أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – منذ سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها على مدينة رأس العين وريفها ومنها قرية علوك التي تتواجد فيها محطة ضخ المياه “علوك” التي تعتبر المصدر الوحيد لتأمين مياه الشرب لمدينة الحسكة والتي تغذي أكثر من مليون نسمة بمياه الشرب، يعاني سكان الحسكة من انقطاع مياه الشرب لفرات طويلة جداً.
وباتت هذه المعضلة الإنسانية في أوجهها وسط تفاقم الأزمة وعدم تمكن الأهالي من الحصول على المياه النظيفة، خاصة مع انتشار مرض الكوليرا بسبب المياه غير النظيفة.
منذ سنوات في المجمل.. ولليوم الـ76 توالياً الحسكة بلا مياه للشرب
ولليوم الـ76 على التوالي لايزال سكان مدينة الحسكة وضواحيها يعانون من انقطاع للمياه، حيث أن انقطاع المياه لا يقتصر فقط على هذه المدة، بل أنه ومنذ سيطرة القوات التركية على المحطة منذ 3 سنوات وتحديداً في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وأهالي الحسكة يعانون من انقطاع للمياه لفترات طويلة وصلت الصيف الماضي لأكثر من 90 يوماً، وفشلت كل الجهود الدولية حتى الآن بإبعاد هذا الملف عن الحرب والصراع المستمر في سوريا.
ما موقف القانون الدولي ودمشق والقامشلي ؟
ويرفض القانون الدولي أن يتم قطع المياه عن التجمعات المدنية أثناء الحروب والنزاعات المسلحة، ويمكن أن ترتقي هذه الجريمة لجريمة حرب وضد الإنسانية، كون المياه هو أهم مصادر الحياة التي يعتمد عليها البشر والطبيعة والحيوانات أيضاً، ونقصها يؤدي لانتشار الأمراض والأوبئة، وهو ما حصل في الشمال السوري في الفترة الأخيرة، حيث ظهر مجدداً مرض الكوليرا بسبب نقص المياه في نهر الفرات القادم من الأراضي التركية.
الحكومة السورية والإدارة الذاتية تحملان المسؤولية الكاملة، للقوات التركية وفصائل المعارضة الذين يسيطرون على المحطة، وسط تأكيدات أن المحطة لا تزال متوقفة عن العمل بشكل كامل، وأن هناك أضرار وأعطال بسبب التعديات على خطوط ضخ المياه الخارجة من المحطة، مع استمرارهم بسرقة كميات الكهرباء المغذية لها”، وبالتالي استمرار معاناة الأهالي بتأمين مياه الشرب.
جهود لتأمين المياه ولكن ؟
وبحسب المصادر المسؤولة فإن المؤسسات العاملة في تلك المناطق تعمل على تأمين مياه الشرب للأهالي، بينما تؤكد مصادر محلية من المدينة أن هناك نقص حاد بمياه الشرب والعوائل تضطر للانتظار لأيام ليحصلوا على دور تعبئة المياه، وسط ارتفاع وتحكم سائقي الصهاريج بالأسعار التي حددتها السلطات في تلك المناطق، مشددين على وجود “محسوبيات” من قبل المؤسسة السورية والمؤسسات الأخرى التابعة للإدارة الذاتية.
وأعلنت “مؤسسة المياه السورية” التابعة للحكومة أنها أجرت مؤخراً صيانة في مشروع مياه نفاشة شرق مدينة الحسكة، الذي يوجد فيه منهل لتعبئة الصهاريج الخاصة التي تغذي المدينة بالمياه وتعمل على وضع المشروع بالخدمة بطاقة إنتاج آباره التسع الكاملة، إضافة للاستمرار في تشغيل محطات تحلية المياه المنتشرة في الحدائق العامة والتي توفر مياه الشرب النظيفة والمعقمة للأهالي.
وتؤكد مصادر محلية من الحسكة أنه حتى مياه الشرب المقدمة من الهلال الأحمر السوري ومن قبل الصليب الأحمر الدولي ومنظمات أخرى، فإن هذه المياه لا تصل لكل الأهالي، وهناك محسوبيات في تعبئة المياه.
وتقوم هذه الجهات المعنية بتعبئة 400 خزان سعة كل منها 5 أمتار مكعبة بالمياه النظيفة، بالإضافة إلى 50 خزاناً موجوداً في مراكز الإيواء، وبحسب الهلال الأحمر السوري فإن كميات المياه المعبأة خلال الشهرين الماضيين بلغت 150 ألف متر مكعب.
أهالي الحسكة يطالبون بوقف “حرب المياه” ضدهم
ويطالب أهالي مدينة الحسكة من الحكومة السورية أن تقوم بإيصال هذا الملف للأمم المتحدة للضغط على تركيا لإنهاء “حرب المياه” على أكثر من مليون إنسان في المدينة، خاصة في وقت تزداد حالات الإصابة بمرض الكوليرا بسبب المياه الملوثة وغير الصالحة للشرب.
ولم تستطع الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة والمنظمات الأممية والدولية الموجودة في شمال شرق سوريا، من الضغط على تركيا لتحييد ملف المياه عن الحرب والصراع المسلح القائم في تلك المناطق، إضافة لما يعانيه المدنيين في الشمال السوري نتيجة انخفاض منسوب المياه الواصلة من الأراضي التركية للسورية بنهر الفرات، حيث أن تقارير الأمم المتحدة والسلطات المحلية في سوريا تؤكد أن ظهور مرض الكوليرا مرة أخرى مرتبط بجفاف نهر الفرات.
إعداد: رشا إسماعيل