دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الصراع بين إسرائيل وحماس يشعل “حرب القواعد العسكرية” في سوريا والعراق

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعزيزات عسكرية واستنفار أمني وتدريبات واستعدادات لكافة أطراف الصراع على الأرض الموجودين في سوريا، تحسباً لكل طرف من أن يبادر الآخر بالهجوم أو التصعيد ضده وخاصة في ريف محافظة دير الزور الشرقي، الذي شهد عمليات قصف على قواعد التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي في كل من حقل العمر النفطي وكونيكو، من قبل مجموعات مسلحة موالية لإيران.

الصراع في غزة يشعل حرب القواعد في سوريا.. ومخاوف من اتساع النزاع

التصعيد والاستنفار العسكري الموجود أصلاً في هذه المناطق، تصاعد في ظل تزايد حدة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس والغارات الجوية غير المسبوقة على قطاع غزة، التي أسفرت عن دمار أحياء بأكملها ونزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين لمناطق جنوب القطاع.

فيما تتزايد المخاوف العربية والإقليمية والدولية بأن يكون التوغل البري الإسرائيلي في القطاع، والذي يبدو أن تل أبيب عازمة عليه، بوابة لدخول أطراف أخرى في الحرب لجانب حماس، كإيران والحكومة السورية وحزب الله والمجموعات المسلحة الموالية لهم، وهو ما يعني اتساع دائرة الحرب وامكانية أن تشمل منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع وجود مصالح أمريكية ولدول التحالف في دول المنطقة التي ستكون عرضة للاستهداف من قبل حلفاء حماس في الحرب.

واشنطن تتهم طهران بضرب قواعدها في سوريا والعراق

وكثيراً ما تحدث محللون سياسيون عن أن قرار دخول دمشق للحرب أو استخدام أراضيها كمنطلق لفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل لا تملكه دمشق نفسها، بل القرار في يد إيران، التي تتهمها إسرائيل بمحاولة فتح جبهات جديدة سواءً في سوريا ولبنان، حيث أن هذه المناطق شهدت عمليات قصف متبادلة بين حزب الله والفصائل الفلسطينية العاملة معه من جهة والقوات الإسرائيلية من جهة أخرى خلال الأيام الماضية.

ومع استمرار الحرب في قطاع غزة، بدأت مجموعات مسلحة موالية لإيران منها لبنانية وسورية وعراقية، باستهداف قواعد التحالف الدولي في كل من سوريا والعراق، ففي سوريا، تعرض حقل العمر النفطي وخط الغاز الواصل إلى معمل كونيكو، وهي قواعد للتحالف تتواجد فيها قوات أمريكية، لعمليات استهداف من قبل مجموعات مسلحة موالية لإيران وذلك تحت مسمى “الانتقام لغزة”.

كذلك سمع دوي انفجار في قاعدة “الشدادي” جنوب الحسكة، وسط استنفار وانتشار للقوات الأمريكية في محيط القاعدة، مساء الثلاثاء، واتخاذ إجراءات أمنية مشددة، وسط أنباء عن أن القصف مصدره مجموعات موالية لطهران.

عمليات القصف هذه تكررت خلال الأيام الماضية، بالتزامن مع استمرار قوات التحالف وسوريا الديمقراطية “قسد” بإجراء تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية تحسباً لأي هجوم تشنه المجموعات الموالية لإيران وحزب الله.

كما أن هجومين عبر طائرات مسيرة وقع خلال الساعات الـ24 الماضية استهدف أحدهما حقل كونيكو في ريف دير الزور، والآخر قاعدة التنف على الحدود السورية مع العراق والأردن ضمن منطقة الـ55 كليومتر.

قواعد التحالف في العراق تحت النار

أما في العراق، قالت السلطات في بغداد، إن صاروخي كاتيوشا على الأقل سقطا في محيط قاعدة فكتوريا قرب مجمع يضم قوات أميركية، وأضافت أنه لم يتبين ما إذا كان الهجوم قد خلف ضحايا.

كما تكررت الهجمات على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتواجد فيها قوات أمريكية في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، في محافظة الأنبار غربي العراق، وحينها قال الجيش العراقي أنه أغلق المنطقة المحيطة بالقاعدة وبدأ عملية تمشيط، في حين نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين أن القاعدة استهدفت بطائرات مسيرة وصواريخ.

وبذلك تكون القوات الأميركية في العراق قد تعرضت إجمالا إلى 4 هجمات خلال 24 ساعة، حيث وقع هجومان سابقان بطائرات مسيرة، الأربعاء، تسبب أحدهما بإصابات طفيفة لعدد من الجنود.

دعم واشنطن لتل أبيب في حرب غزة فتح النار على قواعدها

وتأتي هذه الهجمات بعدما هددت فصائل عراقية تطلق على نفسها “المقاومة الإسلامية” باستهداف مصالح الأمريكية في العراق، وذلك على خلفية دعم واشنطن اللامحدود والمطلق لإسرائيل في الحرب على حماس وقطاع غزة.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أن قواتها تصدت -على مدى يومين- لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على قواعدها في العراق وسوريا، كما أسقطت صواريخ أطلقت من اليمن.

وأوضح أن السفينة الحربية الأميركية “يو إس إس كارني” المتمركزة في المنطقة أسقطت تلك الصواريخ التي أطلقها الحوثيون في اليمن حسب قوله، مشيرا إلى أن البنتاغون لا يستطيع أن يقول على وجه اليقين ما الذي استهدفته هذه الصواريخ.

البنتاغون يهدد بالتدخل العسكري في الشرق الأوسط

كذلك أشار البنتاغون إلى أن مستوى التهديدات ضد قواعد وقوات أمريكية في منطقة الشرق الأوسط كبير جداً، وهناك احتمال بأن تتصاعد هذه الهجمات، وأكدت إنها ستتدخل عسكرياً في حال تعريض قواتها ومصالحها للخطر.

دمشق تنفي دخول الحرب “بالوقت الراهن”

وسبق أن استبعد رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية في البرلمان السوري، بطرس مرجانة، أن تقدم دمشق في الوقت الحالي على عمل عسكري ضد إسرائيل، وقال إن الوضع أعقد من أن تقوم دمشق بعمل عسكري ضد إسرائيل، وأضاف إن “الاحتلال يسعى لرد سوري غير محسوب ليتمادى في هجماته”.

وقالت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، إن الحكومة أصدرت” تعليمات صارمة لقيادة حزب البعث والفصائل الفلسطينية الموجودة على أراضيها بعدم تنظيم أي مظاهرات أو تحركات شعبية باتجاه الحدود مع إسرائيل”، وذلك في ظل التصعيد العسكري بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة.

وسبق أن أرسلت إسرائيل تهديدات مباشرة عبر الإمارات وفرنسا لكل من الرئيس السوري وحزب الله، بأن لا يتدخلوا في الحرب وعدم استخدام جنوب لبنان وسوريا منطلقاً لهجمات أو فتح جبهات جديدة على إسرائيل، وإلا فإن الرد سيكون عسكرياً عبر قصف المدن والبنية التحتية وتعريض حياة الأسد للخطر، بحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية.

إعداد: ربى نجار