أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أشارت تقارير إعلامية أن سبب التصعيد الروسي في منطقة “خفض التصعيد” هو خلافات مع تركيا حول الصراع في ليبيا، حيث تصاعدت حدة المعارك في المناطق الغربية الليبية بين الجيش الوطني الليبي وقوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا.
تصاعد الخروقات “لهدنة إدلب”
وبدأت المؤشرات تتصاعد على استئناف المعارك في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب، وتحديداً منطقة جبل الزاوية الاستراتيجية، حيث وخلال الأيام الماضية، استقدمت قوات الحكومة السورية عناصر عسكرية وآليات ثقيلة ومدافع وراجمات صواريخ لمناطق التماس مع فصائل المعارضة، التي بدورها عززت من مواقعها الدفاعية بالعتاد والعناصر.
وتقول أوساط متابعة للشأن السوري، أن كل المعطيات على الأرض تؤدي إلى حدوث جولة جديدة من المعارك، مشيرين إلى أن التعزيزات العسكرية لكلا الطرفين تشير إلى ذلك. ولفتت تلك الأوساط إلى أن القوات التركية أبلغت الفصائل أن جولة جديدة من المعارك ستندلع في المحافظة قريباً وعليهم الاستعداد لها.
غارات جوية.. وتصعيد سياسي
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الطائرات الحربية الروسية قامت بشن غارات جوية على مناطق في ريف إدلب الجنوبي وحماة واللاذقية الشمالي، وذلك لأول مرة منذ 91 يوماً من اتفاق وقف إطلاق النار في المحافظة، الذي أبرم بين روسيا وتركيا في موسكو في الـ5 من شهر آذار/مارس الماضي.
وصعدت روسيا من نبرتها اتجاه الفصائل المتواجدة في إدلب، حيث قال مركز المصالحة الروسية في سوريا، أن “التشكيلات المسلحة غير الشرعية” قامت بخروقات لوقف إطلاق النار في أكثر من منطقة ضمن “خفض التصعيد”، الأمر الذي رآه مراقبون أن “روسيا دائماً تتذرع بوجود خروقات من قبل المعارضة قبل البدء بأي عمل عسكري”.
هجمات مباغتة وتصعيد على الأرض
كما سبق ذلك محاولات للقوات الحكومية التسلل على محاور تقع جنوب منطقة جبل الزاوية، على محور الرويحة، حيث فشلت قوات الحكومة من التقدم على تلك المحاور، في هجومين مباغتين على نقاط فصائل المعارضة. وعادة ما تقوم قوات الحكومة باستكشاف المناطق التي تسعى لشن عمل عسكري فيها عبر محاولات تسلل مباغتة.
وكثفت قوات الحكومة السورية من قصفها المدفعي والصاروخي على مناطق في قرى في جبل الزاوية جنوب إدلب، واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في محاولة جديدة من قبل قوات الحكومة التسلل لمحاور متقدمة في المنطقة.
وقالت مصادر عسكرية في “الجبهة الوطنية للتحرير” أن قواتهم استطاعت صد الهجمات التي نفذتها قوات الحكومة على ذات الريف، والذي يعتقد أن الحكومة وروسيا ستقومان بعمل عسكري فيه.
تركيا تتأهب للحرب
وبحسب التقارير الإعلامية، فإن المعطيات على الأرض تشير لعودة المعارك، مع موجات نزوح جديدة للأهالي من قرى جنوب إدلب، حيث قامت القوات التركية بالانتشار في مدينة أريحا على الطريق الدولي M-4، كما قامت بنصب منظومات دفاع جوية على قمة تلة “النبي أيوب” الاستراتيجية في جبل الزاوية، وأدخلت القوات التركية منظومات دفاعية جوية أخرى قصيرة المدى من طراز “أتيلغان” لإدلب، إضافة إلى مدافع ثقيلة ودبابات وأسلحة نوعية أخرى.
وسبق أن اجتمع الجيش التركي مع وفود ووجهاء منطقة “جبل الزاوية”، لوضعهم بمستجدات التطورات العسكرية، وكذلك ما سيقوم به الجيش التركي فيما لو عاودت روسيا والقوات الحكومية الهجوم، وأشارت مصادر إعلامية مقربة من المعارضة، “أن الجيش التركي وعد الاهالي بأنه سينخرط في العمليات القتالية ضد قوات النظام في حال هجومه”.
وتقول أوساط سياسية وخبراء عسكريين، أن روسيا تريد إضافة صفة “الجدية” في تصعيدها العسكري الأخير، وتحاول إرسال رسائل إلى أنقرة أنها جدية هذه المرة في العودة للميدان من جديد، وذلك في نوع من السعي لإمكانية عقد اتفاق جديد حول إدلب يسمح للروس بالسيطرة على الجزء المتفق عليه من M-4 حسب نص اتفاق موسكو، وإبعاد فصائل المعارضة، والأهم اتفاق حول ليبيا ووقف العمليات العسكرية هناك.
إعداد: ربى نجار