دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“القمة الحاسمة” .. تركيا تنتظر لقاء بايدن لوضع “الملفات الخلافية” على الطاولة فماذا سيحدث ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وصف مسؤولون أتراك اللقاء المتوقع بين الرئيس الأمريكي جو بايدن و التركي رجب طيب أردوغان “بالحاسم” بشأن حل الخلافات بين البلدين، حول ملفات عدة على رأسها “المنظومة الدفاعية الروسية S-400″، و “دعم قوات سوريا الديمقراطية”.

خلافات كثيرة .. وترقب لنتائج القمة

الخلافات الأمريكية التركية ليست وليدة الساعة، بل تعود لسنوات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على الرغم من العلاقات “الصداقة” بين الطرفين، إلا أن شراء أنقرة للمنظومة الروسية S-400، والضغط الداخلي على ترامب خاصة مع وجود “قانون كاتسا” في أمريكا يعاقب من خلاله أي دولة تتعامل مع “خصوم” الولايات المتحدة، أجبر ترامب على فرض عقوبات على أنقرة، وزادت الخلافات بشكل أكبر بعد العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا.

أطراف سياسية في شمال شرق سوريا والأتراك أيضاً، ينتظرون بفارغ الصبر ما ستؤول إليه الأمور في لقاء بايدن بأردوغان، حيث سبق وأن أكد أردوغان بأنه سيناقش ملف طرد تركيا من برنامج المقاتلات الحربية الأمريكية الحديثة إف-35، والتزام واشنطن باتفاق وقف إطلاق النار المبرم في شمال سوريا في تشرين الأول/أكتوبر 2019، ووقف الدعم العسكري عن قوات سوريا الديمقراطية.

وجاء حديث البيت الأبيض، مساء الخميس، بأن الرئيس بايدن يعتزم لقاء أردوغان في جولته الأوروبية لحضور قمتي روما و غلاسكو، ليؤكد أن اللقاء سيعقد.

بينما لم يؤكد مستشار بايدن للأمن القومي جاك سوليفان ذلك، واكتفى بالقول أنه “يتوقع أن يلتقي بايدن رئيس تركيا في غلاسكو”، مضيفا “ليس لدي تأكيد ولكن هذا ما نتوقعه حاليا”.

هذا ما سيطلبه أردوغان من بايدن .. فهل يقبل ؟

الرغبات التركية من الولايات المتحدة بحسب محللين سياسيين من الصعب أن تنفذ، حيث أن تركيا ترغب بالعودة لبرنامج تصنيع طائرات إف-35 مجدداً، وهذا من الصعب جداً حدوثه لطالما أن أنقرة تحوي على أراضيها منظومات دفاعية جوية روسية قد تكشف الأسرار العسكرية للولايات المتحدة والناتو.

إضافة إلى ذلك تركيا ترغب بإيقاف الولايات المتحدة الدعم عن قوات سوريا الديمقراطية، وهذا أيضاً صعب كون قسد و الولايات المتحدة شريكان في التحالف الدولي ضد داعش، والعمليات العسكرية ضد التنظيم الإرهابي في سوريا لم تنتهي.

كما مددت واشنطن قبل أيام “حالة الطوارئ الوطنية” في الولايات المتحدة بشأن العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، وأكدت أنها لن تغادر شمال شرق البلاد حتى القضاء على داعش و إرساء استقرار مستدام في تلك المناطق لمنع عودة الإرهاب إليها، وبالتالي فإن أنقرة لا يبدو أنها ستنجح بإقناع بايدن بالعدول عن دعم قسد.

كما تأمل تركيا بالحصول على ضوء أخضر أمريكي لشن عمليات عسكرية جديدة في شمال سوريا، وهذا أيضاً يبدو أنه لن يتحقق، بحسب المحليين السياسيين، كون سوريا تشهد عودة لنشاط داعش وأي عملية عسكرية تركية جديدة قد يزيد من نشاط وقوة التنظيم كما حصل في 2019، وتفاقم الأزمة الانسانية هناك.

الرئاسة التركية تتحدث عن الملفات التي ستناقش مع بايدن

المتحدث باسم الرئاسة التركية استبق لقاء أردوغان ببايدن، بالحديث عن أولويات ثلاثة لأردوغان سيناقشها مع بايدن، وهي المذكورة في الأعلى، إضافة إلى تسليم الداعية التركي المعارض “فتح الله غولن” لأنقرة.

الأولويات التي أعلن عنها ابراهيم كالن، كما سبق وأن أوضحت أوساط سياسية، لن تحقق، إضافة إلى مسألة تسليم غولن، كون هذه المسألة “سياسية وليست قانونية” بحسب وجهة نظر واشنطن، والقوانين الأمريكية والدولية تمنع تسليم شخصيات معارضة طلبت اللجوء السياسي لأي للدولة التي ينتمون إليها لطالما أن الهدف سياسي.

هل سنشهد “قطيعة” أمريكية تركية ؟

كما لم تعد الولايات المتحدة ترى في تركيا حليفاً موثوقاً به خاصة مع التقارب الكبير مع روسيا والصين، خصوم واشنطن، وتعتبر واشطن أن تركيا جهة تعكر عليها خططها الاستراتيجية و أهدافها في منطقة الشرق الأوسط. خاصة وأن تركيا سبق وأن هددت بأنها ستشتري دفعة جديدة من منظومات دفاعية روسية وطائرات حربية أيضاً في حال عدم حصولها على معدات عسكرية من الولايات المتحدة، وهذا كان بمثابة استفزاز لواشنطن واعتبرته استغلالاً.

وتؤكد أوساط سياسية أن التعاون الاستراتيجي بين واشنطن و أنقرة في خطر، وأن اللقاء القادم سيضع النقاط على الحروف في الكثير من الملفات الخلافية، فإما عودة العلاقات بين الطرفين، وإما قطعها لطالما من يدير البيت الأبيض هو جو بايدن.

إعداد: ربى نجار