أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – على الرغم من تصعيد الرئيس السوري بشار الأسد لهجته ضد نظيره رجب طيب أردوغان وتركيا، وتأكيده على أنه لن يلتقي بأردوغان في ظل الشروط التي يفرضها، وأن تركيا هي السبب وراء ما تعانيه سوريا من إرهاب كونها “دولة المنبع”، إلا أن أوساط سياسية ومتابعة تركية لم تعتبر أن التهجم الأخير للرئيس السوري على نظيره التركي بأنه أغلق الباب بشكل كامل لإعادة العلاقات، وأن الفرصة لاتزال سانحة.
أنقرة ترد رسمياً على الرئيس السوري “لن نغادر”
وبعد صمت دام أياماً من قبل الحكومة التركية على تصريحات الرئيس السوري الأخيرة، وتأكيده على أن أي إعادة علاقات مع تركيا لن تكون إلا بالانسحاب العسكري وتوقف أنقرة عن دعم “الإرهاب” في سوريا، وهنا يعني بذلك “المعارضة السياسية والعسكرية” إضافة إلى عدم تدخل تركيا في الشؤون الداخلية للبلاد، ردت تركيا بشكل رسمي على تصريحات الأسد وذلك على لسان وزير الدفاع يشار غولر الذي أكد أن بلاده ستبقى في سوريا ولن ترحل.
وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، في تصريحات إلى وكالة الأنباء التركية الرسمية “الأناضول” إنه “من غير المعقول أن تغادر قواتنا سوريا من دون ضمان آمن لحدودنا وشعبنا”، وأشار إلى أن “رئيس النظام السوري سيتصرف بشكل أكثر عقلانية بخصوص وجود القوات التركية في سوريا”، وأضاف “أن أهم مرحلة من مراحل السلام في سوريا، هي صياغة دستور جديد واعتماده”.
“تركيا تريد السلام في سوريا”
وتابع أن “الواضح أننا نريد السلام في سوريا، تركيا تريد السلام بصدق”، وقال أيضاً “رئيسنا يعمل بإخلاص وبشكل مكثف من أجل السلام في سوريا”.
وخلال سنوات الحرب في سوريا، شنت القوات التركية العديد من العمليات العسكرية منها ضد قوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات العسكرية التابعة لها، وبذلك سيطرت تركيا على 7 مدن في الشمال هي “إدلب – الباب – جرابلس – إعزاز – عفرين – رأس العين – تل أبيض”.
وحاولت أنقرة القيام بعمليات عسكرية أخرى خلال السنوات الماضية، إلا أن أطراف الصراع الأخرى المتدخلة في الأزمة وقفت دون ذلك، الأمر الذي دفع بأنقرة لتعليق عملياتها العسكرية وتخفيف نبرتها التهديدية للمناطق الشمالية الشرقية السورية.
وحاورت شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، الصحفي والمحلل السياسي التركي جواد غوك، حول فرص عقد أي لقاء بين الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي أردوغان، خاصة بعد تصريحات الأسد حول تركيا، وكيفية تأثير هذه التصريحات على الاجتماعات الرباعية والمساعي الروسية لإعادة العلاقات بين الطرفين، إضافة إلى ما بات يتررد في الآونة الأخيرة حول عمليات عسكرية تركية جديدة في سوريا، والتصعيد العسكري في المناطق الشمالية الشرقية من البلاد.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية مع الصحفي والمحلل السياسي التركي جواد غوك :
– بعد تصريحات الرئيس السوري الأخيرة حول تركيا ووصفها “بمنبع الإرهاب والدولة المحتلة”.. برأيكم هل أغلق الأسد الباب أمام إعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة ؟
– الدكتور بشار الأسد لم يغلق أبواب اللقاء مع الرئيس رجب طيب أردوغان، ليس الهدف شخصاً، بل الهدف بين أنقرة ودمشق، طبعاً الحالة النفسية عند السوريين سلبية تجاه تركيا، وهم (السوريون) لا يتركون هذه المواقف السلبية تجاه تركيا، ويعتبرون الجيش التركي جيشاً محتلاً.. لكن بصراحة هذا الشعور سوف يمر، وأنا اظن بأنهم سيفكرون بمصلحة سوريا أكثر من هذه المشاعر”.
– كيف يمكن أن تؤثر تصريحات الرئيس السوري على “الاجتماعات الرباعية” وعلى “المساعي الروسية” لإعادة العلاقات بين الرئيسين الأسد وأردوغان ؟
– لن تؤثر سلباً على الاجتماعات الرباعية، بالنتيجة هناك موقف روسي، وأظن أنه سيكون مختلف تماماً عن تصريحات الرئيس بشار الأسد بهذا الشكل، لأن الجانب الروسي يريد أن يأخذ دور بخصوص اللقاءات المباشرة وكسر الجمود بين السوريين وتركيا، وعلى أعلى المستويات.
– هناك من يعتقد بأن روسيا هي وراء تصعيد لهجة الرئيس السوري ضد تركيا ورفضه لقاء أردوغان، انتم ما رأيكم ؟
– أنا لا أتوقع أن تكون روسيا وراء تصعيد لهجة الرئيس السوري، تهدئة الأوضاع بأي شكل من الأشكال سيكون لصالح روسيا، ولهذا السبب أنا أظن أنه لا يمكن أن تكون روسيا وراء هذا التصعيد، بالتنيجة كل هذه الجهود بالسنين الطويلة كانت لأجل عودة العلاقات بين أنقرة ودمشق.. لا أظن أن روسيا تريد تصعيد بين الجانبين.
– تركيا منذ فترة تعزز تواجدها بشكل كبير في منطقة “خفض التصعيد”، هل برأيكم تجهز أنقرة نفسها لأي عمليات عسكرية جديدة في هذه المناطق ؟
– عمليات عسكرية جديدة في المستقبل لا توجد بصراحة، لأن تركيا لا تقدر أن تتحمل ولا تحتاج لعملية عسكرية، لكن سياسياً تريد تركيا أن تكون يدها قوية في المفاوضات ولهذا السبب يثبتون قواتهم العسكرية في مناطق خفض التوتر (خفض التصعيد)، حتى تكون يدها قوية في المفاوضات.
وأيضاً تركيا ترى أن هناك خطر على الأمن القومي التركي، بسبب تواجد قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، ولهذا السبب الحكومة التركية لاتريد أن تنسحب من شمال سوريا بسهولة، هذه القضية سوف نراها في الملفات المتأخرة، الأولوية الآن هي للتواصل المباشر بين دمشق وأنقرة.
– هل تعتقدون بوجود أي عملية عسكرية تركية جديدة في مناطق شمال شرقي سوريا، أم أن الأمر سيستمر عبر عمليات قصف بري وجوي ؟
– أنا لا أتوقع أي عملية عسكرية في شمال شرقي سوريا من قبل الحكومة التركية، لأنهم غيروا سياساتهم واستراتيجاتهم السابقة إلى المسار الصحيح، ولهذا السبب لا نتوقع أي عملية.
حتى وسائل الإعلام التركية لا تتوقع أي عملية عسكرية جديدة في شمالي سوريا، لا توجد هجمات من قبل قوات سوريا الديمقراطية أو حزب العمال الكردستاني “الإرهابي” على تركيا، ولهذا السبب لن تقوم تركيا بأي عملية عسكرية إذا لم يكن هناك موقف مفاجئ أو تطورات مفاجئة.
حوار: ربى نجار