أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أسبوع من غارات وصفت “بالأعنف خلال 2022” استهدفت مستودعات أسلحة ومواقع عسكرية إيرانية في مدينتي حماة طرطوس، عاودت إسرائيل قصف مواقع عسكرية في سوريا، وهذه المرة طالت محيط مطار حلب الدولي ومنطقة الكسوة بريف دمشق، وسط الحديث عن علم مسبق للقوات الروسية بهذه الهجمات، وأن القصف الأخير جاء قبل هبوط طائرة إيرانية بمطار حلب.
بعد سحب S300.. إسرائيل تعاود ضرب إيران في سوريا
وبعد أن سحبت روسيا منظومتها الدفاعية الجوية من سوريا من طراز S-300، والتي كانت مكلفة بالتصدي لأي هجوم معادي على مواقع عسكرية في البلاد، اعتبرت إسرائيل ذلك بأن موسكو فتحت الأبواب أمامها لاستهدافات دون الأخذ بعين الاعتبار هذه المنظومة التي كانت تقلق الطيران الإسرائيليين في الأجواء السورية، وشددت أن الأجواء السورية باتت “مستباحة” الآن أمام الطائرات والصواريخ الإسرائيلية.
وخلال ساعات مساء الأربعاء، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية طالت مدرج مطار حلب الدولي إضافة لمواقع خارج المطار، كانت عبارة عن مستودعات أسلحة للقوات الإيرانية، وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدرج المطار لم يتضرر نتيجة القصف الإسرائيلي، وأن الخسائر كانت كلها للقوات الإيرانية.
“القوات الروسية كانت على علم مسبق بالغارات على محيط حلب”
وكشف المرصد السوري معلومات خطيرة تفيد بأن القوات الروسية كانت على علم مسبق بالغارات، حيث استنفرت عناصرها داخل مطار حلب الدولي قبيل ساعة من تنفيذ الطيران الإسرائيلي للغارات الجوية. وهذا يدل على صحة ما يقال بأن روسيا لديها علم مسبق بكل تحركات إسرائيل جواً وبراً في سوريا، وأن تل أبيب تقوم بإطلاع موسكو على هجماتها بشكل مسبق، وأن التصدي “للأهداف المعادية” ما هي إلا مسرحية أمام الرأي العام فقط.
“صواريخ إسرائيلية تطارد طائرة شحن إيرانية”
تقارير إعلامية أكدت أن استهداف المقاتلات الإسرائيلية لمطار حلب، سبق وصول طائرة شحن إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني، وسط حديث عن سقوط إصابات بصفوف القوات الإيرانية جراء القصف.
وبحسب المصادر، فإن الطائرة الشحن الإيرانية تتبع لشركة “مهان إير” ولم تتمكن من الهبوط بسبب استهداف المدرج في مطار حلب، لتتوجه الطائرة إلى مطار دمشق الدولي الذي تعرض محيطه لغارات صاروخية إسرائيلية.
وكانت وكالة الأنباء الحكومية السورية “سانا” قالت أن مواقع عسكرية في منطقة الكسوة تعرضت لقصف إسرائيلي صاروخي، وسط الحديث عن أن تلك المواقع تعود للفرقة الأولى التابعة لقوات الحكومة السورية، وأشارت “سانا” إلى أن الدفاعات الجوية تصدت للهجوم وأوقعت العديد من الصواريخ.
خلال 2022.. 22 ضربة إسرائيلية لإيران في سوريا
يشار إلى أن هذه الضربة الإسرائيلية الجديدة هي رقم 22، في سلسلة ضربات صاروخية وغارات جوية نفذها الجيش الإسرائيلي خلال عام 2022، استهدفت كلها مواقع عسكرية للقوات الإيرانية في مناطق متفرقة من سوريا، وكانت آخر هذه الضربات، الأسبوع الماضي، عندما استهدف قصف صاروخي مواقع عسكرية في محيط مدينتي حماة وطرطوس.
حيث في الـ25 من الشهر الجاري تعرضت مواقع عسكرية إيرانية غرب مصياف بريف حماة ومنطقة البحوث العلمية ومنطقة السويدة والجليمة لاستهداف إسرائيلي، حيث كان هناك مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة إيرانية جرى تدميرها بالكامل، وبقيت النيران مندلعة بالمستودعات لساعات طويلة.
استهداف مصنع لصناعة الصواريخ
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر على لسان “مصادر موثوقة” بأن الانفجارات التي استمرت في مركز البحوث العلمية بريف حماة كان نتيجة انفجارات متتالية للصواريخ الإيرانية التي يجري تصنيعها في المركز، وذلك بإشراف ضباط من الحرس الثوري الإيراني، وأشار إلى وجود أكثر من 1000 صاروخ في تلك المنطقة.
وتأتي هذه الضربات الإسرائيلية الجديدة بعد نحو 10 أيام من كشف تقارير إعلامية بأن روسيا سحبت منظومة الدفاع الجوي من طراز-S300 من سوريا، وهي المنظومة المكلفة بحماية الأجواء السورية، وكانت تقلق كثيراً الطيارين الإسرائيليين وتقيد تحركاتهم؛ خاصة باتجاه شمال وشرق البلاد، حيث وصفت الصحافة الإسرائيلية الخطوة الروسية بأن “الأجواء السورية باتت مستباحة”، وسط استمرار التساؤلات حول كيفية حصول إسرائيل على المعلومات الدقيقة للمواقع الإيرانية في الجغرافية السورية، خاصة مراكز صناعة الصواريخ ومستودعات الأسلحة التي تضم أيضاً “طائرات دون طيار” جرى استهدافها في وقت سابق.
إعداد: ربى نجار