دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الرفض الدولي والموقف الروسي والأمريكي.. يغضبان ويقيدان تركيا في تنفيذ عمليتها العسكرية شمال سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عبرت تركيا عن امتعاضها بسبب الرفض الدولي لخططها بشن عمليات عسكرية جديدة على الأراضي السورية تستهدف قوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات العسكرية التابعة لها، تزامن ذلك مع تصريحات روسية جديدة تضع المزيد من العراقيل أمام أنقرة وتؤكد عدم منح الضوء الأخضر من موسكو حتى مع انتهاء الجولة الـ18 من مسار “آستانا”.

أنقرة تفشل بإقناع الروس.. ومسؤول تركي يعبر عن امتعاضه

ومع انتهاء الجولة الـ18 من مسار آستانا وفي تصريحات تشير إلى عدم قدرة أنقرة بإقناع موسكو لشن حرب على شمال سوريا، عبر المتحدث باسم “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، عمر تشيليك، عن امتعاض بلاده في رفض العالم للعمليات التي وصفها “بمكافحة الإرهاب”، وقال أن بعض الدول الحليفة الديمقراطية على وجه الخصوص تشعر بالقلق كلما قطعت تركيا “شوطاً في مكافحة الإرهاب”.

ومنذ 3 أسابيع عاود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديد الشمال السوري، وأعلن عزمه على شن عمليات عسكرية جديدة على طول الحدود مع سوريا وبعمق 30 كيلومتراً بهدف إنشاء منطقة آمنة، وتقلصت الأهداف التركية من هذه العملية بعد الرفض الأمريكي والروسي، ووصل للإعلان عن أن الهدف هو منبج وتل رفعت التي تعتبرهما روسيا تحت سيطرة الدولة.

تصريحات المسؤول التركي جاءت أيضاً قبيل الانتهاء من الجولة الـ18 من مسار آستانا، والتي أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة على أنه كان هناك رفض كبير للعملية العسكرية التركية من قبل روسيا والوفد الحكومي وحتى من الوفود المشاركة بما فيها الأممية، كون تلك العملية لن تزيد إلا من معاناة السوريين وتفتح الأبواب أمام أزمة لجوء ونزوح جديدة، ومفاقمة الوضع الإنساني المتأزم أصلاً في سوريا.

مسؤول روسي: تركيا لم تتخذ قرارها النهائي لشن عملية عسكرية وهذا لن يحل مخاوفها الأمنية

وفي تصريح اعتبرته أوساط سياسية نوع من الضغط السياسي على أنقرة، قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص لسوريا ألكسندر لافرنتييف، الخميس، إن “تركيا لم تتخذ قرارها النهائي لشن عملية عسكرية في سوريا بعد”، وأشار إلى أن موسكو حثت تركيا عن التخلي عن فكرة شن هذه العملية، وأن روسيا ستواصل ذلك.

وأضاف المبعوث الروسي، أنهم أبلغوا الحلفاء في أنقرة أن هذا القرار سيزيد من تصعيد الموقف.. وأن موسكو ترى فرصاً لإيجاد حلول أخرى، وشدد أن هذه العملية العسكرية لن تحل مشاكل الأمن القومي التركي، وقال أنه اقترح على الأتراك “نشر قوات أمن سوريا على الحدود” لتهدئة مخاوف أنقرة.

ويبدو حديث المسؤول الروسي أنه “الجواب القطعي لتركيا” في موقف موسكو من هذه العملية، بحسب محللين، كون روسيا ليست مستعدة للتنازل عن أي منطقة لتركيا، خاصة المناطق الاستراتيجية التي تمر منها الطرق الدولية كمنبج، وتل رفعت التي تعتبر بوابة العبور لمدينة حلب.

وأكدت جهات حكومية روسية على رأسها الكرملين، بعد انتهاء اجتماعات آستانا، أن العملية العسكرية التركية في شمال سوريا لن تجلب لأنقرة الاستقرار، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين “لا نعتقد أن هذه العملية الخاصة ستساهم في استقرار وأمن الجمهورية العربية السورية”، وأشار إلى أن هذه العملية ستؤدي لتصعيد الوضع وزعزعة استقرار المنطقة.

وكانت تركيا تمني النفس بالحصول على موافقة روسية لشن عمليات عسكرية؛ على الأقل في ناحية تل رفعت ومدينة منبج، لكنها لم تفلح بذلك على الرغم من كل الإغراءات التي قدمتها أنقرة ومنها “تسليم منطقة جبل الزاوية لقوات الحكومة” بحسب ما كشفت عنه تقارير إعلامية.

مشرعون أمريكيون ودول أوروبية يرفضون العملية العسكرية التركية

الرفض من الحلفاء لم يكن من روسيا فحسب، بل واشنطن أيضاً تواصل التعبير عن رفضها لهذه العملية التركية، حيث أكد مشرعون جمهوريون وديمقراطيون أمريكيون من مجلس الشيوخ، أنهم قلقون بسبب النوايا التركية في سوريا، وأن هذه العمليات إن حصلت ستؤثر على مهمة القوات الأمريكية والتحالف والشركاء المحليين بالحرب ضد داعش، مشيرين إلى أن الغارات الجوية التركية السابقة كان لها تأثير سلبي على الحرب ضد التنظيم الإرهابي، وحثوا تركيا على التراجع عن هذه العملية.

الاتحاد الأوروبي أيضاً كان له موقف، حيث قال المتحدث باسم التكل، لويس ميغيل بوين، إن التكتل يحث على ضبط النفس بخصوص العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، وشدد أن مخاوف أنقرة يجب أن تحل عبر الوسائل الدبلوماسية وليس العسكرية.

وبخصوص مخططات تركيا بإعادة مليون لاجئ سوري وتسكينهم ضمن “منطقة آمنة”، قال المسؤول الأوروبي، “ظروف العودة الآمنة للسوريين لم تتحقق بعد” مشدداً على أن سوريا لاتزال غير آمنة. وهذا يعتبر رفضاً أوروبياً صريحاً لنوايا تركيا بإنشاء “منطقة آمنة” شمال سوريا.

بدورها قالت إيطاليا أن العملية العسكرية التركية في شمال سوريا سيكون لها تداعيات سلبية، وحذرت نائبة وزير الخارجية الإيطالي، مارينا سريني، أن أي هجوم تركي سيكون له تأثير سلبي على الاستقرار الإقليمي والحرب ضد داعش، وشددت على أن سوريا ليست بحاجة لحروب جديدة كون البلاد تعيش مأساة إنسانية.

إعداد: علي إبراهيم