دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

العنف يتصاعد في الشمال السوري بالتزامن مع عودة الحديث عن تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد منطقة “خفض التصعيد” خلال الفترة الماضية والتي أعقبت عودة الحديث عن تطبيع العلاقات بين الحكومة السورية وتركيا، حيث يعتبر شهر تموز/يوليو الجاري من أكثر الأشهر التي شهدت المنطقة عمليات قصف بالمدافع والصواريخ والمسيرات الانتحارية والطائرات الحربية، وأسفرت لمقتل وإصابة العشرات من المدنيين وقوات الحكومة وفصائل المعارضة.

وكان واضحاً جداً للمتابعين للشأن السوري، تصاعد العنف بشكل كبير في منطقة “خفض التصعيد” خلال الفترة التي عاد الحديث عن إعادة تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، وهو ما جعل الكثيرين يربطون عودة العنف هذه مع هذه المحادثات التي لاتزال تراوح مكانها في ظل تمسك طرفيها بشروطهم.

“بالمدافع والصوايخ والمسيرات”.. قصف متبادل في “خفض التصعيد”

وخلال الساعات الـ24 الماضية، تبادلت قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة عمليات القصف على محاور في ريف إدلب.

ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن فصائل “غرفة عمليات الفتح المبين” قصفت بالمدفعية الثقيلة مواقع لقوات الحكومة على محور بلدة خان السنبل في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، ما أدى لتدمير موقعين ومدفع هاون.

بدورها استهدفت قوات الحكومة السورية بطائرة مسيرة انتحارية محيط قريتي شنان وبينين في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، إضافة لقصف مدفعي على بلدات الناقوس في سهل الغاب شمال غرب حماة، وقرية كفرتعال بريف حلب الغربي.

مع قصف بالراجمات على محيط بلدة النيرب في ريف إدلب الشرقي، وجاء القصف في ظل تحليق للطيران الاستطلاعي الروسي في أجواء المنطقة، ولا معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات.

مسيرات انتحارية تستهدف نقاط عسكرية تركية

سبق ذلك قصف بطائرات مسيرة طالت نقاط عسكرية تركية، وفي التفاصيل التي نشرها المرصد السوري فإن “قوات الحكومة استهدفت بخمس طائرات مسيّرة انتحارية النقطة العسكرية التركية في قرية الصالحية ونقطة أخرى في بلدة سرمين بريف إدلب”.

وأضاف، أن “5 مسيرات أخرى هاجمت محيط بلدة سرمين مما أدى لوقوع أضرار في سيارات مدنية وآليات زراعية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، كما أسقطت القوات التركية إحدى المسيّرات بعد استهدافها بالرشاشات”.

وقصفت القوات الحكومية بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، بلدة سرمين وحرش قرية بينين إلى جانب محيط قرى مجارز ومعارة عليا وآفس بريف إدلب الشرقي.

“حرب المسيرات وغارات جوية روسية” خلال تموز

وكان المرصد السوري بين في حصيلة له تعرض منطقة “خفض التصعيد” خلال شهر تموز/يوليو الجاري إلى 12 عملية قصف بري وجوي عبر الطائرات المسيرة الانتحارية، أسفرت عن مقتل 7 من قوات الحكومة وإصابة 22 آخرين.

كما نفذ الطيران الحربي الروسي، في تموز 30 غارة جوية تركزت غالبيتها على مواقع قرب طريق m4، كانت كلها في أرياف إدلب الجنوبية والشرقية والغربية.

بوتين يلتقي الأسد في موسكو.. “الأوضاع تتجه للتصعيد”

وتأتي موجة العنف التي حصلت خلال الساعات الـ24 الماضية، بعد يوم واحد من لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره السوري بشار الأسد في العاصمة الروسية موسكو، في زيارة لم يعلن عنها كما المرات السابقة.

وقال بوتين خلال لقاءه بالأسد، إن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط تتجه نحو التصعيد بما في ذلك سوريا بشكل خاص.

وربط الكثير من المحللين والمتابعين زيارة الأسد، بالأوضاع في سوريا وعودة تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، والحرب في غزة وتداعياتها على سوريا، وإمكانية دخول إسرائيل في حرب جديدة مع “حزب الله” اللبناني وعدم سماح دمشق باستخدام الأراضي السورية لمهاجمة إسرائيل، أو الانخراط في أي مواجهة محتملة.

ماذا عن لقاء الأسد بأردوغان ؟

موقع قناة “روسيا اليوم” نقلت عن “مصادر” لم تسمها بأن الطرفان لم يبحثا موضوع اللقاء المحتمل بين الأسد ورجب طيب أردوغان، ولم يطلب الرئيس بوتين من الأسد اللقاء بأردوغان، فالرئيس الروسي على اطلاع تام مسبق عبر مبعوثه الخاص الكسندر لافرنتييف على موقف الأسد حيال العلاقة مع تركيا والتي يجب أن تنطلق من أسس ومرجعيات حول الانسحاب التركي من الأراضي السورية وكذلك حول مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية في الشمال السوري.

وبعد دعوة رسمية تقدم بها الرئيس التركي للأسد للقاء في تركيا أو بلد ثالث، وإعلانه بتكليف وزير خارجيته هاكان فيدان بالترتيب للقاء، قطع الأسد الشك باليقين حيال أي لقاء، حيث ربط اللقاء وتطبيع العلاقات بنقاط يجب الاتفاق عليها وعلى رأسها “الانسحاب العسكري التركي من الأراضي السورية” و”محاربة الإرهاب” و”عودة الأمور على ما كانت عليه في المناطق الشمالية السورية” التي تسيطر عليها تركيا وفصائل المعارضة إلى ما كانت عليه قبل 2011.

المصادر تحدثت عن “توجهات متطورة للعلاقات الاقتصادية بين سوريا وروسيا يرغب بها الرئيس بوتين، ولعله يريدها أن ترقى إلى مستوى العلاقات السياسية والعسكرية”.

يشار إلى أن هذه التطورات السياسية والعسكرية في منطقة “خفض التصعيد”، تتزامن مع ما تشهده المناطق الشمالية الشرقية السورية ضمن نفوذ “الإدارة الذاتية” وقوات سوريا الديمقراطية من تصاعد بحدة القصف من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها، مع محاولات تسلل تقوم بها الفصائل على محاور قرى منبج وتل تمر بريف محافظتي حلب والحسكة.

إعداد: علي إبراهيم