دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

اللاجئون السوريون يعيشون كابوس “الترحيل” من البلدان المستضيفة بعد موجة تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) –  يتخوف لاجئون سوريون من تسارع عمليات التطبيع بين الحكومة في دمشق والدول العربية، معبرين عن قلقهم عن “توابع التطبيع”، مبدين مخاوف من إعادتهم، بينما عبروا عن “خيبتهم” بالمواقف الجديدة للدول العربية وموافقتها من إعادة دمشق للجامعة، متمنين أن لا يتم إعادتهم بناءً على وعود دمشق.

مخاوف من التطبيع وخيبة أمل للاجئين السوريين

ونقل موقع “الحرة” عن لاجئ سوري يعيش في السويد، عمر الشغري، قوله أن “التطبيع مع نظام الأسد والترحيب به مرة أخرى في جامعة الدول العربية قد يؤدي إلى فتح ملف إعادة اللاجئين إلى سوريا، وهذا أمر محفوف بالمخاطر”.

وكان المواطن السوري الذي يعمل كناشط في السويد تعرض للاعتقال والتعذيب سابقاً في السجون السورية قبل أن يتمكن من الفرار في العام 2015، وعبر عن خيبة أمله من “صمت الشعوب العربية”، الذي بحسب رأيه يسمح لحكوماتهم بالتصرف دون محاسبة.

وبحسب الإحصائيات فإن أكثر من 14 مليون سوري فروا من مناطق الصراع سواءً في الداخل السوري أو الخارج، وذلك بحثاً عن الأمان.

السوريون يتوزعون على أكثر من 130 دولة

وأوضحت الأمم المتحدة اللاجئين السوريين يتوزعون على أكثر من 130 دولة، بيد أن العدد الأكبر منهم يتواجد في تركيا المجاورة، والتي تأوي أكثر من 3.6 مليون شخص.

وتتواجد أعداد كبيرة من اللاجئين أيضا في لبنان والأردن والعراق ومصر وبعض الدول الأوروبية وبالأخص ألمانيا.

ووفقًا لاستطلاع أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عام 2022 بشأن اللاجئين السوريين الذين يعيشون في مصر ولبنان والأردن والعراق، قال 1.7٪ فقط إنهم سيعودون إلى سوريا في الأشهر الـ 12 المقبلة.

وقال حوالي 93٪ إنهم لن يعودوا، وقال 5.6٪ إنهم لا يعرفون.

تحذير أممي من عمليات الترحيل.. والجيش اللبناني يستعد لتسليم العشرات

وتحذر منظمات دولية وأممية من إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، حيث يواجه السوريون في أكثر من دولة عنصرية وكراهية وعمليات ترحيل قسرية، وسط إبداء هذه المنظمات خشيتها من تعرض حياة من يعاد إلى سوريا للخطر.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف في تقرير له، مساء الخميس، أن مخابرات الجيش اللبناني نقلت عشرات اللاجئين السوريين بينهم أطفال إلى منطقة وادي خالد قرب الحدود مع سوريا، بعد اعتقالهم من بلدة المنصورية في قضاء المتن، الخميس، بهدف ترحيلهم إلى سوريا، وسط خوف على حياتهم من تسليمهم لقوات الحكومة السورية.

وبحسب ما ذكر المرصد فإن اللاجئون السوريون أصدروا بيان نداء واستغاثة موجهاً للولايات المتحدة الأمريكية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التي أطلقت مبادرة لاستقبال اللاجئين السوريين في لبنان، يطالبون بضرورة الإسراع في تطبيق مبادرة “الإدارة الذاتية” والبدء بنقل اللاجئين السوريين إلى مناطق شمال وشرق سوريا.

وذكر المرصد أنه خلال مطلع الشهر الجاري قام عناصر أمن الدولة اللبناني بهدم 7 خيام تقطنها عائلات سورية لاجئة من محافظات دير الزور والرقة، ضمن مخيم 0100 في منطقة برج البقاع الغربي في لبنان، دون وجود أي مبرر لذلك أو إنذار سابق قبل الهدم، وذلك بحجة عدم وجود ترخيص.

وفي السياق، يواجه السوريون في الدنمارك خطر الترحيل، حيث اعتبرت الدنمارك، التي تستضيف أكثر من 35 ألف لاجئ سوري، في وقت سابق من 2023، أن الكثير من المناطق التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية قد أصبحت آمنة.

الدنمارك تعتبر جزءً من سوريا آمنة.. وتركيا تواصل عمليات الترحيل

وهذا الإعلان الرسمي الدنماركي قوبل بإدانة من منظمات حقوق الإنسان الدولية، بما في ذلك منظمة هيومان رايتس ووتش، التي قالت إن “على الدنمارك الامتناع عن الترويج” لما تقوله الحكومة السورية، وشددت المنظمة أن تراجع الأعمال القتالية لا يعني أن سوريا أصبحت آمنة، ولفتت إلى أن اللاجئين قد يتعرضون للانتهاكات والاحتجاز التعسفي وسوء المعاملة.

أما في تركيا، يواجه السوريون عنصرية وكراهية كبيرة مع استمرار عمليات الترحيل، حيث يحاول الرئيس التركي وضع قضية اللاجئين في بلاده في خدمة حملته الانتخابية للانتخابات الرئاسية، ويشدد أنهم سيقومون بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وهو ما تؤكده المعارضة أيضاً أنها ستقدم عليه في حال وصولها للسلطة.

وكان أردوغان قال في قت سابق أن حوالي 550 ألف لاجئ عادوا حتى الآن إلى مناطق وصفها “بالآمنة” في شمال سوريا.

بينما دانت منظمات وجهات دولية وأممية، عمليات الترحيل القسري من قبل السلطات التركية بحق اللاجئين السوريين، مؤكدين أن المناطق التي يصفها الرئيس التركي “بالآمنة” ليست كذلك على الإطلاق.

مخاوف السوريين تكمن بتصديق وعود دمشق حول تهيئة الظروف لعودتهم

وتزايد مخاوف السوريين خاصة بعد عمليات التطبيع العربية مع الحكومة السورية، حيث يخشى اللاجئون أن تصدق الدول العربية كلام ووعود دمشق بخصوص اللاجئين، ويتم إقرار إعادتهم كون دمشق تعهدت بتهيئة الظروف والأمن والأمان لاستقبالهم، وبالتالي يتعرضون لعمليات انتقامية مستقبلية.

ويقول يرى إتش.إيه هيليير، باحث الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن” اللاجئين السوريين يواجهون بالفعل ضغوطًا للعودة إلى بلادهم، وذلك رغم من الواضح أن القيام بذلك غير آمن بالنسبة لهم، وأن ذلك يتم جراء ضغوط دول ثالثة عدم بقائهم”، وأشار إلى أن كلما استمرت دمشق في التطبيع كل ما كان الضغط على السوريين اللاجئين أكبر ومخاوفهم من العودة أكثر.

 

إعداد: ربى نجار