أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تزداد هجرة اللاجئين السوريين من دول الشتات وخاصة دول الجوار السوري، بسبب سياسات هذه الدول اتجاه اللاجئين، من حيث العنصرية والكراهية والمعاملة وإمكانية الترحيل القسري الذي من الممكن أيضاً أن يحمل معه مخاطر كبيرة على حياة اللاجئ، فلا يجد أمامه سوى القيام برحلة لجوء جديدة إلى أوروبا، والتي تشكل هي أيضاً خطراً على حياته.
دول الجوار السوري يريدون إعادة اللاجئين لأن بلدهم “آمنة” !
تركيا ولبنان والأردن والعراق، هي دول الجوار السوري التي تستضيف ملايين اللاجئين السوريين، هؤلاء الملايين يعيشون في كابوس ورعب دائم بسبب مساعي الحكومات التي تستضيفهم ومباحثاتهم مع السلطة في دمشق لإعادتهم، كونهم يرون في مناطق سيطرة الحكومة إنها باتت آمنة، أو أن تواجد السوري على أراضيهم بات يشكل عبئاً، خاصة من الناحية الاقتصادية، خاصة مع تخفيض مؤسسات الأمم المتحدة المعنية بحقوق اللاجئين لدعمها لهذه الدول.
ولا شك في أن أوضاع البلاد لا تخفى على أحد، من حيث الأزمة الاقتصادية المعاشة وانهيار الليرة، إضافة إلى تصاعد العنف في الشمال الغربي (خفض التصعيد)، والهجمات التركية المستمرة على مناطق الشمال الشرقي، ناهيك عن ما جرى في ريف دير الزور، واستمرار بعض الأصوات الداعية للحرب والفوضى، مع عودة نشاط الإرهاب، كل هذه الأسباب إلى جانب ما يمكن أن تشكله عودة اللاجئ السوري لوطنه من خطر على حياته على الصعيد الأمني، وبالتالي وجوب منع هذه الدول المستضيفة من إعادة السوريين لوطنهم في هذه الظروف.
أصوات عراقية بدأت تنادي بترحيل السوريين
ومع ما يتم الحديث عنه بعمليات ترحيل يومية بالمئات من تركيا، كشفت تقارير إعلامية بأن العراق بدأ يتحدث عن إمكانية إغلاق كل مخيمات اللاجئين السوريين على أراضيه، كونهم دخلوا البلاد بطريقة غير مشروعة.
وفي هذا السياق، كشف المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، السبت، عن عدد اللاجئين السوريين في العراق، وقال رئيس المركز فاضل الغراوي، إن أكثر من 260 ألف لاجئ سوري متواجد في العراق، وأن جميعهم دخلوا من المناطق الحدودية في دهوك والموصل والانبار وبشكل غير رسمي.
وأشار المسؤول في المركز الاستراتيجي العراقي إلى أن القسم الأكبر منهم موزع في مخيمات النازحين، أما فيما يخص من هم خارج المخيمات فأطلق الغزاوي عليهم صفة “المستوطنين” في العديد من المحافظات.
وبين أن العراق ورغم عدم انضمامه الى اتفاقية اللاجئين لعام 1951، إلا إنه تعامل مع هذا الملف من ناحية إنسانية واستمر بتقديم المساعدات والبرامج الإغاثية لهم طيلة 9 سنوات.
“الأوضاع في سوريا مستقرة” ويجب إعادة اللاجئين “طوعياً”
ويرى الغزاوي، أن الأوضاع في سوريا استقرت، وأن الوقت حان لإعادة اللاجئين السوريين في العراق لوطنهم وذلك بشكل طوعي وإنهاء ما وصفها “بمعاناتهم في المخيمات” التي يسكنونها.
وبحسب احصائيات رسمية، فإن القسم الأكبر من اللاجئين السوريين في العراق، هم في إقليم كردستان، وذلك وفقما أفادت إحصائية رسمية لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ويعتبر العراق في المرتبة الـ4 بعد تركيا ولبنان والأردن من حيث أعداد اللاجئين السوريين، الذين فروا من البلاد بعد عام 2011، وتحول الأزمة إلى صراع مسلح على السلطة.
