دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

القوات الحكومية تتمكن من استرجاع أحد خطوطه الدفاعية شمال حماة.. واتهامات لتركيا بالسعي لإسقاط “الهدنة” في إدلب

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد اشتباكات دامت قرابة الـ24 ساعة، تخللها قصف جوي لأول مرة منذ 68 يوماً، تمكنت القوات الحكومية السورية من استعادة السيطرة على قرية “طنجرة/المنارة” بريف سهل الغاب شمال محافظة حماة، وذلك في سياق تصاعد خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، الذي يبدو هشاً اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى.

من المسؤول عن الثمن البشري الباهظ ؟

وسيطرت قوات المعارضة على القرية عقب هجوم عنيف شنته قبل يومين على نقاط تمركز القوات الحكومية السورية في القرية، ووردت أنباء عن مقتل أكثر من 35 عنصراً حكومياً في المعارك، وسط تساؤلات من سياسيين سوريين عن المسؤول في مقتل هؤلاء العناصر، مشيرين إلى أن من يبرم الاتفاقات مع “التركي” هو المسؤول، وذلك في إشارة واضحة لروسيا.

وقالت مصادر مطلعة، أن استعادة السيطرة على القرية جاء بإسناد ناري مكثف من قبل سلاح المدفعية وراجمات الصواريخ، إضافة إلى مشاركة الطائرات المسيرة “درون” في قصف نقاط تجمع الفصائل والتي لعبت دوراً أساسياً في استعادة السيطرة ومساندة القوات البرية لاقتحام القرية، ولفتت المصادر إلى أنه حتى ساعة إعداد هذا التقرير فإن الطائرات الاستطلاعية الروسية لم تفارق الأجواء في منطقة سهل الغاب.

استماتة في استرجاع السيطرة

وكان لافتاً الخسائر الكبيرة للطرفين في عدد قتلى العناصر، حيث أكدت مصادر إعلامية ومنها المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أكثر من 60 قتيلاً سقطوا من الطرفين خلال 20 ساعة، إضافة إلى عشرات الجرحى الذين يوجد بينهم حالات حرجة ما يرشح ارتفاع عدد القتلى.

تركيا تريد إسقاط “هدنة إدلب”

وهذا يدل حسب خبراء عسكريين على شدة المعارك التي حصلت، وسعي القوات الحكومية على استعادة القرية التي تعتبر من خطوط الدفاع عن المناطق التي سيطرت عليها خلال الفترة الماضية، ولفتت المصادر أن هناك مؤشرات تدل على أن “تركيا تقف وراء الهجوم، لأن المهاجمين وهم (تنظيم حراس الدين – الحزب التركستاني) لا يقدمون على أي تحرك عسكري بدون أوامر تركية”.

وأشاروا إلى أن تركيا وبعد أن استقدمت الآلاف من الآليات العسكرية وأصبحت إدلب كقاعدة لجنودها وآلياتها، فإنها بدأت تشعر بموقف قوة، وتسعى لإسقاط اتفاق وقف إطلاق النار، لكي لا تنفذ بنود اتفاق موسكو من إنشاء ممر آمن وتسيير دوريات مشتركة على M-4، لأن ذلك يعني تواجد عسكري روسي في العمق الاستراتيجي لإدلب، وبالتالي وجود “عدو” في خاصرة قد تسبب بفقدان المزيد من خطوط الدفاع عن إدلب المدينة.

مصادر محلية من إدلب كشفت “لأوغاريت بوست”، أن القوات التركية وفور بدء المعارك على جبهة “الطنجرة/المنارة” استقدمت المزيد من التعزيزات العسكرية لنقطة المراقبة في منطقة جنوب غرب إدلب، الملاصق لريف حماة الشمالي، خوفاً من استمرار القوات الحكومية بالتقدم والسير نحو نقاط وقواعد القوات التركية في تلك المنطقة.

ورفعت القوات التركية نقاطها العسكرية في إدلب من 12 (حسب المتفق عليه في سوتشي) إلى 50، تنتشر في أرياف إدلب وحلب، وتضم قوات عسكرية خاصة “النخبة” وهي مسلحة تسليحاً شاملاً.

ويبقى مصير اتفاق وقف إطلاق النار مجهولاً في مناطق “خفض التصعيد” الذي دخل يومه الـ68، في ظل تصاعد الخروقات من قبل القوات الحكومية والمعارضة السورية، مايضع مصير مئات من العوائل التي عادت لديارها بع توقف المعارك في خطر.

إعداد: ربى نجار