دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

العملية التركية المحتملة في شرق الفرات ما بين الاستراتيجية والأهداف

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ما تزال تركيا تطلق تهديدات ضد مناطق شمال وشرق سوريا، بعد تعثر المحادثات بينها وبين الولايات المتحدة حول تشكيل منطقة آمنة في سوريا، ويرى مراقبون بأن لتركيا عدة أهداف من هذه التهديدات، والعملية العسكرية المزمعة شنها ضد قوات سوريا الديمقراطية، حلفاء واشنطن والتحالف الدولي ضد داعش.

وقالت وزارة الدفاع التركية اليوم الخميس إن الوزير خلوصي أكار اجتمع مع مسؤولين عسكريين لبحث عملية محتملة في شمال سوريا، بعد يوم من تحذير أنقرة من أنها ستتحرك إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن منطقة آمنة مزمعة.

وذكرت تركيا يوم الأربعاء إن صبرها على الولايات المتحدة نفد في المحادثات المتعلقة بإقامة المنطقة، بعدما عقد مسؤولون أتراك وأمريكيون سلسلة اجتماعات لبحث المنطقة الآمنة المزمعة وتطورات إقليمية أخرى.

بانتظار رد أمريكي على مطالب أنقرة

ونقلت الوزارة عن أكار قوله في بيان ”نقلنا آراءنا وطلباتنا إلى الوفد الذي جاءنا. نتوقع منهم تقييمها والرد علينا فورا“.

وأضاف ”أكدنا لهم من جديد أننا لن نتغاضى عن أي تأخير، وأننا سنبادر بالفعل إذا اقتضت الضرورة“.

وتعثرت يوم أمس المحادثات التركية الأمريكية بشأن إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، حيث تريدها أنقرة منطقة عميقة تصل إلى 30 كم وتكون خالية من قوات سوريا الديمقراطية، وتحت سيطرة الجيش التركي وقوات المعارضة المسلحة، بينما ترغب واشنطن وممثلو شمال سوريا في تأسيس منطقة آمنة بعمق 5 كم تحت رعاية قوات التحالف الدولي وقوات محلية حليفة لواشنطن.

المنطقة الآمنة نقطة خلاف

وتشكل المنطقة الآمنة في شمال سوريا، نقطة خلاف بارزة بين الولايات المتحدة وتركيا، وتضاف إليها مسائل أخرى عالقة، كتقارب أنقرة من روسيا وشراء منظومة صواريخ جوية تتعارض مع أسلحة حلف الناتو، وهو ما دفعت واشنطن بإلغاء توريد طائرات F-35 الأمريكية إلى تركيا.

تجنب العقوبات

وفي الوقت الذي تبحث فيه الإدارة الأمريكية فرض عقوبات على تركيا بسبب المنظومة الروسية، تهدد تركيا باجتياح مناطق في شمال سوريا، تقع تحت حماية قوات التحالف الدولي والقوات الأمريكية، وهو ما يراه مراقبون بأنه استدارة من أنقرة لتجنب فرض عقوبات اقتصادية عليها، بحيث تثير مواضيع خلافية أخرى مع واشنطن وقد تصل في النهاية إلى توافق معها بخصوص القضايا العالقة، بين البلدين وتتجنب العقوبات، باعتبار أن الاقتصاد التركي منهار في الاساس ولا يحتمل فرض عقوبات أمريكية.

رد الاعتبار

ويقول محللون بأن للرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدف آخر من وراء إطلاق التهديدات ضد شمال سوريا، يتمثل في رد الاعتبار لحزب العدالة والتنمية الحاكم جراء الصفعة التي تلقاها في انتخابات بلدية اسطنبول في 23 حزيران/يونيو الماضي، ومحاولة العودة إلى الساحة السياسية التركية مجدداً.

الميثاق الملي

بالإضافة إلى هدف استراتيجي تركي آخر، وهو استغلال الفوضى في الشرق الأوسط ومحاولة تطبيق الميثاق الملي، الذي يعتبر أن مناطق شمال سوريا انطلاقاً من محافظة حلب مروراً بمحافظات الرقة والحسكة ودير الزور، وصولاً إلى محافظة الموصل العراقية هي أراضي تركية، وأنه حان الوقت لاستعادتها، وقد صرح مسؤولون أتراك بذلك علانيةً، في عدة مناسبات.

العملية التركية قد تعرقل مساعي محاربة داعش

ويرى متابعون للأوضاع بأن الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي لن تسمح لتركيا بتنفيذ عمل عسكري ضد قوات سوريا الديمقراطية، على الأقل في الفترة الحالية باعتبار أن الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي ما زالت مستمرة، وتساهم قسد في محاربة الخلايا النائمة للتنظيم الارهابي، بالإضافة إلى أن الآلاف من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم محتجزون في شمال سوريا، وسيتسبب أي هجوم تركي محتمل على المنطقة في إثارة الفوضى وقد يستغله تنظيم داعش في إعادة تنظيم صفوفه.

إعداد: بهاء عبدالرحمن