دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الرئيس التركي يواصل تهديد شمال سوريا.. وجهود محلية سورية لمواجهة أي هجوم مع استمرار الرفض الدولي

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قبل وخلال وبعد قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” في العاصمة الإسبانية مدريد، لم يفوت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ ساعة واحدة، دون أن يهدد فيها شمال سوريا، والحديث تارة عن أن العملية العسكرية قريبة وباتت على الأبواب، وتارة أخرى بأن هذه العملية لن تأتي إلا بلغة يفهمها المجتمع الدولي، أما آخر تصريحاته دعا الرئيس التركي إلى الصبر، كون لديهم عملية عسكرية في العراق، وأن العملية العسكرية في سوريا آتية “فلا تقلقوا” !.

“المنطقة الآمنة” الحلم التركي منذ 2013 في سوريا

ولا يختلف اثنان بأن تركيا جادة منذ أي وقت مضى من شن عملية عسكرية واسعة في كامل الشريط الحدود مع سوريا وبعمق 30 كيلومتراً، وذلك لتحقيق “الحلم التركي” في سوريا بإنشاء “المنطقة الآمنة”، والذي يراود الرئيس أردوغان منذ عام 2013، إلا أن الاعتراض الأمريكي والروسي هو ما يقف أمام تحقيق ذلك، ولكل طرف أسبابه.

وحين عودته من قمة مدريد ومن على متن الطائرة، قال أردوغان، إن سلطات بلاده تعمل في مجال التحضير لعملية عسكرية في شمال سوريا، ونوه بأن كل شيء يمكن أن يحدث فجأة، ولفت “لدي بيان حول هذا الموضوع: نحن يمكن أن نقوم بذلك فجأة في الليل. لا داعي للقلق. لا داعي للتسرع والاستعجال”.

الرئيس التركي يدعو للصبر.. هل نجح بإقناع الناتو ؟

وتابع أردوغان “نحن نعمل بالفعل في هذا المجال الآن.. كما تعلمون لدينا عملية في شمال العراق من جهة، ونعمل في عفرين شمال سوريا من جهة أخرى.. إذا أظهرنا القليل من الصبر، آمل أن نتمكن من تنفيذ العمليات بأقوى طريقة عندما يحين الوقت”.

حديث الرئيس التركي اعتبرته أوساط سياسية ومتابعة بأنه لم يحصل على أي موافقة أو دعم أوروبي للقيام بهذه العملية المحتملة، كما أنه لم ينجح بإقناع الطرف الرئيسي في الأزمة السورية، الولايات المتحدة، بالسيطرة على بعض المناطق “التي لن تؤثر على الحرب ضد داعش” من وجهة النظر التركية.

وشددت تلك الأطراف على أن الموقف الروسي الجديد بطلب “عدم التصعيد في سوريا” من أنقرة يعتبر عائقاً آخر متجدد في رغباتها في سوريا، ويعد بمثابة أولى “العقوبات الروسية” على تركيا لموافقتها على انضمام السويد وفنلندا للناتو.

تجييش إعلامي.. وحقائق أخرى على الأرض

ورغم التصريحات المتناقضة للرئيس التركي حول موعد العملية العسكرية في شمال سوريا، إلا أن الإعلام الموالي لأنقرة، أكد أن الناتو وافق على هذه العملية في مقابل موافقة أنقرة على انضمام السويد وفنلندا للحلف، وذلك على الرغم من أنه لم يصدر أي تصريح أو بيان يدل على ذلك، بل أن حديث الرئيس التركي بحد ذاته دليل على أنه لا ضوء أخضر ولا عملية عسكرية بالقريب المنظور في سوريا، وكذلك المؤشرات على الأرض توافق هذا الرأي.

كما ذهب بعض المحللين الموالين لهذه العملية لأبعد من ذلك، بالقول أن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لتركيا بشأن هذه العملية، على الرغم من أن بيان البيت الأبيض أكد أن اللقاء الذي جرى بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره التركي أردوغان لم يدل على الإطلاق على موافقة واشنطن على هذه العملية، بل على العكس شدد الطرفان على ضرورة وقف التصعيد في سوريا.

تعزيزات عسكرية جديدة.. وجهود محلية لمواجهة أي هجوم

وبعيداً عن الإعلام والتصريحات السياسية، وتحديداً على الأرض، تواصل قوات الحكومة السورية والروسية والإيرانية تعزيز تواجدهم العسكري بالقرب من مناطق التماس مع فصائل المعارضة الموالية لتركيا، وخاصة تل رفعت وريفها ومنبج وريفها والقرى الشمالية لحلب منها منغ، حيث وصلت خلال الأيام الماضية المئات من الجنود والأسلحة النوعية الثقيلة.

وبالعودة للسياسة، فقد شدد وزير الخارجية في الحكومة السورية فيصل المقداد، أنه عندما تهدد تركيا “يجب أن نكون مستعدين لمواجهة كل التوقعات والاحتمالات”.

بينما قال “الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD”، صالح مسلم، أنه “يجب أن نكون مستعدين لنحمي أنفسنا، ففي كل دقيقة، هناك احتمال أن تشن تركيا هجوماً”، كما طالب من المجتمع الدولي “فرض حظر طيران على المنطقة”، مشيراً إلى أنه الأفضل من ذلك “نشر الأمم المتحدة لمراقبين على الحدود بين سوريا وتركيا”.

بدوره كشف “عضو هيئة الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD”، آلدار خليل، بأن هناك جهود لإنشاء غرفة عمليات مشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات الحكومية السورية لصد أي هجوم تركي، وأشار إلى أنه على الرغم من الخلافات السياسية بين دمشق والقامشلي، إلا أن هناك توافق بضرورة مواجهة الهجوم التركي حفاظاً على السيادة السورية.

ويعول محللون سياسيون على التنسيق والعمل المشترك بين قوات الحكومة السورية و “قسد” في مواجهة الهجوم التركي، إضافة للاتفاق السياسي بين الحكومة في دمشق والإدارة الذاتية في القامشلي لحل الأزمة السورية وانقاذ البلاد من التقسيم والاحتلالات المختلفة.

إعداد: علي إبراهيم