أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع استمرار الدعوات الدولية لسحب القوات الأجنبية و المسلحين والمرتزقة من ليبيا، يبدو أن الأطراف المتدخلة مستمرة في تجاهل هذه الدعوات، ومصرة على إبقاء المسلحين والمرتزقة الموالين لهم في ليبيا إلى حين تنفيذ أهدافهم في ذاك البلد الذي يعاني منذ سنوات عديدة حرباً على السلطة.
المقاتلون السوريون تصدروا المشهد في ليبيا، سواءً الذين يوالون تركيا أو المدعومون من روسيا، وتعتبر روسيا وتركيا الدولتان الأكثر تدخلاً في ليبيا، حيث يدعم كل منهما جهة من جهات الصراع على السلطة.
رغم الدعوات الدولية.. النشاط الروسي التركي مستمر في ليبيا
وبالرغم من المقررات الدولية والأممية حول ليبيا، ودعم الجهود للحل السياسي فيها وإيقاف مد البلاد بالأسلحة والمسلحين، إلا أن النشاط الروسي التركي بقي متواصلاً في ليبيا، من حيث إرسال الأسلحة والمقاتلين أيضاً، ما يضع الجهود الدولية لحل الأزمة في ليبيا أمام اختبار صعب، مع تحذيرات من فشلها وعودة الصراع من جديد.
وأرسلت تركيا خلال السنوات الماضية، أكثر من 18 ألفاً من المسلحين غالبيتهم العظمى من المقاتلين السوريين ضمن “الجيش الوطني” الموالي لأنقرة، وإلى الآن يوجد أكثر من 6 آلاف مسلح سوري يتبعون لتركيا في ليبيا، مع إجراء تبديلات لمجموعات خلال مدة تتراوح ما بين الـ3 أشهر و الـ6 أشهر.
أما روسيا هي أيضاً جندت آلاف الشبان السوريين من مختلف المحافظات، وأرسلتهم إلى ليبيا، لحماية مصالحها، مقابل مبالغ مالية لا تتعدى الـ1500 دولار لكل شهر.
“موسكو ستبقي مسلحيها بليبيا بشكل أو بآخر”
ومع إعلان تركيا عن موقفها بأنها لن ترحل عن ليبيا، كون لها اتفاقات مع الحكومة السابقة (حكومة السراج)، توقعت تقارير إعلامية أن تتجاهل موسكو أيضاً الدعوات الدولية بالانسحاب من ليبيا و سحب مسلحيها، حيث استبعد تحليل لموقع “أتلانتيك كاونسل” أن تسحب روسيا مسلحي فاغنر من ليبيا على المدى البعيد، ورجح أن تلعب موسكو على ربح الوقت، بينما تراقب تطور الوضع في هذا البلد الذي يسعى لإعادة بناء مؤسساته، وتحقيق الانتقال السياسي سلميا.
التحليل يأتي بعد أن دعت روسيا في المؤتمر الثاني حول ليبيا في برلين، والذي عقد في الـ23 حزيران/يونيو الماضي، ضرورة تفكيك الجماعات المسلحة والميليشيات من قبل جميع الأطراف، وأشار الموقع أن موسكو ستحتفظ “بمرتزقة فاغنر ومجموعات من المسلحين الآخرين بشكل أو بآخر في ليبيا”.
“انتشار قوات نظامية روسية لجانب فاغنر في ليبيا”
مؤسسة “الديمقراطية وحقوق الإنسان” الليبية، قالت في تقرير لها، أن قوات نظامية روسية تتواجد إلى جانب فاغنر بالقرب من قاعدة الجفرة الجوية وبدأت الانتشار في البلاد، معتبرة أن ذلك تصعيد سياسي وعسكري روسي غير مسبوق، وخطراً على الأمن الليبي والأوروبي والأمريكي أيضاً.
صراع روسي تركي مستمر في ليبيا
محللون سياسيون ليبيون، ربطوا التحركات الروسية الجديدة في ليبيا، بمواجهة النفوذ التركي في البلاد، حيث تعتبر ليبيا مهمة لموسكو كون لها مصالح وأهداف تتناقض مع الأهداف والمصالح التركية، وخلال لقاءات سابقة بين مسؤولين روس وأتراك تباحث الطرفان حول التنسيق المشترك للحل السياسي في ليبيا، إلا أن تناقض الأهداف بين الطرفين حال دون تحقيق ذلك، بل وربط الكثيرون أحياناً التصعيد بين الروس والأتراك في شمال غرب سوريا، بالخلافات على الملف الليبي.
ودعمت تركيا حكومة السراج بشكل كبير خلال السنوات السابقة، كما حصلت قوات الجيش الوطني الليبي على دعم روسي أيضاً في الحرب الذي اندلعت بين الطرفين على الأرض.
وتسعى الحكومة الليبية الجديدة المؤقتة، لبذل المجتمع الدولي للمزيد من الجهود لإرغام الأطراف المتدخلة في ليبيا من سحب قواتها ومسلحيها، لفتح المجال أمام حلول سياسية تنهي الأزمة و تمهد الطريق للانتخابات المقررة نهاية العام الجاري.. فهل ستنجح المساعي الليبية لوقف التدخلات الخارجية، أم أن الأطراف المتدخلة لها رأي آخر ؟.
إعداد: علي إبراهيم