أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع استمرار الأزمة السورية والصراع المسلح على السلطة في البلاد منذ أكثر من 13 عاماً، ترتفع حصيلة الضحايا والقتلى من مختلف الأطراف المتصارعة إضافة إلى المواطنين نتيجة استمرار العنف وعمليات القصف وحالة الفلتان الأمني والفوضى المنتشرة في معظم مناطق البلاد بمختلف الأطراف المتحكمة على الأرض.
عام 2024.. عودة للتصعيد العسكري وتفاقم الفلتان الأمني والفوضى
ويعتبر عام 2024، بأشهره الخمسة الأولى، من أكثر الأعوام عنفاً على الأٌقل منذ عام 2019، حيث عاد التصعيد العسكري إلى محاور الشمال الشرقي والشمال الغربي، إضافة إلى تزايد في معدلات الجرائم والاغتيالات في محافظات الداخل والجنوب، مع الخسائر البشرية الناجمة عن الصراع الإسرائيلي الإيراني، و نشاط تنظيم داعش الإرهابي.
وفي هذا الإطار، نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعتبر من الأطراف التي تقوم بحصد وتوثيق العمليات العسكرية وحالة الفلتان الأمني والخسائر الناجمة عنها، وجاءت في حصيلة المرصد، أن أكثر من 40 شخصاً بينهم مدنيين قتلوا منذ بداية شهر حزيران/يونيو الجاري.
“42 قتيل منذ بداية حزيران بمختلف المناطق السورية”
وفي تفاصيل الحصيلة التي نشرها المرصد، فإن 42 شخصاً قتلوا بينهم 16 مدني، منهم سيدتين اثنين و3 أطفال بمناطق سورية مختلفة منذ بداية شهر حزيران الجاري، وتركزت الخسائر البشرية في المناطق السورية كالتالي :
-5 قتلى ضمن منطقة “خفض التصعيد”، هم: 3 مدنيين بينهم طفل بقصف لقوات الحكومة السورية وعنصرين من الأخيرة.
-18 بقصف إسرائيلي، وهم: مدني ، و 17 من عناصر المسلحين الموالين لإيران من الجنسية السورية وغير السورية.
-4 بينهم سيدة بجرائم قتل ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية.
-2 بجريمتي قتل أحدهما طفل، ضمن مناطق “قسد”.
-2 تحت وطأة التعذيب بسجون الحكومة السورية.
-2 بحادثي انفلات أمني بدرعا
-مقتل طفل بحادثة فلتان أمني ضمن مناطق “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”.
-مقتل سيدة ضمن مناطق “درع الفرات”.
-مقتل مهربان متعاونان مع حزب الله اللبناني.
-مقتل عنصر بـ “قسد” باستهداف مسيرة تركية.
-1 انتحاري من تنظيم داعش الإرهابي ضمن مناطق قسد
-3 عناصر هم: 2 من أحرار الشرقية والثالث من فرقة الحمزة بالانفلات الأمني ضمن مناطق ” غصن الزيتون”.
مناطق الإدارة الذاتية.. 52 قتيل منذ بداية 2024
مناطق الإدارة الذاتية بدورها شهدت اضطرابات أمنية خلال شهر أيار/مايو الماضي، ويوضح المرصد السوري الحصيلة بمقتل 52 شخصاً خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024، بطرق وأساليب مختلفة توزعوا على الشكل التالي:
33 مدنياً بينهم 6 أطفال و 5 سيدات، من بينهم 16 بينهم طفل و4 سيدات بجرائم قتل، و 5 باقتتالات عائلية وعشائرية، و اثنين على يد تنظيم داعش الإرهابي، وشخص واحد من مخلفات الحرب والعمليات العسكرية، 4 أشخاص بينهم طفل على يد قوات سوريا الديمقراطية، 3 أشخاص بينهم طفلتين برصاص عشوائي، سيدة بقصف بري تركي، وشخص واحد برصاص الجندرما التركية.
عودة للتصعيد التركي عبر عمليات قصف برية وجوية
أما من العسكريين، فقد بلغت حصيلة الخسائر البشرية 16 عنصراً، منهم 7 على يد تنظيم داعش الإرهابي، 4 عناصر جراء عمليات استهداف جوية من قبل مسيرات تركية، وعنصر واحد على يد قوات الحكومة السورية، وعنصرين اثنين على يد الفصائل، و اثنين على يد مسلحين موالين لدمشق، ومقتل عنصرين اثنين لتنظيم داعش الإرهابي على يد التحالف وقسد، وعنصر لقوات الحكومة على يد الفصائل.
وتشهد مناطق الإدارة الذاتية عودة لعمليات القصف البرية والجوية عبر الطائرات المسيرة التركية، وتتركز عمليات القصف هذه على أرياف الحسكة والرقة وحلب، وهو ما يتسبب أيضاً بخسائر مادية وحرائق بالمحاصيل الزراعية التهمت عشرات الهكتارات من الأراضي المزروعة بمحصولي القمح والشعير.
تنظيم داعش.. 63 قتيلاً منذ بداية 2024
أما بالنسبة لخسائر تنظيم داعش الإرهابي، وثق المرصد السوري منذ بداية العام الجاري وحتى يوم الثلاثاء الـ5 من حزيران/يونيو الجاري، مقتل 63 عنصراً من خلايا تنظيم “داعش” بينهم “أمير” من جنسية عراقية، في مناطق سورية مختلفة.
وتوزع القتلى في عمليات بمناطق قوات الحكومة ومناطق قوات سوريا الديمقراطية و(هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة).
ووفق الحصيلة، توزع القتلى على 13 عنصراً في درعا بحوادث فلتان أمني، 15 بعمليات ضد “قسد” وعمليات مشتركة بين الأخيرة والتحالف الدولي وعنصر عراقي الجنسية انتحر ضمن مناطق شمال غربي سوريا وعنصر واحد قتل على يد قوات الحكومة في السويداء، و27 عنصراً من التنظيم قتلوا في البادية السورية.
أكثر من 300 قتيل للقوات العسكرية والمدنيين على يد داعش
وخلال عام 2024، زاد تنظيم داعش الإرهابي بشكل ملحوظ من نشاطه في المناطق السورية وخاصة، البادية، حيث وصل عدد الخسائر البشرية سواءً من العسكريين من قوات الحكومة السورية والمسلحين الموالين لها والقوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها بمختلف جنسياتهم إلى أكثرمن 300 قتيل، إضافة إلى 37 مدنياً فقدوا حياتهم جراء عمليات التنظيم الإرهابي بينهم سيدة.
وتأتي حصيلة الخسائر البشرية هذه في ظل غياب أية بوادر للحلول السياسية وجمودها، مع تراجع كبير بالاهتمام الإقليمي والدولي والأممي بالملف السوري في ظل كثرة النزاعات المسلحة والحروب في المنطقة، كالحرب في غزة، وقبلها الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إضافة لنزاعات أخرى في دول أفريقية.
إعداد: علي إبراهيم