أعلن الرئيس السوري بشار الأسد بأنه الرجل الوحيد الذي يمكنه إعادة إعمار سوريا، وذلك بعد أن ادى يوم السبت اليمين الدستورية.
وبدا أن ضيفه الأجنبي الأول، وزير خارجية الصين، وانغ يي، يعزز مزاعمه(بشار الأسد)، ويؤيد فوز الرئيس في انتخابات ايار التي وصفتها بريطانيا وأوروبا بأنها “غير حرة وغير نزيهة”.
يقول محللون ودبلوماسيون إنه حتى في ظل الهدوء النسبي، فإن سوريا ستقدم عوائد ضعيفة لسنوات قادمة للصين.
مع انتهاء الحرب في معظم أنحاء البلاد، أصبح اقتصادها الخاضع للعقوبات الشديدة في حالة دمار أكبر حتى من بلداتها ومدنها، كما اندثرت مكانتها العالمية بسبب عقد من الصراع القاسي، ويتوقف الأمل في تحقيق انفراج سياسي على الإطاحة بالنظام.
وكانت إعادة الإعمار أساسية في خطط حليفتي سوريا، روسيا وإيران. الآن الصين، التي حافظت على سياسة أقل انخراطًا، تتحين الفرصة. لقد كانت انتصارات الصين في الشرق الأوسط ثابتة وحذرة، وامتدت إلى الاستحواذ على حصص في حقول النفط العراقية وفي البنية التحتية الحيوية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
بينما تغادر الولايات المتحدة أفغانستان، وتستعد لمغادرة العراق – بعد أن تخلى دونالد ترامب فجأة عن شمال شرق سوريا قبل 18 شهرًا – بدت بقية البلاد وكأنها انتصار سريع للدبلوماسيين الصينيين. قال دبلوماسي بريطاني سابق لديه خبرة في بكين والشرق الأوسط: “إنهم يعرفون كيف يملؤون الفراغ. خاصة إذا كان ذلك ينطوي على الاستفادة من أخطاء الولايات المتحدة”.
لكن سوريا لا تزال ممزقة وبعيدة كل البعد عن التسوية. تحتفظ روسيا بحصة كبيرة في الشمال الشرقي، وتركيا لها نفوذ في جميع أنحاء الشمال الغربي، الذي يقع خارج سيطرة دمشق، حيث لا يملك النظام سوى القليل من السيطرة على موارده.
قال دبلوماسي شرق أوسطي: ” على الصين أن تتمعن حولها بشكل جيد.هم يفكرون بمبادرة الحزام والطريق. لكن هذا مجرد وهم. سوريا استثمار ضعيف بالنسبة لهم”.
ويوم السبت، صادق الأسد على مشروع الحزام والطريق الصيني. وفي المقابل، حث وانغ على إلغاء العقوبات المفروضة على دمشق.
قالت إليزابيث تسوركوف، الباحثة في معهد نيولاينز: “أخذ الروس والإيرانيون الفوسفات، والروس استولوا على الميناء. قلة من السوريين يستطيعون شراء اللحوم، لذا فهم بالتأكيد غير قادرين على إعادة بناء منازلهم، وإعادة إعمار البنية التحتية ليست مربحة على الإطلاق”.
وقال مبعوث أوروبي الى سوريا إن “إعادة الإعمار من المرجح أن تظل غير واقعية على الرغم من حماس الصين”.
قال أسامة قاضي، واقتصادي سوري منفي، إن الاقتصاد السوري في وضع أسوأ من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الأولى.
ويواجه السوريون اليوم مجاعة حقيقية، حيث وصلت نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر في مناطق النظام السوري الواقعة تحت النفوذ الروسي إلى أكثر من 90٪، ويتراوح متوسط الراتب الشهري السوري بين 15 دولارًا و 40 دولارًا. حتى راتب الوزير لا يتجاوز 40 دولارا في الشهر، بحسب اسامة.
المصدر: صحيفة الغارديان البريطانية
ترجمة: أوغاريت بوست