أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لا يخفي المجتمع الدولي مخاوفه وقلقه الكبير من أن يتحول “مخيم الهول” شرق محافظة الحسكة الواقعة ضمن مناطق “الإدارة الذاتية” لبيئة خصبة لتربية “جيل متطرف جديد من داعش” و أن يكون منطلقاً جديداً لتلقين الفكر المتطرف للتنظيم، خاصة مع وجود الآلاف من الأطفال الذين تعمل أمهاتهم على تغذية عقولهم بالحقد والكراهية عن كل من هو خارج قسمهم ضمن المخيم.
الغريب في الأمر بحسب محليين سياسيين ومتابعين للشأن السوري، أن المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة وعلى الرغم من تقاريرها و قلقها و تحذيراتها من “خطر مخيم الهول” إلا أنها لا تحرك ساكناً حيال هذه المعضلة وحلها في إطار جهود دولية قبل تفاقمها وتحولها مجدداً لخطر لن يهدد الأمن السوري ودول الجوار فقط بل سيهدد الأمن والسلم الدوليين.
تحذيرات دولية جديدة .. داعش بإمكانه السيطرة على أراضٍ في سوريا والعراق
ونقلت شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية في تقرير سابق، عن محللين ومختصين بشؤون التنظيمات المتطرفة، قلقهم من أن يستغل داعش التصعيد العسكري والتوتر القائم في الشمال السوري، ويقوم بإعادة تنظيم صفوفه بشكل أكبر في البلاد، وأن يكرر التنظيم سيناريو عام 2014، ويعود للسيطرة على الجغرافيا التي فقدها خلال العمليات العسكرية التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي من جهة والقوات الحكومية والروسية من جهة أخرى.
التحذير هذه المرة جاء من مسؤولين عسكريين واستخباراتيين أمريكيين، بأن حظوظ داعش ربما بدأت بالتغيير، مما قد يسمح باستعادة الأراضي في سوريا والعراق. وهو التحذير الأول من نوعه من قبل مسؤولين أمريكيين الذين كانوا يؤكدون في كل مرة بأن داعش ورغم أنه لم ينهزم بعد إلا أنه لم يعد قادراً على السيطرة على أي بعقة جغرافية.
وبحسب موقع “صوت أمريكا”، فإن وكالة الاستخبارات الدفاع الأمريكية أبلغت “المفتش العام بالبنتاغون” بأن التنظيم على استعداد بزيادة نشاطه في سوريا، حيث بدأ التنظيم بالانتعاش منذ أيلول/سبتمبر الماضي، مع تزايد نشاط التنظيم وخلاياه النائمة ضد قوات التحالف و قسد و القوات الحكومية والإيرانية في شمال شرق البلاد والبادية.
تحذيرات رسمية أمريكية من خطر “مخيم الهول”
وحذر المسؤولون الأمريكيون من “المخيمات في شمال شرق سوريا” من أن تتحول لأرض خصبة للتجنيد، في إشارة إلى “مخيم الهول”، ونبه المسؤولون في وزارة الخزانة الأمريكية من أن المخيم لايزال مركزاً أساسياً لتمويل داعش. على الرغم من الحراسة الامنية الشديدة عليه،
ولفت المسؤولون الأمريكيون أن التنظيم يحصل على تبرعات من كافة أنحاء العالم من مناصريه وتصل إلى المخيم.
وسبق أن قالت وزارة الخزانة الأمريكية أن هناك أطراف وشركات منها في تركيا تعمل على إيصال التبرعات من جميع انحاء العالم إلى المحتجزين من عوائل داعش في مخيمات سورية.
سيناريو سجن “بوكا” العراقي قد يتكرر في “مخيم الهول”
وكالة “فرانس بريس” نقلت عن مختصين في مجال التنظيمات الإرهابية، تحذيراتهم بإنشاء “جيل مقبل من الجهاديين” في مخيمات شمال شرق سوريا، وعبروا عن مخاوفهم من أن يتحول “مخيم الهول” إلى “سجن بوكا” العراقي حيث نما داعش هناك وانطلق إلى العالم.
ولا تخفي السلطات في شمال شرق سوريا، عجزها على حماية مخيمات ومراكز احتجاز عناصر داعش وعوائلهم لوحدها، وسط مناشدات مستمرة للمجتمع الدولي بمساندتها للحؤول دون قيام جيل جديد من المتطرفين و استعادة الدول الأجنبية لرعاياها من النساء والأطفال، و العمل على إنشاء محكمة دولية لمقاضاة من تلطخت أيديهم بدماء السوريين، وسط تجاهل غربي تام، وربطهم الأمر بالأمن القومي لها.
إفراغ “مخيم الهول” من السوريين.. هل سيحل المعضلة ؟
وتعمل السلطات المحلية في “الإدارة الذاتية”، وعبر “مبادرة” مجلس سوريا الديمقراطية وشيوخ العشائر العربية في المنطقة، من إفراغ مخيم الهول من العوائل السورية وإعادتهم إلى مناطقهم، وذلك لسهولة حفظ الأمن في المخيم، والحد من تعرضهم لعمليات اغتيال تقوم بها خلايا التنظيم بين الحين والآخر وتستهدف كل من يرفض فكره المتطرف.
وأعلنت إدارة مخيم الهول، يوم الأحد، عن إخراج دفعة جديدة من العوائل السورية من المخيم، بلغ عددهم نحو 200 شخص، وسط الإشارة إلى أن المخيم لايزال يحوي المئات من العوائل السورية التي يجب ترحيلها من المخيم حفاظاً على سلامتها من خلايا التنظيم.
وتشدد أوساط خبيرة في التنظيمات الإرهابية، أن مسألة تفريغ العوائل السورية من المخيم لن تحل المشكلة بشكل جذري، كون هناك عوائل سورية من محافظات باتت تحت سيطرة الحكومة السورية ولن يستطيعوا الرجوع إليها خوفاً من الملاحقة الأمنية.
وبالتالي فإن تلك العوائل ستبقى في المخيم، ناهيك عن وجود المئات من العوائل العراقية الذين يتعرضون للمضايقة وعمليات الاغتيال من قبل التنظيم، وسط دعوات لضرورة تظافر الجهود الدولية لحل هذه المعضلة، للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
إعداد: رشا إسماعيل