النار، والتوقف عن الانتهاكات الصارخة التي يقوم بها نظام الإبادة السوري”.
بيان آستانا 21 مشابه لسابقيه.. والتغاضي عن تدمير تركيا للبنى التحتية السورية
وكان البيان الختامي لمسار آستانا قد أشار إلى أن الدول الضامنة “ستواصل احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها”، و “محاربة ورفض الأجندات الانفصالية”، مع تجديد الدعم لمهمة المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، بعمل “اللجنة الدستورية” من خلال التفاعل المستمر مع أطرافها السورية والمبعوث الأممي.
كما شدد المشاركون على أهمية مواصلة الجهود لإعادة العلاقات بين تركيا والحكومة السورية على أساس “الاحترام المتبادل وحسن الجوار” بين الطرفين. وجددت الدول الضامنة تصميمها على متابعة العمل المشترك لمكافحة “الإرهاب”.
بينما تم التغاضي بشكل كامل عن الهجمات التركية الممنهجة التي طالت البنى التحتية في شمال شرقي سوريا، بينما دان البيان الهجمات الإسرائيلية ضد سوريا، واعتبرتها انتهاكاً للقانون الدولي وسيادة سوريا، كما حذر من التأثير السلبي على سوريا من جراء تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والحرب في غزة.
إعداد: ربى نجار