دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الحكومة تفشل في إخضاع شرق سوريا بالمصالحات.. والادارة الذاتية تصفها بـ “الاستسلام”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مظاهرات منددة وعمليات هروب وأرقام غير صحيحة عن عدد الذين خضعوا للتسويات بريفي دير الزور والرقة إلى جانب موقف وصف بالواضح والقوي من الادارة الذاتية في شمال شرق سوريا.. كل هذه الأحداث المتسارعة خلال الفترة الماضية جاءت لتنذر بفشل عمليات التسوية والمصالحات التي أطلقتها الحكومة السورية في وقت سابق بالمناطق الخاضعة لسيطرتها في مدينة دير الزور وريفها ومؤخرا بريف الرقة.

التسويات والمصالحات يعني “الاستسلام”

عضوة هيئة الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي، فوزة يوسف، أكدت على موقف متجدد للإدارة الذاتية حمله عدد من مسؤولي الادارة قبل أيام ضد عمليات التسوية الحكومية في شمال شرق سوريا، حيث قالت “يوسف” إن الحكومة تريد إعادة تنفيذ سياستها في درعا، وبالتالي إرغام الجميع بالوضع الراهن والقبول بالسياسات الحكومية، وكأننا لم نقم بأي ثورة ولم نحقق شيئًا، موجهة نداءها للسكان في شمال شرق سوريا بأن يكونوا يقظًين أمام أفعال الحكومة والتسويات التي تقوم بها، مؤكدة في الوقت نفسه بحديث لإذاعة محلية، إن الإدارة الذاتية قررت فصل كلّ شخص يعمل ضمن دوائرها أو في المجالس المحلية، وخضع للتسوية مع الحكومة كما انه سيتعرض للمحاسبة، واصفة “التسويات” التي تقوم بها الحكومة بانها “استسلام”.

رفض شعبي ودعاية حكومية

على الصعيد الشعبي، خرج المئات من أهالي مدينة الطبقة بريف الرقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية في تظاهرة رافضة لإجراء التسويات الأمنية مع الحكومة السورية، ورفع المتظاهرون لافتات طالبت بإسقاط “النظام”، واعتبرت أن التصالح معه “مهانة وخيانة”، وأنهم لا يصالحون “حتى يصالح الشهداء”، في إشارة إلى من قتلوا على أيدي القوات الحكومية أثناء التظاهرات التي عمت البلاد خلال السنوات السابقة، بالإضافة إلى الدعوة لإطلاق سراح المعتقلين في سجون الحكومة السورية، كما طالب المتظاهرون في كلمة لهم، المجتمع الدولي، بالضغط على الحكومة السورية لإطلاق سراح المعتقلين في المعتقلات الحكومية… الأمر الذي جاء منافياً لما تروج له وسائل الإعلام الحكومية عن “إقبال كثيف” تشهده مراكز التسويات بريفي دير الزور والرقة قائلة: ان هناك عدد كبير من النخب العلمية، من أطباء ومحامين إلى جانب وجهاء العشائر في المنطقة قد حضروا التسويات.

عمليات هروب واستنفار حكومي

مواقع إخبارية محلية أكدت أن قوات الحكومة و”الدفاع الوطني” بريف دير الزور الشرقي استنفروا عناصرهم بسبب حالات الهروب المتكررة لمن أجرى التسويات في الآونة الأخيرة، لتكون وجهة هؤلاء إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية، وذلك هربا من التدريبات العسكرية التي تفرضها القوات الحكومية على الأشخاص الذين أجروا مصالحات تمهيدا لإرسالهم إلى البادية للقتال ضد تنظيم داعش الإرهابي حيث تحدثت مصادر محلية أن عمليات التجنيد بحسب الأوامر الصادرة للشرطة العسكرية الحكومية ليست خاضعة لأعمار محددة، إلى جانب عمليات الاعتقال المستمرة على الحواجز التابعة للأجهزة الأمنية بحق أشخاص أجروا مصالحات في مدينة دير الزور وريفي البو كمال والميادين.

حرب النفوذ الروسية – الإيرانية

وفي سياق متصل، ترى مصادر مطلعة، أن التسويات والمصالحات التي أطلقتها الحكومة السورية بأوامر روسية بريفي دير الزور والرقة جاءت ضمن مساعي من الاخيرة لإنهاء أو إضعاف التواجد الإيراني بهذه المناطق وخاصة مع اتساع عمليات التجنيد بصفوف القوات الايرانية بإغراءات مادية أو دينية ضمن حرب النفوذ التي تهدف إلى جذب السكان المحليين لطرف على حساب أخر ولكن هذه المحاولات الروسية على يبدو لم تحقق الهدف منها.

كل هذه المعطيات والأحداث أنفة الذكر تشير إلى عدم قدرة روسيا ومن ورائها الحكومة السورية لإعادة استنساخ المصالحات والتسويات التي جرت خلال السنوات الماضية بمناطق سورية عدة لعل أخرها محافظة درعا في ريفي دير الزور والرقة، وذلك نتيجة مجاورتها لمناطق تواجد التحالف الدولي وحليفتها قوات سوريا الديمقراطية والتي تعتبر الملجأ الأمن للسوريين الهاربين من بطش قوات الحكومة.. الأمر الذي لم يكن متاحاً في مدن ومحافظات سورية تعرضت لعمليات التسوية بعد تعرضها للقصف و الحصار والتهجير.