أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لجأت الحكومة السورية لخطوات أكثر تصعيداً مع رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، حيث قررت الحجز على أمواله المنقول وغير المنقولة له ولعائلته، في خطوة قال عنها أوساط سياسية بأنها “خطوة تصعيد ضد رامي دون الذهاب إلى حد تصفيته”.
وشككت أوساط مقربة من عائلة الرئيس السوري (ابن رفعت الأسد عم الرئيس السوري – ربال الأسد) أن يكون الخلاف حقيقياً، وأنه محاولة لإظهار أن الحكومة والقيادة السورية جادة في مكافحة الفساد حتى مع المقربين من الرئيس. وذلك بعد تقارير شبه حكومية روسية بأن الحكومة غير قادرة على مكافحة الفساد المستشري في مؤسساتها.
تصعيد حكومي.. وعدم المساس بشخص رامي
وبعد فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد فيها رجل الأعمال رامي مخلوف، سياسة الحكومة معه واعتقالها لموظفيه حتى يجبروه على دفع الضرائب المترتبة عليه، وانهيار الليرة بسبب مايقال أنه “خلافات داخلية”، لجأت الحكومة هذه المرة إلى الحجز الاحتياطي على أموال رامي في سوريا.
وتقول أوساط مراقبة للأوضاع في سوريا، أن عدم المساس بشخص رامي يؤشر إلى امتلاكه ملفات تخشى الحكومة والقيادة السورية من خروجها إلى العلن. وهو ما لمحه به رامي أكثر من مرة خلال المقاطع الذي نشرها سابقاً.
بينما شددت أوساط سياسية أن السلطات السورية لجأت إلى تأميم “سيرتيل” مع منع أي تعاطي مستقبلي لمدة 5 سنوات، بين رامي وأي جهات حكومية رسمية، وأشارت تلك الأوساط إلى أن عدم المساس بشخص رامي هو لوجود شريحة سورية كبيرة داعمة ومتعاطفة مع الأخير في معركته ضد الحكومة.
وهذا بات واضحاً من التعليقات التي نشرت على صفحة رامي من قبل السوريين والذين كان معظمهم يدعون له “بالتوفيق.. وأنه مظلوم.. وكلنا معك”.
وأوضحت تقارير إعلامية أن عدم اللجوء إلى اعتقال رامي من قبل السلطات السورية، دليل على وجود جهات خارجية (لم تسمها) داعمة له، لافتين إلى أن رامي يتكلم عبر فيديوهاته بحرية تامة ويقوم بانتقاد سياسة الحكومة اتجاهه دون الشعور بالخوف من الاعتقال. وهذا ما يربك الحكومة وتجعلها تتأنى مع رامي في مسألة الضرائب ودفعها.
خطوات لتحجيم رامي
واعتبرت أوساط غربية أن لجوء الرئيس السوري وعقيلته أسماء الاخرس إلى العمل الخيري من خلال “جمعية الجيش”، والتي تفيد شريحة كبيرة من العلويين السوريين، هو للظهور بمظهر الجهة الداعمة لهم، بعد تركهم لهذا الملف لفترة أدت لتصاعد الغضب بين جرحى الجيش، لافتين إلى أن الأسد وعقيلته يأخذان على محمل الجد أن يكون هناك جهات داخلية وخارجية داعمة لرامي وقوته بالأعمال “الخيرية” على المستوى الشعبي عن طريق “جمعية البستان” الخيرية.
ملفات محرجة
وعن الملفات التي تخشى القيادة السورية تسريبها من قبل رامي، والتي تقف حاجزاً أمام اعتقاله، أنه يملك ملفات قد تحرج القيادة السورية وشخص الرئيس، وقد تكون ملفات بعلاقات خارجية للحكومة السورية، وعلى سبيل المثال المقابلة التي أجريت مع رامي في 2011، والتي قال فيها إن “أمن إسرائيل من أمن دمشق”.
أضافة إلى ذلك هناك أسباب أخرى تحدثت عنها تقارير إعلامية، أن رامي يمتلك مفاتيح المال لآل الأسد منذ تولي العائلة الحكم في سوريا عام 1970 ، والتي قالت تلك التقارير أنها كلها موجودة خارج البلاد، وهي عبارة عن حسابات وشبكة شركات معقدة تمتلك عشرات الآلاف من العقارات والمؤسسات العاملة إلى اللحظة في الدول الغربية والعربية، وهذه الشركات كلها باسم رامي وأبناءه وأخوته.
وإذا تم كشفها من قبل رامي، فإن روسيا ستقوم بابتزاز الأسد مادياً للحصول على فاتورة الحرب في سوريا.
وبدا واضحاً في منشور قام رامي بنشره بعد الحجز على أمواله في سوريا، أنه فتح باب المعركة مع الحكومة، بل ويتوعدها بالانتقام حيث قال بالخط العريض ” فبـعـزتـك وجـلالـتـك سـيـذهـلـون من فـعـلـك”.
إعداد: علي إبراهيم