أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – قالت صحيفة الغارديان البريطانية، انه سيذكر المؤرخون العملية العسكرية التركية، التي انطلقت قبل أيام في شمال سوريا، كونها المرة الثانية التي أعاد فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحياة لتنظيم داعش الإرهابي.
وقالت الصحيفة، “كانت الأولى عندما فتحت تركيا حدودها للمقاتلين الأجانب للدخول إلى سوريا، الأمر الذي مكّن داعش من تكوين معقل بحجم بريطانيا، في عام 2014.”
وأضافت، “إن العملية العسكرية في سوريا ستربك الموقف في سوريا إلى ما لا رجعة، فالعملية سوف تزيل الضغط عن القوى المتطرفة، وتزعزع التوازن والهدوء النسبي الذي كان قائما في البلاد في العامين الماضيين”.
وتأتي هذه الخطوة في وقت حرج في الحرب ضد داعش، بعد 7 أشهر فقط من انهيار التنظيم الإرهابي، بينما لا يزال الاستقرار في مراحله الأولى.
وقالت الصحيفة إن الدخول التركي خلط أوراق “المقاتلين الأكراد”، الذين صبوا جل تركيزهم في الأشهر الماضية على دحر عناصر داعش من الأراضي السورية.
وشبهت الغارديان السيناريو بما حدث بالعراق قبل عدة أعوام، عندما استرجعت “الميليشات المدعومة من إيران”، مدينة كركوك من الأكراد، مما أتاح لداعش فرصة الاستحواذ عليها تدريجياً، بعد غياب “المقاتلين الأكراد” (البيشمركه)، مما ساعد التنظيم على “التعافي” في العراق.
ومن المتوقع أن يتكرر هذا السيناريو “المشؤوم” في شمال سوريا، فالفوضى التي سينتج عنها الهجوم التركي ستكون كفيلة بفتح المساحات و”الثغرات” التي يمكن لعناصر داعش استغلالها في المنطقة.
كما يبدو من الواضح أن أنقرة لا تمتلك خطة للنهاية، فهدفها الرئيسي هو تدمير المنطقة الكردية التي سببت للأتراك إزعاجا على مر عقود، من دون الاكتراث للعواقب التي ستحل بالمنطقة.
والعواقب بدأت تتضح يوما بعد يوم، أولها فرار 800 شخص من عائلات داعش، من جراء القصف التركي لمخيم عين عيسى.
ويتوقع أن يتفاقم الموقف بتكثيف تركيا لقصفها في محيط السجون والمخيمات التي توجد فيها عائلات التنظيم الإرهابي، فيما يراه مراقبون سعياً من “أنقرة لتسهيل حركة داعش وخروجه”. بحسب ما نقلت ذي غارديان