دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الحكومة السورية تصعد ضد قسد قبل يوم من قمة أنقرة بين ثلاثي آستانا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – اتهمت وزارة الخارجية السورية في رسالة وجهتها، أمس الأحد، للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، قوات سوريا الديمقراطية، بالعمل على “تنفيذ مشاريع انفصالية تمس وحدة الأراضي السورية وسيادتها”. وجاء الرد سريعاً من قسد التي دعت الحكومة السورية للكف عن القيام بـ “أعمالها العدائية ضد قواتهم وأهالي شمال شرق سوريا”، كما جددت دعوتها  للحوار للبحث عن “حلول حقيقية تنهي معاناة السوريين وتؤمن السلام والاستقرار لكل شعوب سوريا”.

وقبل يوم من انعقاد القمة الثلاثية حول سوريا بين كل من روسيا، تركيا وإيران، في العاصمة التركية أنقرة، صدرت تصريحات من الخارجية السورية، وجهت فيها كيل من الاتهامات لقوات سوريا الديمقراطية، واعتبرت أنها تنفذ “مشاريع انفصالية، تمس وحدة الأراضي السورية وسيادتها”، بدعم من الولايات المتحدة.

من جهتها نفت قوات سوريا الديمقراطية، في بيان أصدرته أمس، هذه الاتهامات، ودعت الحكومة السورية إلى “الكف عن استهداف قواتهم، والأعمال العدائية ضد منطقة شمال شرق سوريا”، حسب البيان.

الخارجية السورية: ممارسات قمعية بدعم من الولايات المتحدة والتحالف الدولي

وجاءت في الرسالة التي وجهتها الخارجية السورية، للأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن، أن قسد تقوم بـ “ممارسات قمعية في شمال شرق سوريا مدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الدولي وغيرها من الدول التي تستهدف سوريا وحضارتها وشعبها واستقلالها”.

وأضافت الوزارة أن “ممارسات هذه الأعمال تأتي في الوقت الذي تقوم فيه القوات الحكومية، بمحاربة النصرة وداعش في إدلب”.

وأكدت أن الحكومة “مصممة وبمساعدة الدول الصديقة على استعادة كل شبر من الأراضي السورية”، بحسب الخارجية السورية.

قسد: ندعو الحكومة للحوار بدلاً من استهداف قواتنا ومناطق شمال شرق سوريا

من جهتها ردت قوات سوريا الديمقراطية على تصريحات الخارجية السورية، وأكدت أن هذه الاتهامات لن تثني قواتها من الاستمرار في محاربة “الإرهاب”، ودعت الحكومة السورية إلى “الكف عن القيام بأعمالها العدائية ضد قوات قسد وأهالي شمال شرق سوريا”، كما جددت دعوتها  للحوار مع القوى التي تمثل كل مكونات منطقة شمال شرق سوريا للبحث عن حلول حقيقية “تنهي معاناة السوريين وتؤمن السلام والاستقرار لكل شعوب سوريا”، معتبرة أن هذه الاتهامات هدفها “تضليل الرأي العام والأمم المتحدة”، حسب ما ورد في بيان أصدرته قوات سوريا الديمقراطية.

وأضافت قسد في بيانها أنهم “قدّموا آلاف التضحيات والجرحى للقيام بواجبهم الوطني تجاه بلدهم سوريا، في الوقت الذي كانت فيها القوات الحكومية مشغولة بحماية مراكز سلطتها في العاصمة، تاركة الأهالي يعانون من إرهاب أكثر قوى العالم وحشية، لذلك فإن الحكومة التي تقاعست عن حماية أبناء المنطقة، هي آخر من تحق لها التحدث باسمهم”، بحسب البيان.

وأوضحت قسد في بيانها، أن عناصر تنظيم داعش الارهابي “يستخدمون المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، وينطلقون منها حتى الآن للقيام بالأعمال الإرهابية في شمال شرق سوريا”.

ودعت قوات سوريا الديمقراطية في ختام بيانها الحكومة السورية، إلى الكف عن القيام بـ “الأعمال العدائية ضدهم، وإجراء حوار مع القوى التي تمثل مكونات شمال شرق سوريا، للبحث عن حلول حقيقية تنهي معاناة السوريين وتؤمن السلام والاستقرار، على أساس الاعتراف دستوريا بالإدارات الذاتية وقبول خصوصية قوات سوريا الديمقراطية”، حسب ما ورد في البيان.

مسد: اتهامات باطلة تهدف إلى إرضاء الجانب التركي !

موقف مماثل ظهر من مجلس سوريا الديمقراطية؛ وهي الواجهة السياسية لقسد، حيث أكد أن هذه الاتهامات “باطلة ولا أساس لها من الصحة”، وقال في بيان منفصل أصدره، أمس الأحد، أن “هذه الاتهامات لا تنفصل عن اجتماع أنقرة بين ضامني آستانا، وتهدف من ورائها إرضاء الجانب التركي وتبحث معه عن طريق للتفاهمات والتطبيع”. متهما الحكومة السورية بـ “السماح للدول الأجنبية باستباحة الأراضي السورية”، وأن تصريحاتها واتهاماتها لا تنطبق على الواقع الموجود على الأرض في مناطق شمال شرق سوريا، حسب مسد.

مراقبون: الاتهامات الحكومية لقسد تتكرر مع اقتراب موعد كل اجتماع بين ثلاثي آستانا للتأثير على أجنداتها

ويرى متابعون للشأن السوري، أن التصعيد في التصريحات والاتهامات المتبادلة، بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، يبرز مع اقتراب موعد كل اجتماع بين الدول الضامنة لمساري آستانا وسوتشي حول سوريا، بهدف التأثير على أجندات الاجتماع، كل لصالح غاياته ومصالحه، حيث لا يمكن النظر لهذه التصريحات الأخيرة للحكومة السورية، بمعزل عن اجتماع اليوم، في أنقرة، بين روسيا، تركيا وإيران، للتباحث في الأزمة السورية، وملف إدلب الذي زاد تعقيداً مع التطورات الميدانية الأخيرة، المتمثلة بتقدم القوات الحكومية على حساب فصائل المعارضة، في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، بحسب مراقبين.

إعداد: سمير الحمصي