كما لاتزال سوريا تستقبل عشرات الآلاف من المواطنين العراقيين، ممن فرو عند الغزو الأمريكي وبعد ظهور تنظيم داعش الإرهابي، معظمهم متواجدون في مناطق سيطرة دمشق والإدارة الذاتية.
وسط تعتيم إعلامي.. تركيا ترحل مئات السوريين يومياً
بالتزامن مع الدعوات العراقية، تستمر السلطات التركية بعمليات الترحيل القسرية بحق اللاجئين السوريين وبشكل سري ودون أي تسليط إعلامي.
وفي جديد عمليات الترحيل القسرية هذه، كشفت تقارير إعلامية عن ترحيل السلطات التركية لأكثر من 575 لاجئ سوري جديد من الأراضي التركية إلى سوريا، بينهم نساء وأطفال عبر معبري تل أبيض وباب الهوى شمالي سوريا، حيث تم تسليمهم إلى الفصائل المعارضة في “الجيش الوطني” و “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” وهما الجهات اللتان تسيطران على هذه المعابر.
وبحسب ما ذكرت التقارير فأن 190 لاجئاً تم تسليمهم من الجانب التركي إلى معبر تل أبيض شمال الرقة، ونقلتهم إلى مراكز إيواء للتحقيق معهم.
فيما سلمت “تحرير الشام” عبر معبر باب الهوى ما يقارب الـ 385 لاجئاً بينهم نساء وأطفال، وأضافت التقارير أن عملية الترحيل جرت بعد سحب كافة الثبوتيات الشخصية للمرحلين من قبل السلطات التركية، وقامت بأخذ بصماتهم اليدوية والعينية لضمان عدم رجوعهم إلى أراضيها.
وتجري عمليات الترحيل هذه بشكل يومي وبالمئات وسط تعتيم إعلامي كبير، فيما بلغت أعلى حصيلة إعادة يومية، الأربعاء الماضي، بواقع 760 لاجئ سوري، تم تسليمهم إلى الفصائل و “تحرير الشام”، وبذلك فإن عدد المرحلين قسراً من السوريين يصل إلى 5575 لاجئاً، منذ بداية أيلول/سبتمبر الحالي.
لبنان.. مداهمات للجيش لخيم السوريين
وفي لبنان، أصدر الجيش اللبناني، بياناً قال فيه أنهم اعتقلوا 43 سورياً أشار إلى أنهم دخلوا البلاد خلسة وهم يتجولون بلا ثبوتيات، حيث جاءت عملية الاعتقال خلال مداهمة أمنية لمخيمات السوريين في منطقة البقاع، وقالت السلطات إنها باشرت “التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص”.
وكانت تقارير دولية وأممية أكدت تعامل الجيش اللبناني غير القانوني مع اللاجئين السوريين وترحيلهم عبر الحدود بشكل قسري وهو ما يعرض حياة اللاجئ للخطر.
وفد رسمي لبناني إلى دمشق لبحث ملف إعادة اللاجئين السوريين
اللافت في هذه الحملة والتضييق المستمر على السوريين في الآونة الأخيرة من قبل السلطات اللبنانية، أنها تتزامن مع قرب زيارة وفد رسمي لبناني إلى دمشق بهدف بحث الوضع على الحدود وما يصفونها “الهجرة غير الشرعية”، وسيكون على رأس الوفد، القائم بأعمال وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، ويضم ممثلين عن قيادة الجيش والقوات الأمنية.
ومن المقرر أن يتم بحث ووضع خطة عمل مشتركة لمنع الدخول غير القانوني للاجئين إلى الأراضي اللبنانية، والتي أثارت قلقاً لدى الجانب اللبناني مع تدفق الآلاف في الأونة الأخيرة.
وبحسب السلطات اللبنانية الأمنية فقد تم خلال شهر آب/ أغسطس الفائت وحده اعتقال 8 آلاف شخص على الحدود، وفي المجمل منذ بداية العام تجاوز عدد الوافدين “غير الشرعيين” 20 ألفاً.
إعداد: ربى نجار