أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع انشغال العالم بالملف السياسي السوري و تمديد آلية إيصال المساعدات للبلاد عبر المنافذ الحدودية، يغيب عن أروقة المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة، خطر كبير لا يهدد سوريا فحسب بل دول الجوار والعالم، والمتمثل بعودة نشاط تنظيم داعش الإرهابي لأغلب المناطق السورية.
داعش ينشط بشكل كبير في سوريا من جديد
ومع الإعلان عن القضاء الجغرافي على ما يصفه التنظيم “بالخلافة الإسلامية” في آذار/مارس 2019 على يد قوات سوريا الديمقراطية و التحالف الدولي، واستمرار العمليات العسكرية ضد خلايا التنظيم في البادية السورية من قبل قوات الحكومة بدعم روسي، إلا أن ذلك كله لم يمنع التنظيم من إعادة ترتيب أوراقه وصفوفه من جديد و تشكيل خطراً كبيراً على سوريا مجدداً، خاصة مع وجود عشرات الآلاف من عناصر وعائلاتهم في مراكز احتجاز و المخيمات في شمال شرق البلاد.
وتشهد المناطق السورية بشمال شرقها والبادية، عمليات عسكرية و نصب كمائن وتفجيرات من قبل خلايا التنظيم، إضافة لنشاط خلاياه النائمة في المخيمات الشمالية الشرقية و قيامهم بعمليات اغتيال تطال قاطني تلك المخيمات ممن يرفضون الفكر المتطرف لداعش ولا يبدون الولاء له.
داعش يعدم 8 أشخاص رمياً بالرصاص بمخيم الهول خلال شهر
وخلال إحصائية لقوات سوريا الديمقراطية تحدثت عن استمرار عمليات الاغتيال في مخيم الهول شرق الحسكة، بالرغم من الحملة الأمنية الكبيرة لقواتها الأمنية في المخيم قبل أشهر، أكدت قسد مقتل 8 أشخاص خلال شهر حزيران/يونيو الماضي، من خلال إطلاق خلايا التنظيم الرصاص في رؤوس ضحاياه.
ويعد مخيم الهول، من أخطر المخيمات على سطح الأرض، وفق تعبيرات عدة أطلقتها قبل الأمم المتحدة وجهات دولية و حقوقية عدة، حيث يشهد المخيم الذي يضم حوالي 70 ألفاً من اللاجئين والنازحين السوريين و العراقيين، ومعهم الآلاف من عائلات داعش، جريمة واحدة بشكل شبه يومي، مع عدم قدرة السلطات الأمنية المحلية من ضبط الفلتان الأمني فيه.
وخلال إحصائية قسد، قالت أن ضحايا داعش انقسموا ما بين الجنسيتين السورية والعراقية، ومن بين القتلى فتى عراقي في الـ16 من عمره، إضافة لشقيقتان سوريتان تبلغ أحداهما 17 عاماً.
إحصائية.. 47 عملية اغتيال في الهول منذ بداية 2021
ولفت التقرير إلى أن إدارة المخيم أحصت في وقت سابق مقتل أكثر من 47 شخصا في مخيم الهول منذ مطلع العام الجاري، حيث يشكل النساء والأطفال 93 في المئة من سكانه، وذلك بعد العملية الأمنية لقسد والتي أسفرت عن اعتقال 125 عنصراً من خلايا التنظيم بينهم قيادات مسؤولين عن تنفيذ جرائم الاغتيال و عمليات أخرى ضد القوات الأمنية في المخيم.
نشاط كبير للتنظيم في البادية السورية.. وخسائر قوات الحكومة تتزايد
وفي منطقة البادية، لم تفلح العمليات العسكرية المستمرة حتى الآن، من الحد من النشاط العسكري للتنظيم، حيث يواصل الأخير عملياته ضد قوات الحكومة، خاصة في بادية حمص، وقد شهدت الأيام الماضية، مقتل و إصابة العشرات من قوات الحكومة بعمليات وكمائن لداعش في تلك المناطق، ومنها اختفاء باص مبيت للقوات الحكومية والإيرانية وانقطاع الاتصال بهم في بادية حمص، حيث كان يضم 40 ضابطاً وعنصرا كان متوجها إلى دمشق على طريق السخنة شرقي حمص.
كما تعرض رتل عسكري للفرقة الرابعة التابعة لقوات الحكومة، لهجوم مسلح من قبل خلايا التنظيم بقذائف صاروخية و آربي جي و الرشاشات الثقيلة، قرب مثلث الشيخ هلال، على طريق السلمية – إثريا، ما أدى لمقتل 4 عناصر من الفرقة وإصابة 7 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، ولم تستطع قوات الحكومة مؤازرة العناصر الذين وقعوا بالكمين، خشية وجود كمائن أخرى، و تأخرت العملية لنحو ساعة لحين وصول مروحية روسية لإخلاء القتلى والجرحى.
واشنطن تدعو حلفائها لاستعادة مواطنيهم ممن قاتلوا مع داعش
سياسياً، لا تزال الولايات المتحدة تضغط على حلفائها الغربيين وآخرين ممن لديهم مواطنون قاتلوا في صفوف داعش في سوريا، لضرورة استعادتهم، إلا أن الكثير من الدول وخاصة فرنسا وبريطانيا، ترفضان ذلك بحجة “أن هؤلاء يشكلون خطراً على أمنها القومي”، مشيرين إلى “ضرورة محاكمة عناصر التنظيم المحتجزين لدى قسد أمام محاكم محلية”.
وتشدد أوساط سياسية سورية على أن ملف محاربة داعش يجب أن يتصدر أيضاً المحادثات والمناقشات التي تجري على المستوى الدولي مع الملفين السياسي والإنساني، كون أي حل إذا ما تم التوافق عليه لن يكون ذي قيمة إذا لم يتم التخلص من الإرهاب في سوريا.
إعداد: علي إبراهيم