دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

اللجنة الدستورية .. جولة خامسة “مخيبة للأمال” ووفد الحكومة السورية يقدم ورقة “لادستورية”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قدم وفد الحكومة السورية ورقة اعتبرت لا دستورية، ولا تمت للجولة الخامسة من اللجنة الدستورية بصلة، في الوقت الذي أخبر به المبعوث الأممي غير بيدرسون الحضور في الجلسة الختامية بأن مسار اللجنة سيواجه صعوبة في الاستمرار في حال بقيت الجلسات دون منهجية وتعامل جدي مع مهامها، مُتهرّباً أكثر من مرة خلال مؤتمره الصحافي من ذكر الطرف المعطّل لمسار الدستورية.

الورقة المقدمة من وفد الحكومة السورية

الورقة التي قدّمها وفد الحكومة السورية ممهورة بتوقيع أحمد الكزبري، تطالب بـ”الرفض التام” للأعمال “الإرهابية” التي تقوم بها “التنظيمات بما فيها داعش والنصرة والإخوان المسلمون ومن ارتبط بهم أو تحالف معهم”، ورفض “الإرهاب الاقتصادي المتمثل بتدمير البنى التحتية وتفكيك وسرقة المعامل ونهب الثروات الوطنية وبيعها مثل النفط والقمح، هذا إضافة إلى فرض الإجراءات والتدابير القسرية أحادية الجانب على الشعب السوري”.

وطالبت الورقة الحكومية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بـ”مناهضة الاحتلال الأجنبي”، و”دعم قوات الحكومة السورية بكل السبل”، و”رفض أي عمل سياسي أو عسكري من شأنه المساس بوحدة الأراضي السورية”، وقدمت الورقة شرحًا لـ “تجليات” الهوية الوطنية من خلال “اسم الدولة الجمهورية العربية السورية، اللغة الرسمية للدولة هي اللغة العربية، الانتماء والولاء للوطن والدفاع عنه، الشعور العام للفرد بالانتماء إلى كامل التراب الوطني”، وأيضًا “عدم المساس بالرموز الوطنية كالعلم والنشيد والشعار الوطني”.

ودعت الحكومة السورية في ورقتها إلى “تشجيع اللاجئين السوريين على العودة إلى وطنهم بكل السبل الممكنة وضمان هذا الحق، بما في ذلك رفض ما تقوم به بعض الحكومات والمنظمات والجهات والكيانات من عرقلة ذلك تحت ذرائع واهية”، ودعت أيضًا الورقة إلى “المعالجة العاجلة للملف الإنساني في سورية ودعم جهود الحكومة السورية في رفع المعاناة الإنسانية عن شعبها”.

وفد المعارضة ينظر الى الورقة الحكومية بأنها أسوء ما قدم خلال الجولات السابقة

وقالت مصادر في جنيف، إن “الورقة التي قدّمتها الحكومة كانت بنظر المعارضة أسوأ من كل الأوراق التي قُدّمت سابقًا”، حتى أن توقعات بعض المعارضين بـ”جدية وعود المبعوث الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرنتيف بالضغط على الحكومة ذهبت أدراج الرياح”. وقال رئيس وفد المعارضة في جنيف، والرئيس المشترك للجنة الدستورية، هادي البحرة، قبل نهاية الجلسة الختامية، إنه “إذا لم تكن هناك منهجية واضحة للعمل، والنقاشات فيها صياغات، فلن نستطيع الاستمرار بهذه الطريقة”.

بيدرسون سيذهب الى دمشق لإقناع الحكومة بتقديم تنازلات

ووفق المصادر، فإن المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون عبّر عن استيائه أيضًا، وقال في كلمته الختامية داخل القاعة إن هذه الجولة “لم تحقق شيء، ولم يتم حتى الاتفاق فيها على منهجية الجلسات”، وعقّب أنه “لن نستطيع الاستمرار بهذه الطريقة إذا استمر العمل على هذا المنوال”، كما أضاف بيدرسون أنه سيذهب إلى دمشق ويحاول إقناع الحكومة السورية، “لكن لن نستطيع الاستمرار بهذه الطريقة”.

وكان هادي البحرة رفقة عدد من أعضاء وفد المعارضة قد التقى أمس الوفد الروسي برئاسة لافرنتيف، وبحسب مصادر مطلعة فإن “اللقاء كان بطلب روسي، وليس بطلب من وفد المعارضة، ولافرنتيف أكد خلاله أنه سيضغط على الحكومة من أجل العمل بجديّة، وأن الوفد الحكومي سيُقدم ورقة تلامس مهام الجولة واللجنة”، في الوقت الذي استبعدت فيه المصادر “أن تكون هناك أي فاعلية للتصريحات الروسية، حتى على مستوى المستقبل القريب، روسيا مرّرت رسائلها هي والحكومة عبر مداخلات الجولة التي انتهت اليوم، وهذه الرسائل واضحة وتعكس حقيقة رؤيتهم للحل السياسي في سورية”.

وأكدّت المصادر أن كثيرا من الأعضاء المعارضين في الجولة “محبطون جدًا”، ويعتقدون “أن كل المحاولات لفتح نقاشات تتصل بمهمة اللجنة الدستورية كان يواجهها تجاهل من وفد الحكومة التي ترفض الحديث عن أي موضوع متصل بالدستور”.

وأعاد بيدرسون ما أخبر به الوفود الثلاثة داخل القاعة، وقال في مؤتمره الصحافي بعد الجلسة إن هذه الجولة “كانت مخيبة للآمال”، وغير معروف كيفية المضي قدمًا في هذا المسار، مشيرًا إلى أن الجولة بدأت دون تحديد منهجية “لأن الوفد الحكومي رفض مقترح المعارضة”.

وأَضاف أن “هذا الأسبوع أثبت أن هذا النهج غير مجدٍ، ولن نستطيع المواصلة دون تغيير طريقة العمل”، موضحًا أنه ناقش “الرئيسين المشاركين، وأخبرهما بضرورة التعاون معاً أكثر، وآمل الذهاب إلى دمشق قريبا لمناقشة هذه الأمور، وكيفية تنفيذ السلال الأخرى للقرار (2254)”، قائلًا إنه سيجتمع “مع الروس والإيرانيين والأتراك والأصدقاء العرب والأوروبيين، والإرادة الأميركية الجديدة”.

بيدرسون يرفض تحديد موعد للجولة القادمة لاجتماعات اللجنة الدستورية

وتابع أنه “في هذه الأيام الـ 5 سمعنا مداخلات ممتازة، لكن ما نفتقده هو آلية استخدام هذه المداخلات، والتمكن من الانتقال فيما بعد إلى مرحلة الصياغة”، وحول الجولة القادمة من اجتماعات اللجنة، قال بيدرسون إنه “لا يوجد موعد متفق عليه للجولة القادمة، وسأقدم إحاطة إلى مجلس الأمن”. وحول سؤال وُجّه إلى بيدرسون عن الطرف الذي خيّب أمل الأمم المتحدة، تهرّب المسؤول الأممي من الإجابة وتحدّث عن اجتماعاته مع الدول، وقال إنها ستستمر وتتكثّف في الأيام المقبلة.

المصدر: المرصد السوري لحقوق الإنسان