دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

المعابر الحدودية ملف جديد يضاف إلى الصراع الروسي الإيراني في سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بينما تتوجه انظار العالم إلى شمال وشرق سوريا، و”غزو” تركيا لها بحجة إنشاء منطقة آمنة فيها، وإعادة اللاجئين السوريين كما أعلنت أنقرة، والتي قررت فيما بعد أنه لا داعي لاستئناف الهجوم، طفى إلى السطح توترات روسية إيرانية تتعلق بالنفوذ في سوريا وتحديداً المجموعات المرتبطة بهما في درعا جنوب البلاد.

مصادرعسكرية كشفت، “أن ما يجري صراع بين فريق مدعوم من روسيا والثاني من حزب الله اللبناني المدعوم من إيران للسيطرة على معبر نصيب الحدودي لاهميته الاستراتيجية”، وأشار المصدر، “أن مدينة نصيب الحدودية بريف درعا، تشهد توتراً أمنياً غير مسبوق منذ أيام، وذلك على خلفية هجوم مسلح بين القوات السورية والجماعات التي تساندها من جهة وبين جماعات مسلّحة خارجة عن سيطرتها من جهة أخرى، في منطقة قريبة من البلدة الحدودية”، وبين المصدر “أن الجماعتان أحداهما موالية للحكومة وبدعم روسي والأخرى تابعة لإيران وحزب الله”.

صراع على تقاسم الحصص

وقالت مصادر من داخل المدينة، إن “ما يجري في المحافظة وريفها هو صراع بين قادة المصالحات الّذين انقسموا لفريقين، الأول مدعوم من روسيا والثاني من حزب الله اللبناني (إيران)”.

وأضافت المصادر أن “الطرف الأقوى من بين هؤلاء هو المدعوم من حزب الله، كون لديه القسم الأكبر المنتمي إليه من أبناء المدينة في صفوفه، ويقوده معارض سابق للأسد”، مشيراً إلى أن “الطرفين يتسابقان للمشاركة في السيطرة على معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، للاستحواذ على العائدات المالية”.

وأشارت إلى أن “المخابرات العسكرية والجوية في درعا، تستغل الهجوم المسلّح بينهما وتقوم بتصفيات واغتيالات تطال شخصيات من الطرفين معاً لها قوائم بها مسبقاً”.

وكشفت المصادر عن أن “أي عملية اغتيال في المحافظة تطال مقرّبين من الروس يليها عملية اغتيال تطال مقرّبين من حزب الله”، لافتاً إلى أن “القوات الحكومية تحاول التخلص من الشخصيات الفاعلة لدى الطرفين، المدعومين من حزب الله ومن موسكو أيضاً”. ولم يذكر سبب ذلك.

اغتيالات متبادلة

ووفقاً للمصادر، فإن الطرفان لم يستطيعوا التوصل إلى تفاهم لتقاسم العائدات المالية من المعبر فيما بينهما، فكل منهما يريد الحصة الأكبر.

ويشكل المعبر أهمية استراتيجية كبيرة لدى كل الأطراف في الجنوب السوري من الناحية الاقتصادية. ويعد المعبر بوابة سوريا لتسويق البضائع المحلية نحو الأردن ومنه إلى دول الخليج العربي، وبالتالي فإن العائدات منه تعني ان الطرف المسيطر عليه سيصبح ذات قوة ونفوذ عسكري كبير في الجنوب.

استمرار الفساد داخل المعبر

ومنذ اندلاع الأزمة السورية، كان المعبر البوابة الرئيسية لتهريب السجائر والمخدرات والأسلحة أيضاً، وبحسب مصادر خاصة، فإن السنوات السابقة شهدت فوضى كبيرة داخل المعبر أثناء سيطرة المعارضة على درعا، وقالت المصادر أيضاً، انه بسيطرة القوات الحكومية على المعبر فإن عمليات الفساد لم تنتهي، ويمكن لأي شخص أن يُدخل إلى سوريا أو يُخرج منها أي شيء يريد من خلال دفع مبالغ مالية كبيرة للقوات العسكرية المحسوبة على إيران وروسيا اللذان لايزالان يشاطران السيطرة على المعبر.

 

إعداد: فادي حسن