أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أكثر من 9 سنوات من الأزمة والحرب السورية، كلفت البلاد كثيراً على الصعيد الاقتصادي والبشري والاجتماعي والسياسي، لتكون الأزمة السورية بذلك من أكثر الأزمات صعوبة التي شهدتها المنطقة منذ عشرات السنين.
إحصائيات صادمة
وبحسب إحصائيات لمراكز دراسات وبحوث، فإن إجمالي الخسائر الاقتصادية للحرب في سوريا بلغت أكثر من 530 مليار ليرة سورية، هذا الرقم الذي أصبح أسوء من التقديرات التي وضعتها المنظمات الدولية والأممية وخبرائها الاقتصاديين، كما بلغ خسائر البنة التحتية السورية أكثر من 65 مليار دولار.
أما معدل الفقر في البلاد الذي كان لايكاد أن يتجاور الـ10 بالمئة قبل الأزمة، فقد قفر بعد 9 سنوات من الحرب إلى 86 بالمئة، ليبلغ عدد السوريين الذين هم تحت خط الفقر 22 مليوناً، ولتكون سوريا بذلك أكثر البلدان فقراً في المنطقة.
أما من الناحية البشرية فقد أشارت الإحصاءات التي نشرها “المركز السوري لبحوث السياسات”، أن عدد ضحايا الحرب في سوريا تخطت 690 ألفاً، من بين هؤلاء 570 ألف قتلوا بشكل مباشر نتيجة الحرب.
كما أدت الحرب إلى خروج 13 مليون سوري من بيوتهم معظمهم كنازحين ضمن المناطق السورية، والبعض الآخر خرج لاجئاً لدول الجوار.
أكثر من مليوني طفل خارج المدارس
ويعيش أكثر من مليونين و400 ألف طفل خارج المدارس اليوم داخل سوريا، وهناك 6 مناهج مختلفة يتلاقاها الأطفال السوريون ضمن مناطق النفوذ (الحكومة – الإدارة الذاتية – المعارضة)، يشار إلى أن نسبة عدم الالتحاق تضاف إلى إجمالي عدد الاطفال الذين هم خارج المدرسة.
ويقول الباحث “ربيع نصر” من مركز “السوري لبحوث السياسات” في حديثه “لصحيفة الشرق الأوسط”، أنه أمام هذه المؤشرات لا يمكن الحديث عن إعادة الإعمار قبل معالجة جذور النزاع وأهمها الظلم الذي يرتبط بالظلم السياسي والاقتصادي والاجتماعي”، مشيراً إلى أن هناك أمور أهم من إعادة الإعمار وهي تجاوز النزاع”.
إعادة الإعمار في سوريا “وهم”
وذكرت تقارير إعلامية أن المسؤولين الروس تحدثوا سابقاً عن أن تكلفة الحرب السورية بلغت 400 مليار دولار، وبحسب الخبراء، فإن الأرقام الجديدة هي بمثابة تحدٍ لعملية إعادة إعمار سوريا، حيث أن هذه التكلفة دون تكاتف العالم أجمع يجعل “إعادة الإعمار عملية وهم وشعارات إعلامية فقط”.
ويتناول التقرير الذي أعده خبراء “مركز البحوث والسياسات” أبعاد النزاع المسلح في سوريا منذ بداية الحرب في 2011 حتى 2019. أي أن هناك 6 أشهر من 2020 غير مذكورة بالتقرير الذي يجعل هذه الأرقام المذكورة أكثر.
اقتصادات مختفلة.. انهيار الليرة
ويشير التقرير أيضاً إلى أن الحرب وطيلة سنواتها، جعل الاقتصاد السوري يتجزأ لأجزاء مختلفة، كما أدت الحرب لانهيار الليرة السورية الذي كانت في 2011 46 ليرة للدولار الواحد، أما في 2020 فقد وصلت الليرة لحدود الـ 2000 ليرة للدولار الواحد، وذلك في انهيار غير مسبوق أمام الدولار، وبات كثيراً من السوريين لايتقاضون سوى دولار أو دولارين يومياً، في ظل ارتفاع جنوني في الأسعار.
وأشار التقرير إلى أن عدد السكان داخل سوريا وصل في 2019، إلى 19.584 مليون نسمة، وتسبّب النزاع بنزوح قسري لأكثر من 5.6 مليون لدول الجوار والخارج، وبحلول آب/أغسطس 2019 الماضي بلغ عدد السوريين النازحين داخلياً 6.14 مليون شخص، وهو أكبر عدد من النازحين داخلياً بسبب نزاع في العالم.
ماذا بعد قيصر ؟
ولعل هذه الأرقام تتضاعف بشكل مخيف خلال النصف الثاني من 2020 موعد تطبيق قانون العقوبات الأمريكي “قيصر”، والذي تشترط الولايات المتحدة لعدم تطبيقه أن يكون هناك حل سياسي على أساس قرار 2254.
إعداد: ربى نجار