دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الحلفاء يشددون على استمرار الدعم لسوريا في وجه قيصر.. وتحذيرات أمريكية لدول مجاورة من التعامل مع دمشق

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد دخول قانون العقوبات الأمريكية “قيصر” حيز التنفيذ على سوريا، غطت حالة من الجمود على أسواق العاصمة السورية دمشق، يأتي ذلك بالتزامن مع تعهدات من قبل حلفاء الحكومة السورية بدعمها رغم “قيصر”، وتحذيرات من قبل الولايات المتحدة لبعض الدول من العلاقات مع الدولة السورية.

وبعد أكثر من 48 ساعة على تطبيق قانون العقوبات الأمريكي “قيصر”، بدأت العملة المحلية بالانخفاض أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى، حيث قارب سعر صرف الليرة أمام الدولار حاجز الـ3 آلاف مجدداً وخاصة في مناطق شمال غرب سوريا، التي بدأت بالتعامل رسمياً بالليرة التركية، كإجراء للإبقاء على القوة الشرائية.

جمود في دمشق

يأتي ذلك فيما أغلقت أغلب المحلات والفعاليات التجارية أبوابها في دمشق، بعد “قيصر”، وذلك لعدم معرفة كيفية التصرف بعملية البيع والشراء في ظل تذبذب سعر صرف الليرة السورية، بالتزامن مع موجة جديدة من ارتفاع الأسعار للمواد التجارية والسلع الغذائية، وسط انخفاض حاد بالعملية الشرائية في الأسواق.

وأعلنت الولايات المتحدة، عصر الأربعاء، عن تطبيق قانون قيصر الذي طال 39 جهة سورية من بينها 15 شخصية، منها الرئيس الأسد وعقيلته أسماء الأخرس، وشقيقه ماهر الأسد وشقيقته بشرى الأسد، إضافة لرجال أعمال وكيانات مسلحة إيرانية تقاتل لجانب قوات الحكومة السورية.

مسيرات مناهضة ومؤيدة

وخرجت مسيرات في مدن سورية عدة خاضعة لسيطرة الحكومة السورية، تندد بالعقوبات الجديدة، معلنين رفضهم لها، بالتزامن مع ذلك جابت تظاهرات جديدة مناوئة للحكومة في مناطق الجنوب السوري، طالبت بتحسين المستوى المعيشي واتخاذ قرارات من شأنها تخفيف تداعيات قيصر.

الحلفاء يشددون على استمرار الدعم

وفي السياق شددت حلفاء الحكومة السورية على دعمهم لها في وجه قيصر، واتهمت موسكو واشنطن بتعمد استهداف المدنيين تحت ذريعة “حمايتهم من النظام”، فيما أعلن مسؤولون إيرانيون أنهم أكدوا لنظرائهم السوريين “تعزيز التنسيق والالتفاف على العقوبات”، بحسب مصادر مطلعة، الذي أشاروا إلى أن روسيا وإيران ستساعدان الحكومة بتفادي العقوبات الأمريكية كونهما تعرضا لها سابقاً ولم تأثر فيهما كثيراً، مشددين على أن موسكو وطهران يعلمان كيف يلتفان على العقوبات.

ولم تفصح الجهات الحليفة للحكومة السورية عن ماهية الدعم الذي سيقدمونه، بينما استبعد خبراء أن تقوم تلك الأطراف بمساندة الحكومة مالياً على المدى البعيد، كون اقتصادهما يشهد تأزماً جراء الإغلاق الطويل بعد انتشار وباء كورونا.

تحذيرات أمريكية

ولقطع الطريق أمام أي محاولات دعم من قبل الدول الخليجية والمجاورة لسوريا، كالإمارات والاردن في تخفيف وطأة “قيصر”، قالت مصادر دبلوماسية أمريكية، أن واشنطن وجهت تحذيراً لبعض الدول، من تقديم أي دعم للحكومة السورية، خصوصاً بعد أن شهدت العلاقات بين تلك الدول والحكومة السورية تحسناً بعد قطيعة دامت سنوات.

حيث قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، إن حكومة الإمارات تدرك أن الولايات المتحدة “تعارض بشدة” أي تقارب دبلوماسي مع “نظام الأسد”، حسب قوله، مضيفاً أن “العقوبات الأمريكية المتخذة ضد نظام الأسد ضمن قانون قيصر ستشمل الأنشطة الاقتصادية لأي شخص يتعامل مع النظام في الإمارات أو في غيرها”.

وعملت دولة الإمارات خلال الفترة الماضية على التساهل بالأنشطة الاقتصادية لمسؤولين ورجال أعمال وأفراد من عائلة الرئيس السوري بشار الأسد، على رأسهم شقيقته بشرى التي تقيم هناك منذ سنوات، وآخرين من عائلة رجل الاعمال السوري رامي مخلوف.

وبعد أن عادت العلاقات الاقتصادية بين سوريا والأردن، يبدو أن الرسائل الأمريكية وصلت للسلطات في عمان، حيث أشارت مصادر مطلعة إلى أن الفجوات قد تحدث من جديد بين دمشق وعمان، بسبب دخول “قيصر” حيز التنفيذ، مما يحتم على الشركات التي تعاملت مع دمشق قطع علاقاتها لعدم تطبيق العقوبات عليها، ما سيزيد من العزلة الاقتصادية لسوريا وبالتالي تأثر السوق والشعب السوري بذلك.

إعداد: علي إبراهيم