دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الشمال السوري بشقيه “تحت النار”.. هل هو من “الاتفاقات الأمنية” بين “الرباعي” أم “محاولة لخلق التوازن” ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في كل مرة يتم فيها أي تصعيد عسكري في الشمال السوري، سواءً في جانبه الشمالي الشرقي (مناطق الإدارة الذاتية) أو بجانبه الشمالي الغربي (منطقة خفض التصعيد)، تشتعل الجبهات في الجهة الأخرى، وهنا يمكن الحديث عن رؤيتين، الأولى إن الأطراف المتصارعة التي لها نفوذ في هاتين المنطقتين يريدان “إعادة التوازن” لوقف العنف، أو أن ما يحصل بالأساس متفق عليه في محاولة لاستلام وتسليم مناطق جديدة.

البنى التحتية دمرت في شمال شرقي سوريا

مناطق الإدارة الذاتية تشهد منذ مساء الثلاثاء الماضي، قصفاً جوياً عنيفاً من قبل أكثر من 30 طائرة حربية ومسيرة تركية، استهدفت بشكل شبه كامل البنى التحتية والمنشآت الحيوية والمرافق الخدمية والصحية وآبار النفط ومعامل ومصانع، وسط مخاوف محلية من أن تطال عمليات الاستهداف صوامع الحبوب أيضاً، التي بقيت هي فقط لم تمس، باستثناء صوامع الحبوب في منطقة عامودا.

وقدرت الإدارة الذاتية الأضرار بأكثر من 56 مليون دولار أمريكي، وأن عمليات الإصلاح وإعادة التأهيل لن تكون على المدى المنظور، خاصة وأن المنشآت الحيوية والمرافق والبنى التحتية التي تعرضت للاستهداف تدمرت بشكل كلي، وخرجت عن الخدمة بشكل نهائي، وهو ما يعني بحسب متابعين وسياسيين محليين، أن المنطقة ستعاني كثيراً في الفترة المقبلة، وأن أنقرة شلت المنطقة بشكل شبه كامل.

بـ 180 ضربة جوية.. قصف طال 131 موقعاً

وبحسب تقارير إعلامية محلية، فإنه حتى ظهر يوم السبت، تم استهداف 131 موقعاً من قبل الطائرات الحربية والمسيرة التركية، منها 21 موقع يعتبر من البنى التحتية، و 76 مواقع سكنية و 23 موقع عسكري من ضمنها 13 لقوات الحكومة السورية، و3 معامل صناعية، ومدرسة ومشفى خاص بوباء كورونا.

وبحسب إحصائية لوكالة “نورث بريس” المحلية، فإنه تم تنفيذ 180 ضربة، منها 117 بالمدفعية والأسلحة الثقيلة، و17 ضربة بالطيران الحربي و 45 بالطائرات المسيرة، أسفر عن سقوط 25 شخصاً ما بين قتيل ومصاب، 17 منهم فقدوا حياتهم ضمنهم 10 مدنيين واصيب 8 آخرين ضمنهم 5 مدنيين وطفل.

أزمات كبيرة تنتظر أكثر من 5 ملايين نسمة يعيشون في مناطق “الإدارة الذاتية”

ولا شك في أن هذه المناطق التي يعيش فيها أكثر من 5 ملايين نسمة، ستشهد نقصاً كبيراً في الخدمات وضح المياه للأحياء السكنية وتأمين التيار الكهربائي، مع حتمية حدوث أزمة في المحروقات سواءً الغاز والمازوت، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، ونقص هذه المواد ستؤثر سلباً على الاسعار المرتفعة أصلاً، وهو ما سيعني انخفاض القدرة الشرائية للمواطن في هذه المناطق.

حتى “بالأسلحة المحرمة”.. قصف عنيف يطال “خفض التصعيد”

في الجهة المقابلة من مناطق الإدارة الذاتية، منطقة “خفض التصعيد” ليس الحال بالأفضل، فهي أيضاً تشهد عمليات عسكرية روسية ولقوات الحكومة السورية منذ أيام، تصاعدت بشكل لافت بعد الهجوم الإرهابي الذي طال الكلية الحربية في حمص، وأسفر عن فقدان أكثر من 116 شخص بينهم ضباط تخرجوا من الكلية وذويهم وأصدقائهم، وكأن موسكو تريد إيصال رسالة وتحميل فصائل المعارضة المسؤولية.

وتعرضت مناطق واسعة من أرياف إدلب والمدينة، واللاذقية وحماة وحلب، لقصف مدفعي وصاروخي وللطيران الحربي بشكل كبير، تسببت بسقوط خسائر بشرية، من حيث فقدان 7 مدنيين حياتهم وإصابة آخرين بجروح، مع دمار كبير بالممتلكات.

وجرى الحديث أيضاً عن استخدام قوات الحكومة السورية لقنابل الفوسفور المحظورة دولياً في عمليات قصفها للريف الغربي لمحافظة إدلب، ونشر ناشطون على مواقع التواصل مقاطع مصورة أظهرت انفجار بقنابل الفوسفور المحظور دولياً بين أحياء سكنية في ريف إدلب.

عشرات القتلى والمصابين جراء قصف بـ700 قذيفة وصاروخ

وفي إحصائية للمرصد السوري لحقوق لإنسان، فإن حصيلة الخسائر البشرية نتيجة تبادل القصف بين أطراف الصراع في منطقة “خفض التصعيد” منذ الـ5 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري وصل إلى 37 وهم: 29 شخصاً بقصف لقوات الحكومة السورية – طفل واحد بقصف جوي من طائرات حربية روسية – 3 بقصف بري لفصائل المعارضة – عنصران من هيئة تحرير الشام على محور الكبانة شمال اللاذقية – عنصران لقوات الحكومة السورية على محور الملاجة جنوب إدلب.

ولفت المرصد في إحصائيته، إلى أن منطقة “خفض التصعيد” تعرضت منذ الـ5 من الشهر الجاري إلى قصف بأكثر من 700 قذيفة وصاروخ، سقطت أغلبتها على مناطق سكنية ومدنية.

هل للاجتماعات الأمنية “الرباعية” علاقة بما يحصل ؟

تزامن التصعيد العسكري بين شقي الشمال السوري، جعل الكثيرين يعتقدون أن هذا قد يكون متعلقاً بالاجتماعات الأمنية السابقة التي عقدت بين وزراء دفاع ومسؤولين لدمشق وأنقرة وموسكو وطهران في إطار ما يسمى “بالاجتماعات الرباعية”، فيما أشار آخرون إلى أن التصعيد العسكري التركي في مناطق الإدارة الذاتية دفع بموسكو ودمشق للتصعيد في “خفض التصعيد”، وذلك لخلق حالة من التوازن والتوصل لاتفاقات قد لا تكون معلنة لوقف إطلاق النار من جديد.

إعداد: ربى نجار