أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد مرور شهر على دخول الأزمة والصراع المستمر على السلطة في سوريا عاماً جديداً، باتت المحاور الشمالية من البلاد وخاصة في منطقة “خفض التصعيد” تشهد تصاعداً ملحوظاً بعمليات الاستهداف من قبل قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة بمختلف مسمياتها، مع تزايد ملحوظ في “حرب المسيرات” بين الطرفين.
مع غياب الحلول السياسية.. “العنف يتزايد في سوريا”
وفي ظل ما تعيشه سوريا من تصاعد في العنف مع دخول الأزمة والصراع القائم على السلطة العام الـ13، وغياب أية بوادر للحلول السياسية، تشهد معظم البلاد عمليات استهداف بين أطراف الصراع في الشمال، وتزايداً في حالة الفلتان الأمني والفوضى في الداخل والجنوب، مع نشاط كبير للإرهاب المتمثل بتنظيم داعش وهجماته الدموية التي يشنها على قوات عسكرية ومدنيين.
وخلال الأيام الماضية، شهدت منطقة “خفض التصعيد” تزايداً كبيراً في عمليات الاستهداف عبر المدافع والصواريخ والطائرات المسيرة بين أطراف الصراع، آخرها تلك التي شنتها قوات الحكومة السورية عبر 14 طائرة مسيرة انتحارية على مواقع لفصائل المعارضة و “هيئة تحرير الشام” أسفرت عن سقوط قتلى وإصابات.
“14 مسيرة انتحارية تهاجم خفض التصعيد”
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 14 طائرة مسيرة انتحارية لقوات الحكومة السورية نفذت هجوماً على محاور شرقي الآتارب وكفرعمه بريف حلب الغربي، ومحاور خربة الناقوس وقريتي القاهرة والزيارة في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، ما أدى لإصابات في صفوف الفصائل، جرى نقلهم للمشافي لتلقي العلاج.
ووفق المرصد السوري، فإن “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” أسقطت طائرة مسيرة لقوات الحكومة السورية باتجاه محور الفوج 46 بريف حلب الغربي، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي لقوات الحكومة السورية طال بلدتي دارة غزة وتديل غرب حلب.
كذلك هاجمت الطائرات المسيرة الانتحارية لقوات الحكومة، موقعين في المشيك وآخر بالسرمانية وموقع واحد بقرية العصعوص جميعها بسهل الغاب، إضافة إلى موقعين بجبل التركمان في ريف اللاذقية، وموقعين بكفرعمة وآخرين بكفر نوران بريف حلب، وموقع بمحيط معارة النعسان بريف ادلب ، دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
قتلى لفصائل المعارضة بعمليات استهداف بريفي إدلب وحلب
فيما قتل عنصر من “تحرير الشام” وأصيب 3 آخرون، جراء استهداف لقوات الحكومة لسيارة مدنية بصاروخ مضاد دروع على محور قرية تقاد بريف حلب الغربي.
أما على محور معارة النعسان، قتل عنصر “لجيش الأحرار” نتيجة قصف لقوات الحكومة لمواقع عسكرية بريف إدلب، وأصيب عناصر من “تحرير الشام” على محور كفر عمة بريف حلب نتيجة الاستهدافات المتبادلة على محاور القتال.
وشنت “تحرير الشام” بورها قصفاً بالمدفعية الثقيلة والصواريخ طال مواقع عسكرية لقوات الحكومة السورية على محور بسرطون بريف حلب الغربي.
المناطق السكنية تحت النار.. وخسائر بشرية كبيرة جراء العنف
وكان طفلان أصيبا نتيجة قصف مدفعي وصاروخي لقوات الحكومة السورية استهدف الأحياء السكنية وسط مدينة سرمين شرق مدينة إدلب، كما سقطت قذائف على بلدة آفس قرب سرمين.
ووفق إحصائية نشرها المرصد السوري، فإن تعداد القتلى نتيجة عمليات الاستهداف البرية ضمن منطقة “خفض التصعيد” منذ بداية عام 2024، يرتفع إلى 183 شخصاً، وذلك خلال 156 عملية تنوعت ما بين هجمات وعمليات قنص واشتباكات واستهدافات ومسيرات انتحارية، كما أصيب بالعمليات آنفة الذكر أكثر من 67 من العسكريين 73 من المدنيين بينهم 8 أطفال بجراح متفاوتة.
ومن بين حصيلة الضحايا، 18 من المدنيين بينهم 7 أطفال و سيدتان، فيما الخسائر البشرية من القوات العسكرية وفصائل المعارضة فتوزعت بـ “110 من قوات الحكومة السورية بينهم 8 ضباط” – “47 من عناصر هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” – “5 من عناصر أنصار الإسلام” – ” واحد من جيش النصر” – “واحد من جيش الأحرار” – “وعنصر جهادي أجنبي”.
“خلال آذار المنصرم.. 206 قتلى بينهم 84 من المدنيين في سوريا”
وفي تقرير آخر نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن شهر آذار/مارس الماضي، كان من بين الشهور التي شهدت تصاعداً في حدة عمليات الاستهداف في الشمال والخسائر البشرية جراء استمرار الحرب في البلاد، حيث أحصى المرصد مقتل 206 أشخاص، بينهم 86 مدني في مختلف المناطق السورية.
“حرب المسيرات تتصاعد”.. و”خفض التصعيد” بعيدة عن الهدوء
وتعتبر جولة العنف هذه التي حصلت خلال الساعات الـ24 الماضية، هي الأعنف منذ أشهر في منطقة “خفض التصعيد”، مع تزايد ملحوظ بلجوء أطراف الصراع إلى الطائرات المسيرة والإنقضاضية (دون طيار) في الحرب المستمرة منذ أكثر من 13 عاماً، وذلك بعد آخر جولة من محادثات آستانا في جولتها الـ21 وبيانها الختامي “بأن الأطراف بحثت الأوضاع في إدلب وخفض التصعيد وضرورة الحفاظ على الهدوء هناك”.
إضافة لتصريحات خرجت على لسان مسؤولين في وفد المعارضة التي تشارك في هذه الاجتماعات بأن الفترة القادمة ستشهد إدلب ومنطقة “خفض التصعيد” هدوءً واستقراراً وذلك نتيجة ما وصفوه حينها “بالأجواء الإيجابية وبعض التطورات التي حصلت في المباحثات في الجولة الـ21 من آستانا”.
إعداد: علي إبراهيم